»عايدة صبرا تمثل الواقع.. «من الآخر

 

 

 

بجدليتها وجرأتها المعتادة عادت الممثلة عايدة صبرا لعرض مسرحيتها “من الآخر” على خشبة مسرح مونو، لتطرح أزمات وهواجس المرأة في منتصف العمر بطريقة هزلية هادفة.

وحيدةٌ إلّا من مساعدين يكملان الرسالة التي تريد عايدة إيصالها، تقف على خشبة المسرح الصغير للإجابة عن أسئلة كثيرة بين زوجين في منتصف العمر: لما وصلنا الى هذا الحد؟ كيف تحوّلنا من قصة عاشقين الى قصة خصمين؟

تبدأ المسرحية بصوت “المرأة” من خلف باب مقفل وهي تتمنى على زوجها انتظارها لبضع دقائق كي تتمكن من تبديل ملابسها حيث كانت ترغب بمرافقته إلى احتفال سيقلد خلاله وساماً على انجازاته كمهندس، ولكنه لا يفعل، لتدخل المسرح مقفلةً الباب بقوة، وهي تردد «ختيارة قال». وتبدأ حديثها عن تعنيف زوجها اللفظي متطرقةً الى أدق التفاصيل في الحياة الزوجية وكيفية اختلافها على مر السنين من الحب الى الاستهزاء، ثم مقارعات يومية لتصل الى حد الشك بالخيانة، في وقت تعاني هي من أزمة عمر اليأس بعد أن قدمت كل شيء لعائلتها وتناست نفسها.

بقالبٍ سردي متماسك ومشوق، مضحك ومؤلم في آنٍ معاً، تؤدي عايدة على مدار أكثر من ساعة وعشر دقائق دورها برفقة مساعديها “إيلي نجيم وسيرينا شامي” اللذين لعبا عدة أدوار، من دور الصديقين والولدين، ومن ثم دور الرادع لأي تصرف غاضب من قبل الزوجة، لينتقلا الى دور “النفس الداخلية” للزوجة التي تحاول اختلاق مبرر للزوج، ليجد الجمهور نفسه في كل قصة صغيرة، ويتذكر حادثة مماثلة، الأمر الذي يساهم في شده نحو السيناريو ويمنع تشتت تركيزه، فتصبح البطلة (عايدة) مجسدةً جميع النساء في “كراكتير” واحد.

ما يميز المسرحية عن غيرها من المسرحيات “الدارجة” إذا صح التعبير، انها أدركت كيف تملأ خشبة المسرح البسيطة جداً، والخالية من أي ديكور بحضورٍ قوي وأداءٍ متنوعٍ في الأدوار، إضافةً الى حركة متماسكة ودراية تامة في تقديم “المونولوغ” دون مبالغة، الأمر الذي اخرج عملاً متكاملاً من الكتابة الى التمثيل فالإخراج، ما انعكس إعجاباً شديداً ورضىً تامًا من الجمهور، تُرجم بتصفيقٍ حارٍ في مسرحها الصغير.

وفي حديثٍ لـ”سلاب نيوز”، أشارت الممثلة عايدة صبرا الى أنّ القصة تعني الناس جميعاً، من الشباب والمتزوجين والمتقدمين في مراحل زواجهم، فالقصة لا تعرض فشل الحياة الزوجية إنما الروتين وكيفية انشغال كل عنصر في المؤسسة الزوجية بحياته وهمومه وانشغاله عن الطرف الأخر، خاصةً وأنها قصص حقيقية غير مبالغ فيها تحكي هموم ووجع الناس داخل المنزل ما يولّد تفاعلاً معها بصدق، فبعض الزوجات خلال المسرحية يهمسن في آذان أزواجهنّ “شفت كيف”، فيما عنصر الشباب يتساءل “معقول بكرا نصير هيك؟”.

وأضافت “عايدة” أنّ الإقبال الكبير الذي لاقته المسرحية في عرضها الأول، على مسرح “المترو” دفعها لتعديل موعد العرض على مسرح “مونو” تماشياً مع الوقت الأنسب للجمهور. وعما إذا كانت تجد صعوبة بلعب عدة أدوار في الوقت نفسه، تشرح أنها المرة الأولى التي تقوم بإنجاز مسرحية من الألف الى الياء، فهي اعتمدت على بحث أجرته عدة سنوات جامعةً الكثير من القصص من المجتمع، مؤكدةً أنه بالرغم من ضعف الامكانيات، فإنّ المسرحية فرضت نفسها بين الجمهور ورسمت الإبتسامة على وجوه كل من حضرها، بينما الإقبال يتضاعف من عرضٍ الى آخر وخاصةً لدى فئة الشباب، مشيرةً الى أنّ المشاركة ضمّت طلاب الجامعات الذين حضروا العرض وخرجوا منه بانطباعٍ جيد ومشجع.

حازت عايدة في مسرحياتها على عدة جوائز فنية، كجائزة المسرح العربي عن مسرحية “ديكتاتور”، كذلك جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية “حالة حب” في “مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي” عام 1998، وجائزة التميز لأدائها عن مسرحية “إيماء 88” في “مهرجان دمشق المسرحي”.

 

علي عواضة

http://slabnews.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *