الهيئة العربية للمسرح
جزيرة الأحلام جربة ما تزال ترفع التحديات فنيا ، وفي مجال أبي الفنون ما تزال على يقين أن شبابها يستحقون الأفضل ، حيث ستحتضن خلال الفترة الممتدة من 16 الى 21 من شهر مارس الجاري من سنة 2018 ،فعاليات مهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح في دورته السابعة والعشرين ، تحت شعار ” المسرح والبعد العجائبي” ، حيث ستكون الدورة على شرف المرحوم ” المنصف بلحاج يحي” .
وحسب ما أفادنا به الدكتور ” زهير بن تردايت ” مدير المهرجان ، فإن المهرجان سيعرف عديد المحطات الهادفة وبرنامجا ثريا ، حيث سيشهد المهرجان في يومه الاول من الافتتاح عروضا تنشيطية بالمدارس الابتدائية بمشاركة طلبة المعهد الأعلى لإطارات الطفولة بقرطاج درمش ، مع عروض تنشيطية في الشارع وفنون السيرك ، مع افتتاح معرضين على مستوى دار الثقافة “فريد غازي” الأول خاص بمعرض” مسرح العرائس تاريخ وإبداع” للمركز الوطني لفن العرائس ، ومعرض يضم ” اصدارات الهيئة العربية للمسرح ” .
هذا ، وسيعرف الافتتاح الرسمي للعرس المسرحي تكريم نخبة من نجوم المسرح والسينما وهم : “كمال التواتي” ، ” محمد علي بن جمعة ” ، ” رشيد عساف” ، ” فائق الحميصي” ، ” عادل الترتير” و”سالم الإكويندي” ، ليكون بعد ذلك جمهور الخشبة على موعد مع العرض المسرحي “ خوف ” لـ” الفاضل الجعايبي ” و” جليلة بكار” من انتاج المسرح الوطني .
وخلال أيام المهرجان ستستمر العروض التنشيطية على مستوى المدارس الابتدائية ، وانطلاق ورشات تكوينية بمقر الكشافة التونسية يشرف عليها شباب فنانون من الجزائر ممثلين بجمعية مسرح الشباب والطفل منها ورشة في أساسيات التنشيط يشرف عليها ” بوزيان زواوي” ، ورشة أخرى في تقنيات الرسم بالضوء يديرها “ ناصر محمد هشام ” ، مع ورشة مرتقبة في البونتومايم يشرف عليها “ بن الحسين زواوي“.
وسيشهد المهرجان برمجة عروض مسرحية منها ” كاتب لم يكتب شيئا” من توقيع فرقة السلام للمسرح والموسيقى من ليبيا على مستوى دار الثقافة ” فريد غازي” ، في حين يحتضن مركز الفنون الدرامية بمدنين بالقرية الحرفية عرض مسرحية ” ، ثالث أيام المهرجان وبإشراف من الأستاذ ” يوسف البقلوطي” والعرائسي ” لسعد المحواشي” سيقودان رحلة سفن الحكايات وعرائس البحار ، كما سيتم ضمن رزنامة البرنامج عرض مسرحية “السمكة العجيبة ” للأطفال من انتاج شركة شمس للإنتاج .
وككل دورة مهرجان ، تعرف طبعة 2018 ندوة فكرية دولية حول” المسرح والبعد العجائبي ” بحضور أساتذة مختصين ، وبدعم من الهيئة العربية للمسرح ، وذلك على مستوى فضاء المكتبة العمومية بحومة السوق ، حيث تعرف جلستين ، الأولى يديرها الدكتور ” محمود الماجري ” وتعرف مداخلات كل من الأساتذة ، منهم الدكتور ” رضا الأبيض” الذي سيقدم ورقة بعنوان “ العجائبي في سياقه الثقافي، إعادة قراءة تودوروف” ، ومداخلة للأستاذ “أحمد مصباح الصويعي” موسومة بــ: ” البعد العجائبي في برنامج التربية المسرحية بين استئناس المفردات وتنمية الخيال” ، و” الملك لير ، قراءة مغايرة” للأستاذ ” أحمد خميس الحكيم” .
جلسة ثانية يديرها الدكتور ” محمد عبازة” يقدم من خلالها الأستاذ “عادل الغزال” محاضرة بعنوان “ العجائبي والكرنفالي في عوالم الغفران للمعري” ، والأستاذة ” برمانة سامية” ستقدم محاضرة موسومة بـ” جماليات البعد العجائبي في الظاهرة المسرحية الاحتفالية الامازيغية أيراد الجزائر، والأستاذة “عباسية مدوني” تحاضر في ضوء ” تجليات البعد العجائبي في المسرح الجزائري، الفكر الأسطوري أنموذجا” ، وستختتم الندوة الفكرية الدولية بعرض التقرير الختامي ورفع أشغال الندوة.
والفترة المسائية ستعرف على مستوى دار الشباب آجيم عرضا مسرحيا للأطفال بعنوان “الدمية والبخيل” لجمعية النهوض المسرحي، ومسرحية ” الرهوط” لشركة بيفالو آرت للانتاج ، كما ستشهد ذات الأمسية إضاءات من مسرح الناشئة بالشارقة يقدّمها ” الأستاذ عدنان سلوم.”
رابع أيام المهرجان الدولي لمسرح فرحات يامون سيعرف في صبيحته انطلاق التربصات منها تربص لفائدة مربي الطفولة المبكرة ومدرّسي المرحلة التحضيريّة عنوانه : ” الألعاب التمثيليّة ومهارات التعبير الحسي الحركي للطفولة المبكرة” يؤطّره البروفيسور الخبير الدولي “فائق الحميصي ” من لبنان ويحاضر خلاله الأستاذ “سالم الكويندي ” من المغرب ، على مستوى فضاء المكتبة العمومية بحومة السوق جربة ، تربص ثان لفائدة المعلمين ومربيّ الطفولة بنوادي الأطفال عنوانه : “من الألعاب التمثيليّة إلى فن الحكاية” يؤطره الأستاذ “البغدادي عون” ويحاضر خلاله الأستاذ “سالم الكويندي” من المغرب، بمقر الكشافة التونسية ، وتربص ثالث لفائدة لأساتذة التنشيط الشبابي والثقافي ومنشطي نوادي المسرح عنوانه : “التّعبير الدرامي للشباب” يؤطره الأستاذ “نبيل ميهوب” ويحاضر خلاله الأستاذ “سالم الكويندي” من المغرب، بمقر جمعية النهوض المسرحي بدار الجمعيات حومة السوق جربة.
مع برمجة عوض مسرحية منها عرض للأطفال ” المهرج جياني” من ايطاليا ، ومسرحية ” مهرّجان وحكاية” للأستاذ ” البغدادي عون” ، وعرض للكبار “ميزاجور” لفرقة كواليس من المغرب ، مع إضاءات من المسرح العربي في أوروبا يقدمها الأستاذ “حسين الأنصاري” ، هذا وتتواصل التربصات ، ويشهد المهرجان ضمن فعالياته يوم المسرح الفلسطيني الذي يعرف عرض “صندوق عجب” للأطفال للفنان “أبو العجب” عادل الترتير” من فلسطين ، وعرض مسرحيّة “المغتربان” لفرقة نعم من فلسطين ، و إضاءات من المسرح الفلسطيني المقاوم يقدّمها “الأستاذ “عادل الترتير” ، وككل سنة جمعية مسرح الشباب والطفل من سيدي لحسن ، سيدي بلعباس ، الجزائر تقدّم زيارتها التنشيطية لفائدة الأطفال المقيمين بالمستشفى الجهوي الصادق المقدم بجربة .
آخر ايام المهرجان ستعرف ضمن برنامجها اختتام جدول التربصات ، وعرض مسرحي للأطفال “الأمانة” لفرقة سيدي بلعباس من الجزائر ، عرض مسرحيّة” العاصفة عن الملك لير” موجهة إلى الكبار إنتاج المركز الوطني لفن العرائس بمناسبة اليوم العالمي لمسرح العرائس ، ويسدل الستار عن عمر الدورة السابعة والعشرون من المهرجان الدولي للمسرح ” فرحات يامون” بتكريم المرحوم المنصف بلحاج يحي من خلال عرض شريط وثائقي و تقديم شهادات مع تكريم رفاقه : محمود الماجري، محمد العوني، لسعد المحواشي ، وتكريم الفنان سليم العكروت .
صفوة القول ، أن مهرجان فرحات يامون للمسرح الذي يعمّر لمدّة سبعة وعشرين سنة لدليل قاطع على أن الفن الرابع ذا رسالة سامية ، وأن ثمة طاقات تدعمه بكل إيمان وثقة ، بشكل تطوعي يبذلون من خلاله الجهد المعنوي والمادي ، مع التأكيد أن جزيرتهم أحق بهكذا مهرجان دولي يحقق حراكا ثقافيا وفنيا بلمسة إبداعية تؤكد دوما أن الفن للفن ، وأن المسرح أبو الفنون له سحره وخاصيته ، وأنه لابد من الحفاظ على هذا التقليد السنوي المسرحي الذي يمنح أبعادا واعدة ، يحقق التلاقح الفكري والانصهار الابداعي شكلا ومضمونا .
