قاعة الريو:كيف تتحوّل مسرحيات شكسبير إلى عمل تجريبي/نورالدين بالطيب

قدٌم المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين مساء أوٌل أمس الأحد عرضين متتاليين لمسرحيته الجديدة «أولا تكون» من أخراج أنور الشٌعٌافي وكتابة بوكثير دومة.
طوابير من المنتظرين وقفوا أمام قاعة الريو في عرضين متتاليين مساء أوٌل أمس الأحد لمشاهدة العمل الجديد للمخرج أنور الشٌعٌافي «أولا تكون» الذي أنتجه المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية وفي طوابير المنتظرين كان هناك عدد كبير من المسرحيين والكتٌاب الذين جاؤوا لاكتشاف العمل الجديد لأنور الشٌعٌافي الذي لم يقدٌم عملا جديدا منذ 2011 عندما قدٌم مسرحية «ترى ما رأيت» عن قصيدة بنفس العنوان للشاعر كمال بوعجيلة.
هذا العمل الذي يستغرق ساعة كتبه بوكثير عن أربع أعمال مسرحية لشكسبير بمناسبة الأحتفال بمائويته الرابعة وهذه الأعمال هي «عطيل « التي كتبت في 1603 و»الملك لير» التي كتبت بين 1603 و1606 و»هملت» التي كتبت بين (1600ـ1602) وقبلهم « روميو وجولييت» التي يرجٌح أنُها كتبت بين 1593 و1596، من هذه الأعمال أنطلق أنور الشٌعٌافي في مقاربة تجريبية أنطلاقا من أعمال كلاسيكية صاغها بوكثير دومة وصنع منها عملا ملحميا شعريا تتداخل فيه الحكايات والشخصيات التي تتأرجح بين العنف والقسوة والحب والخيانة والكره من أوفيليا هملت الى روميو وجولييت وياغو حامل الراية وعطيل وديدمونة والملك لير.
من الكلاسيكية إلى التجريب
هذه المسرحية يمكن اعتبارها مغامرة فنية فريدة فلأوٌل مرٌة ينجح مسرحي في تقديم عمل يجمع بين أربعة نصوص كلاسيكية كما أن هذه التجربة جديدة على أنور الشٌعٌافي الذي قدٌم في السنوات الأخيرة مسرحيات دون نص وفي هذا العمل يعيد الأعتبار للنٌص ويلتقي مع كاتب يعد الآن من أغزر الكتٌاب التونسيين عطاءا، بوكثير دومة الذي صاغ شخصيات شكسبيرية بنكهة عربية.
وبنى الشعافي مسرحيته على تحرٌك الممثلين فرحات دبش نادية تليش لطفي ناجح شوقي عجيلي لسعد جحيدر لورا سيرافيني جهاد الفورتي أسماء بن حمزة عباب الحنديري خبيب العياري بأستعمال تقنيات السيرك الفني فكانت الحركة عمودية في أفق سينوغرافي صاغه مفتاح بوكريع.
المسرحية التي عرضت أوٌل أمس لأول مرة في العاصمة كشفت عن العمل المخبري الذي يقوم به أنور الشٌعٌافي منذ سنوات وعن نجاح المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين الذي نجح في ظرف لم يتجاوز الخمس سنوات في أن يقدٌم أعمالا ناجحة بشكل متتالي نالت الكثير من الأحترام النقدي.
مدنين التي صنعت الحدث منذ مطلع التسعينات لحظة تأسيس مهرجانها الوطني للمسرح التجريبي تصنع اليوم الحدث في المشهد المسرحي التونسي وستكون مسرحية «أولا تكون» حدثا مسرحيا بارزا في الموسم الجديد

المصدر/ ايام قرطاج المسرحية

محمد سامي مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *