«اتحاد الكُتّاب» يتمـــرّد على ثقافة النخبة

متجاوزاً الأجواء الرسمية، ولقاءات المنصات والنقاشات المتخصصة، نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي «اليوم الثقافي العام الأول»، صباح أول من أمس، بالتعاون مع مشروع «أنا أحب الإمارات» التي تديره أمل العقروبي، ضمن سعي الفرع لتنشيط التعارف الإبداعي والثقافي.

 

 

وأوضح رئيس الهيئة الإدارية لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع ابوظبي محمد المزروعي لـ«الإمارات اليوم» أن الفعالية هدفت في الأساس إلى الخروج باتحاد الكتاب من إطار ثقافة النخبة إلى مفهوم الثقافة الوسيطة، لافتاً إلى أن المشاركين في اليوم الثقافي من كتاب ومثقفين وممثلين لمؤسسات ثقافية طرحوا نقاطاً عدة للنقاش، من أبرزها كيفية تحقيق التواصل بين المؤسسات الثقافية، وأيضاً بين المثقفين بعضهم بعضا، بما يحقق مفهوم الوسط الثقافي، بدلاً من ان يتحول المجتمع إلى جزر منعزلة، إلى جانب مناقشة سبل تعاون أدبي وثقافي بين الحضور. وأضاف «تمثل هذه الفعالية تجربة يتم تطويرها بشكل متتال في ما بعد، ولا تعتمد زمناً تراتبياً لإقامتها».

طفلة ملتبسة بالإبداع

عبدالله يناقش أزمة الكتابة الدرامية

يستضيف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء اليوم، المسرحي والإعلامي اسماعيل عبدالله، للحديث حول أزمة الكتابة في الدراما الإماراتية، في مختلف مجالاتها، مستعرضاً تاريخ الكتابة الدرامية في الإمارات، ومُقترحاً لحلول مؤسساتية وعملية.

يذكر أن الكتابة الدرامية حالياً تتوزع بين الكتابة التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، ومنذ الثمانينات وهناك سعي وبحث لنصوص محلية تعبر عن الواقع الإماراتي، ويتبع تلك الأزمة تنفيذ الأعمال المكتوبة نفسها، إذ إن هناك أيضاً نقصاً في مجال صناعة النص المكتوب، وقد حظي المسرح بالكثير من الرعاية وقل ذلك تلفزيونياً بشكل واضح، ثم حظيت السينما أخيراً من خلال المسابقات ومهرجاني دبي وأبوظبي بإنشاء الواقع العملي للسينما كتهيئة أولى، إضافة إلى ظهور كُتَّاب جدد جيلاً وطرق تفكير تختلف أسلوباً في الموضوعات عما كان في الثمانينات، وكل هذه مؤشرات تضع النص الدرامي في مجال تقييم ومشاهدة وتحفيز للواقع الإماراتي المقبل.

وإسماعيل عبدالله، رئيس جمعية المسرحيين الإماراتية، وأمين عام الهيئة العربية للمسرح، وهو أحد كتّاب المسرح الإماراتيين المخضرمين، كما أنه صاحب رسالة ومشروع نحو تأصيل هوية المسرح وتحقيق شكل وقالب فني خاص به.

من جانبها، تحدثت الإعلامية بروين حبيب التي كانت من بين ضيوف اليوم الثقافي عن مشوارها، موضحة انها خذلت المشاهد احيانا بتقديمها شخصيات وأسماء أقل اهمية من الناحية الثقافية في برنامجها «نلتقي مع بروين»، وقالت إن «هناك شروطاً أخرى غير القيمة الفكرية والثقافية تتحكم أحيانا في اختيار ضيوف البرامج التلفزيونية، مشيرة إلى ان الثقافة هي خيارها القاسي كمذيعة تلفزيونية، باعتبار البرامج الثقافية هي الأقل مشاهدة، وأقل استحواذا على الإعلانات، ولكنها حاربت لكي تحقق حلم حياتها وتكون صورة جدية، وتعمل على اظهار اسماء متوارية بعيداً عن الساحة».

وأشارت بروين إلى ان الإعلام قادر احيانا على خلق اسماء وأشياء وتضخيمها، لافتة إلى ان «الإعلام العربي لا يمتلك القدرة على التسويق الذكي، فهناك كثير من الأسماء على الساحة تمتلك ثقافة ونتاجاً فكرياً متميزاً، ولكن العالم لا يدري بها، فالكاتب العالمي باولو كويلهو هو الأكثر قراءة على مستوى العالم.. فهل يعني ذلك انه أعظم كاتب في العالم؟ ولكن الواقع انه تم الترويج له بطريقة ذكية».

وذكرت الإعلامية البحرينية انها كانت تحمل فكرة ساذجة بأن الجمهور الذي تتوجه إليه هو النخبة المثقفة، ولكنها اكتشفت بعد ذلك ان عليها ان تخاطب فئات المجتمع وطوائفه كافة، وأن المثقف ليس بحاجة إلى البرامج الثقافية التلفزيونية. مشيرة إلى انها عانت أيضا من نظرة المثقفين إلى التلفزيون باعتباره يمثل ثقافة شعبية رخيصة، أو كما وصفه الشعار الراحل محمود درويش بالوحش المفترس الجائع دائماً.

وأضافت «لست مناضلة، ولكني احارب من أجل تقديم أسماء وتجارب حقيقية مغيبة بعيدة عن الأضواء، او تتوارى في ظل نجوم سيطرت على الساحة. وبشكل عام علاقتي بالثقافة علاقة عضوية فأنا طفلة ملتبسة بالإبداع والثقافة».

وعن بدايتها أفادت بروين بأنها نشأت في بيت أمي، حسب التقييم التربوي لأن والدتها لم تكمل تعليمها بسبب العادات والتقاليد التي كانت سائدة في البحرين وقتها، ولم تجد في منزلها مكتبة ذات رفوف وكتب مذهبة، فقد كان هناك كتاب واحد فقط هو القرآن الكريم، وفي عمر السادسة ذهبت إلى المطوع لحفظ القرآن الكريم وأتمت حفظه في عمر التاسعة، ومن هنا نشأت علاقتها باللغة العربية، بالإضافة إلى متابعة والدتها لها، حيث كانت تشتري لها الكتب من سلسلة «روائع الكتب العالمية»، ومجلة ماجد. بينما اعتبرت نفسها محظوظة بسبب وجود أشخاص في حياتها في الوقت المناسب، ما جعلهم حافزاً لها لتكمل طريقها.

وأشارت بروين حبيب إلى انها خذلت والدتها عندما تركت دراسة طب الأسنان لتدرس الأدب العربي، ولكن كان عملها في التلفزيون نقلة في حياتها، حيث دخلته من باب التمثيل، ولكنها انتقلت سريعاً إلى تقديم البرامج، ورغم ذلك كان اساتذتها في الجامعة يخافون عليها من الانشغال بعملها على حساب دراستها.

«أجوان» النومان

في مداخلتها، تحدثت الكاتبة الإماراتية نورة أحمد النومان عن روايتها «أجوان» وهي أول رواية خيال علمي لليافعين بحسب ما اشارت. وتطرقت إلى تحديات الكتابة في مجال الخيال العلمي لليافعين، وندرة الكتابات في هذا المجال. كما ذكرت ان لغتها العربية في البداية لم تكن قوية نظراً لأن دراستها بالكامل كانت باللغة الإنجليزية، ما أثر في ما بعد على اسلوبها في الكتابة، فجاء بعيداً عن المحسنات البديعية.

وقالت نورة النومان إنها حاولت في روايتها مخاطبة مختلف الفئات، إذ يمكن ان يهتم الكبار بقراءة الرواية، في الوقت نفسه يتفاعل معها اليافعون لأنهم يجدون فيها فضاءات قريبة من عوالمهم، كما حرصت على ان تكون الشخصيات في الرواية قريبة منهم.

وتضمن «اليوم الثقافي الأول» فعاليات متنوعة من بينها قراءات أدبية شعرية وسردية باللغة العربية من قصيدة محمود درويش «ورقة من خطبة الهندي الأحمر ما قبل الأخيرة»، وقراءات بالإنجليزية لفقرات من رواية «الخيميائي» لباولو كويلهو، وقراءات لكاتبة الأطفال ديدرا ستيفنسون من روايتها «قصة الحكيمة: انتقام الجني الازرق». إلى جانب عرض بعض الكتاب للتبادل والشراء، وعزف موسيقي وعروض بصرية.

 

المصدر:

    إيناس محيسن – أبوظبي

http://www.emaratalyoum.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *