لا تقتلوا.. مسرحنا

 

 

 

صدمة كبيرة انتابتنا كمسرحيين حينما فاجأنا الشاعر والناقد يسرى حسان هذا الاسبوع بتقديم استقالته من رئاسة تحرير جريدة “مسرحنا” بعد أن فاض به الكيل من صراخه ومكاتباته المتتالية لهيئة قصور الثقافة – الجهة التى تصدر الجريدة – بشأن تجديد وصيانة الأجهزة الخاصة بتصميم وتجهيز الأعداد،وهو مطلب مشروع جدا وطبيعى وغير قابل للمناقشة في أى مؤسسة تحترم عامليها وقراء الجريدة التى تصدرها.. هذا التجاهل الذى واجهه العاملون في “مسرحنا” ليس له سوى معنى واحد كما وصفه حسان وهو “الموت البطىء”..

 

الغريب أن هذا الموقف يحدث في ذكرى محرقة بنى سويف التى راح ضحيتها عشرات الفنانين حبا في هذا الفن، وفي ظل قَسَم أقسمه د. جابر عصفور وزير الثقافة قبل أقل من شهر وأذيع على الهواء مباشرة خلال حفل افتتاح المهرجان القومى للمسرح بأنه لن يغلق مسرحا في عهده.. هذا القسم الذى يستتبع بالضرورة الحفاظ على كل عناصر العمل المسرحى بما فيها عنصر الكتابة المسرحية والنقدية التى تثرى الحياة المسرحية بشكل عام، وهو الدور الذى لعبته الجريدة منذ عشرة سنوات تقريبا ومازالت تلعبه بحرفية عالية القت من خلاله الضوء على كثيرا من الفعاليات والعروض وصارت نافذة لعشاق هذا الفن الراقى في شتى محافظات مصر بل والوطن العربى بحكم كونها الوحيدة من الخليج إلى المحيط التى تصدر اسبوعيا بهذا الشكل والمستوى الجاذب للمتخصصين وغير المتخصصين.

“مسرحنا” اكتشفت كثيرا من المواهب في مجالات التأليف المسرحى بنشر ابداعاتهم باستمرار كل اسبوع، وتحرص من خلال كتيبة محررين على مناقشة اهم سلبيات وايجابيات في وسطنا المسرحى، كما أنها تعد دليلا استرشاديا راقيا ومبسطا لكل من يرغب في الانتماء لفن التمثيل او النقد او الكتابة الصحفية الفنية، سواء من المتقدمين حديثا لكليات ومعاهد الفنون المسرحية أو حتى الممارسين للمسرح دون دراسة هنا وهناك، وذلك بنشر مقالات لأهم النقاد والمخرجين المصريين والعرب في هذا المجال، بالإضافة لنافذة هامة جدا على المسرح الغربى يقدمها اسبوعيا جمال المراغى نعرف من خلالها إلى أن وصل المسرح الغربى لنحدد موقعنا على خريطة المسرح العالمى، وهى نافذة اتبعتها الجريدة قبل اسابيع بنافذة اخرى يقدم من خلالها د. عمرو دوارة تاريخ وذكريات مسارحنا نعود فيها لأصل الفرق المسرحية في مصر ولماذا أنشئت في الأساس على اعتبار أن “من فات قديمه تاه” كما يقال ولتكون حلقة وصل بين تاريخ مسرحنا ومستقبله الذى يجب ان نرسمه بوعى.. وكم كانت سعادتنا بعودة مجلة المسرح التى تصدرها هيئة الكتاب – والتى من المنتظر صدورها خلال ايام- لأنه صارت لدينا شقيقتان احداهما فصلية والاخرى اسبوعية، ولكن يبدو أن المسئولين عن الثقافة في مصر يستكثرن علينا ذلك فأرادوا ان يكتفوا بما قدمته “مسرحنا” بسياسة “الطناش”.

“مسرحنا” حالة مسرحية يجب أن تستمر وبصيص أمل لأجيال قادمة فلا تقتلوها.. فهل من مجيب؟

 

 

 

http://www.ahram.org.eg/

 

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *