العرض القطري “الغريب” يتألق في مهرجان الأردن

 

سالم المنصوري: هدفي الأول إبراز المسرح القطري وليس حصد الجوائز

عرضت أمس المسرحية القطرية “الغريب” بالدورة الخامسة لمهرجان “عشيات طقوس المسرحي” وذلك ضمن فعاليات المسابقة الرسمية التي تستمر حتى غد الخميس بمشاركة عدد من العروض المسرحية من الأردن وفلسطين والسودان والعراق وتونس ومصر وقطر، إضافة إلى عرضين أجنبيين من النمسا وايطاليا.

 

 

العرض القطري “الغريب” بطولة الفنانين محمد حسن المحمدي، وشيماء فضالة، عبدالله البكري، عبدالرحيم صالح، ويُساعد في الإخراج سمير مصطفى، ومن تأليف وإخراج سالم المنصوري.

وعقب عرض المسرحية في “عشيات طقوس” وحول مشاركته في المسابقة الرسمية للمهرجان صرّح لـ”[” مخرج “الغريب” الفنان سالم المنصوري بقوله: استطعنا بحمد الله أن نسعد جمهور المهرجان بالعرض المسرحي “الغريب” الذي لاقى استحسان الحضور بل والنقاد الذين حضروا العرض وأشادوا به عقب انتهائه، وأكد انه لا يهمه أن يحصد العرض جوائز المهرجان بقدر ما يهمه أن يعطي صورة جيدة عن المسرح القطري في أي مهرجان يشارك به، وأضاف” بالطبع مشاركاتنا الدولية فخر لنا بتمثيلنا قطر من خلال مهرجان دولي يُشارك فيه العديد من الدول المتقدّمة في مجال المسرح، وعن قصّة العمل وفكرته يقول المنصوري: المسرحية تدور حول جنديين أحدهما مستجد والآخر قديم، وأثناء وجودهما عند برج المراقبة على الحدود يسمعان صوت مروحيّات وتحرّكات غريبة في الجو فيتصلان بالقيادة ويعلمونها بتلك الأصوات، إلا أن القيادة تخبرهما بأنه مجرّد تدريب، ومن خلال الراديو يستمعان إلى خبر عاجل يقول: إن هناك معارك بين القوات النظامية، ومعارضين حيث تُحرق المراكز وأقسام الشرطة، ويبدأ حديث يدور بين الجنديين وينقسمان إلى مؤيّد للنظام ومعارض له فأحدهما يُقرّر العودة لصفوف الشعب إلا أن الآخر يُهدّده بالقتل، ويقول أحدهما إذا قتلنا بعضنا من المستفيد؟، وبالفعل يتقاتلون.

ويُؤكّد المنصوري أن الفكرة تدور في قالب كوميدي وتهدف إلى توصيل رسالة أو صرخة تحذير من الخطر القادم من حيث الصراعات الدائرة في الوطن العربي في البلاد التي قامت بها ثورات وأطاحت بحكومتها أو تسعى لذلك، مشيرًا إلى أن المسرحية تُريد أن تقول ماذا بعد الدمار الذي يلحق في بعض الأحيان بأبناء الأمة الواحدة وفي ممتلكاتهم وماذا يُفيد من قتل الأخ لأخيه المسلم ومواطنه؟، لافتًا إلى أن الخاسر الحقيقي في هذا الصراع هو الوطن العربي الذي يخسر أبناءه وتُدمّر ممتلكاته تحت أي مسمّى من المسمّيات والشعارات الكاذبة، والسؤال الذي يطرح كذلك نفسه من خلال المسرحية: من المستفيد من هذا كله؟، وهل هناك قوّة خارجيّة تُسيطر على تلك الأحداث وتُحرّكها؟

وكان المهرجان قد افتتح أمس الأول بفقرات كرنفالية احتفت بالمسرح وثقافة الحياة والإبداع والحرية التي يحملها منذ آلاف السنين، كما قدمت عددا من الفرق الشعبية الأردنية مقطوعات موسيقية ووصلات من الغناء والرقصات الفلكلورية، وذلك بحضور لافت لعدد كبير من المخرجين والفنانين الأردنيين والعرب من أجيال مختلفة، غاب معظمهم عن المهرجان في دوراته السابقة التي استقطبت جمهورا واسعاً ورسخت ثقافة المسرح المفتوح.

وفي كلمه له قال رئيس اللجنة العليا للمهرجان الفنان صلاح ابو هنود إن هوية المسرح إنسانية خالصة وفضاءاته محلية وعربية وعالمية رحبة، وخاطب المشاركين بالقول: «هذه خشبات مسارحنا مشرعة لإبداعاتكم فأنتم تحت سماء عمان الآمنة والمفتوحة لضيوفها بكل محبة وعشق وحرية»، وأكد أن الدورة الخامسة للمهرجان تعكس صلابته ونجاحه. وفي ختام كلمته دعا ابو هنود الحضور للوقوف دقيقة صمت على أوراح الفنانين الأردنيين الراحلين: محمود صايمة، عثمان الشمايلة، جمال الفانك.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة من المهرجان تتضمن مسابقة رسميّة تحتوي على ثلاث جوائز رئيسية هي: التمثيل والإخراج والسينوغرافيا، بالإضافة إلى الورش المسرحيّة المتخصّصة بالدمى ومسرح الطفل، ومعرض الفنون التشكيليّة والكاريكاتيرية والخزفيات وبعض الفعاليات الشعبيّة والطقسيّة إلى جانب عدد من الندوات الفكرية حول الآثار وسبل استرجاعها. ويُعتبر أهم ما يُميّز هذه الدورة أنها دوليّة وتهتمّ بمسرح الدمى والطفل وبحثها الجديد حول الآثار من خلال خمسة أيام من طقوس الدراما والجمال والفرح.

كما يذكر أن مهرجان “عشيات طقوس”، يختصّ بتقديم المسرحيّات ذات الطابع “الطقسي”، في محاولة للعودة لجذور المسرح التي لطالما اعتمدت مختلف الطقوس الدينيّة والأسطوريّة في مسارحها. يُذكر أن فرقة “طقوس المسرحيّة” ومن خلال بيانها المطروح للصحافة تسعى إلى خلق الوعي المسرحي من خلال الارتداد نحو الفكرة الأولى للمسرح، المنبثقة من الدين والأخلاق، مستفيدةً من الإرث الحضاري للإنسان وتراكماته المعرفيّة، عبر القرون، والعمل على تكوين نموذج مسرحي بالرجوع إلى ظاهر المسرحيّة العالميّة والعربيّة، والاستفادة من الموروث الحضاري والمعرفي والعربي، المتعلق بالعادات والتقاليد والمعتقدات والأساطير والأنماط الروحيّة بشكل مدروس وممنهج. والعمل على تحقيق التواصل الثقافي والمسرحي مع الحركة العربيّة والعالميّة والاستفادة منها والتأثّر بها من خلال الإيمان الطموح بأهداف الفرقة.

 

 

كتب/أشرف مصطفى:

http://www.raya.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *