عبدالله زيد: «مازلت تلميذاً في مسرح الــطفل.. وتجربته من حقي»

دخل الفنان عبدالله زيد عالم الطفل من أوسع أبوابه، من خلال مشاركة في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل بعرض مسرحي بعنوان «مدينة الثلج»، هو الأول في تجربته الفنية الأولى الموجهة للطفل، غير أن زيد ركز على الجانب البصري في العمل عبر سينوغرافيا مبهرة طغت على الجوانب الفنية المهمة لإنجاح العمل المسرحي.

 

 

وعلى غير عادة عبدالله زيد المخرج، ظهرت مسرحية «مدينة الثلج» بصورة متواضعة، بررها زيد بأنه «مازال تلميذاً، وسيستمر، ودخوله مسرح الطفل مجرد تجربة من حقه أن يخوضها، إذ لا أحد يستطيع تكبيل حبه للمسرح ورغبته في خوض التجربة، فقد استلم النص العام الماضي وحاول من خلال رؤية إخراجية قد تختلف مع رؤى الكثير أن يصنع منها عملاً مميزاً، فالنص صفحاته ليست من ذهب».

وأكد زيد أن «الطفل وضع أمانة في أعناقنا، فتربيته واجبة وسعادته هدف وتعليمه غاية، إن تجربة مدينة الثلج هي الأولى من نوعها لي شخصياً مع مسرح الطفل، إلا أنها فرجة تستحق المشاهدة، كونها أمتعتني فبل أن تمتع الكثير، ونبشت في داخلي حنين الطفولة وذاكرة الأمس، فاستمتعت وشكلت في داخلي هذه الصورة الصغيرة من (مدينة الثلج)»، لافتاً إلى أنه «لا يدعي الكمال، وكل تجربة وكل شخص لديه هفوات، وكل تجربة تحتمل النجاح أو الفشل، فالفشل علم، والنقص يقود إلى الكمال».

أما المؤلف المسرحي عبدالله مسعود الذي تخلف عن حضور الندوة التطبيقية التي تلت عرض «مدينة الثلج»، فقد ذكر في بروشور المسرحية أن «العمل عبارة عن حكاية ربما تكون حقيقية وربما تكون خيالاً، إذ إننا نعيش من خلالها مواقف هي أصل التجربة، هي دعوة للصفاء والحب والجمال، كالثلج الأبيض الذي شاهدتموه، والقلوب البيضاء التي لا يلوثها كدر، المسرحية فرصة للفرح معاً بما نصنع». بدأت مسرحية «مدينة الثلج» لمسرح خورفكان للفنون، بدخول مربك للفرقة الاستعراضية التي أبدعت في تقديم رقصات مميزة على ألحان وكلمات جيدة، فضلاً عن عرض مادة مرئية لفيلم البطريق من إنتاج والت ديزني عبر شاشتي عرض جانبيتين، إلا أن ذلك الدخول لم يكن واضحاً لاسيما أن الراقصين البالغ عددهم 18 مؤدياً والممثلين اعتلوا خشبة المسرح من بين الجمهور، الذي فوجئ بحالة الفوضى المقصودة التي كان عليها المؤدين، إذ أراد المخرج من ذلك إظهار حماسة الأطفال ولهفتهم لدخول مدينة الثلج.

ويحسب لعبدالله زيد تصميم السينوغرافيا الضخمة التي فاضت من على المسرح لتحتل جزءاً من المنطقة الأمامية التي تفصل مقاعد الصف الأول عن الخشبة، إذ ظهرت الديكورات على هيئة مدينة ملاه تكسوها الثلوج، ولم يغفل المخرج عن تفاصيل تلك المدينة من مكعبات ثلجية وبيوت الثلج، وكذلك حبيبات الثلج التي ظلت تتساقط طوال مدة عرض المسرحية، فضلاً عن الكتل الثلجية، ولأن مدينة الثلج لا تكتمل إلا بوجود «التلفريك» فقد تمكن زيد من نقل الأطفال بواسطة التلفريك المعلق على سقف المسرح.

تدور قصة المسرحية حول زيارة عائلة الأب (الفنان علي القحطاني) وأطفاله سالم المشاكس (الطفل عبدالله نبيل) وشقيقه الذكي خالد (الطفل أحمد الجرن)، لمدينة الثلج، وما صادفهم من تفاصيل دقيقة ومشكلات بسيطة ومفارقات قد تواجه أي أسرة عند ذهابها في رحلة ما، إذ بمجرد انتهاء الوقت المحدد لوجود الزوار في مدينة الثلج، اختفى الطفل سالم الذي نبهه والده إلى أن يبقى مع شقيقه خالد ويلعبا سوياً، إلا أن سالم كونه مشاكساً اختفى عن أنظار أخيه وراح يلعب في الثلج بمفرده.

ومن هنا تتصاعد أحداث المسرحية، فيبدأ خالد ووالده في عملية البحث عن شقيقه سالم، لكن ظهور رجل الثلج (الممثل عادل سبيت) الحتمي أسهم في مساعدتهم في عملية البحث، كون الأخير يعرف المدينة جيداً، إذ أكد لهم أن الطفل سالم قد يكون اختطف على يد الشرير بركان (الممثل علي الشحي) وجماعته محطم ومعكوس وبوبي وحارسه، إذ بدأ فصل جديد في الصراع بين قوى الشر والحق الذي ينتصر في النهاية.

ورغم توقعات الحضور بأن العمل انتهى عند هذا المشهد، إلا أن عبدالله زيد المخرج لم يعلن خاتمة العرض، بل واصل كشف حقيقة هذا الصراع وما هو إلا مقلب فكاهي تنظمه مدينة الثلج، ووقع الاختيار على عائلة سالم لتكون العائلة المميزة، ومن خلال ذلك المشهد تمكن من تمرير جرعة مختزلة من النصائح والإرشادات التربوية والتعليمية.

وطرحت الندوة التطبيقية التي تلت عرض المسرحية تساؤلات عدة من دون أن يغفل الجميع الاشادة بإمكانات المخرج، منها إذا ما أسهمت المقدمة في خلق جو من محاكاة التجربة أو أسهمت وبشكل كبير في إرباك الحضور والفرقة الاستعراضية التي كان عدد أفرادها مبالغاً فيه بالنسبة لحجم المساحة المخصصة لهم، وحجم السينوغرافيا والاهتمام بها، الذي طغى على جانب الأداء التمثيلي، إذ كانت السينوغرافيا مبهرة، فقد وصفها متداخلون في الندوة بأنها بطلة العمل الذي مرت الفكرة التربوية فيه مرور الكرام وبشكل سريع في المشهد الأخير.


ضعف لغوي

 

استخدام اللغة العربية الفصيحة أثناء صراع قوى الخير والشر، ودمجها باللهجة العامية الصرفة التي قد لا يفهمها كثير من الكبار، فكيف بالأطفال! (المخرج استخدم لهجة سكان المناطق الشرقية)، لم يكن موفقاً لاسيما أن هناك ضعفاً في اللغة وأخطاء في النطق.


فجوات

أكد الإعلامي قاسم سعودي، أن هناك فجوات كثيرة في مشاهد مسرحية «مدينة الثلج»، خصوصاً مع وجود حوارات مطولة بين الممثلين لا تتناسب مع مسرح الطفل القائم على حوارات أقل كثيراً من الفعل والحركة والمتعة. وذكر أن عبدالله زيد كان أمام تحدٍ كبير، إذ إن العمل بالنسبة له يعد الأول في تجربته لمسرح الطفل، لكن ما يحسب عليه أنه كان يفترض أن يقدم في المهرجان في العام الماضي لكنه أجّل، ما يعني أن الاشتغال يفترض أن يكون بصورة جيدة ومكثفة.


مساحة

أسهم ضيق المساحة المخصصة للممثلين الكومبارس في عمق خشبة المسرح في التأثير بصورة مباشرة في الصوت والحوارات التي كانت تدور في مقدمة الخشبة، وتحديداً في صوت الطفلين الرئيسين في العمل، إذ إن الكومبارس يجب أن يظهروا كأنهم في مدينة ملاهٍ يلعبون ويمرحون، إلا أن أصوات حركتهم كانت واضحة وأعلى من صوت الممثلين.

 

 

 

المصدر:

  • سوزان العامري ــ الشارقة

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *