“عالخشب” تفتتح مهرجان المسرح الأردني

انطلقت فعاليات مهرجان المسرح الأردني العشرين في العاصمة عمّان مساء الخميس  بمشاركة ست مسرحيات أردنية وأربع عربية من الإمارات العربية وتونس والجزائر والسودان، بينما تعذرت مشاركة العراق.

وأعلن مدير المهرجان محمد الضمور في الافتتاح إطلاق “خزانة ذاكرة المسرح الأردني” بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح في إمارة الشارقة، بهدف تشكيل وحدة معرفية تكون بمثابة عقل يرصد قدرة الأمة على التأثير في الآخر-كما يقول- ومنطلقا لمشروع عربي ثقافي يسهم في إعادة الاعتبار للفعل الفني ورصده.
وقال الضمور إن الهدف من ذلك إنقاذ الأعمال التي كانت طي النسيان ووضعها في خدمة الدارسين والمهتمين بالمسرح، مشيرا إلى أن الكلمة الحقيقية هي ما يقدمه المبدعون على خشبة المسرح.
وتحدث نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب عن دور المسرح الذي وصفه بالإنساني وندوات “نقد التجربة.. همزة وصل” التي ستتناول عدة قضايا أبرزها تاريخ المسرح والصورة البصرية والاشتباك مع الواقع السياسي والاجتماعي والحكاية الشعبية والمسرح اليومي وملامح الثقافة الأردنية.
وأثناء الحفل تم تكريم تسعة فنانين هم رئيس الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله الذي اعتبر شخصية المهرجان، وعمر قفاف وعثمان الشمايلة ومحمود إسماعيل من الأردن، والتونسي سليم الصنهاجي، والسعودية مريم الغامدي، والجزائري سليمان جوادي، والفلسطيني فتحي عبد الرحمن، والإماراتي حسن التميمي.

فلسفة الوجود
وتخلل حفل الافتتاح تقديم المسرحية الأردنية “عالخشب” المقتبسة عن مسرحية “العميان” لموريس مترلينك، وهي نص وإخراج زيد خليل مصطفى، وتمثيل عبد الكامل خلايله وبيسان كمال خليل ونهى سماره وزيد مصطفى.

وعلى مدى ساعة وعشر دقائق، تناقش المسرحية فلسفة الحياة والموت وقيمة الإنسان، وتتضمن إشارات ذكية للواقع العربي بعد ما يسمى بالربيع العربي، وتطالب بانتزاع الحرية وتسخر من خوف الناس وترددهم وقبولهم بالظلمة.

وفي المسرحية إسقاطات سياسية ودعوات لنضال الإنسان من أجل حريته في التعبير، وألا يختار العمى أو السكوت في سبيل أن يستمر في حياته دون منغصات سياسية أم اقتصادية أم حياتية.

ووصف رئيس منتدى النقد الدرامي محمد قباني العرض بأنه مبشر وجيد ومتماسك لولا بعض المسائل التقنية كالعتمة، وقال إن المخرج زيد خليل لديه ما يقوله من خلال فريق متجانس أدى المسرحية بشكل ملفت وجميل بصريا وحسيا.

جرأة الطرح
من جانبه أشار ضيف المهرجان المخرج الفلسطيني فتحي عبد الرحمن إلى أنه لمس فكرة جريئة ونقدية تحاول استخراج الكوميديا من خلال وجود الإنسان بين الحياة والموت، مستعينة بمساحة الموت لنقد الواقع والتهكم على البؤس والجبن والتردي والقهر الذي يعايشه المواطنون في عالمنا العربي.

وقال عبد الرحمن إن هذا الرمز البسيط والمقارنة بين موقف الإنسان من الحياة والموت خلق مساحة إضحاك أو كوميديا سوداء تهكمية.

ويرى أستاذ الدراما بقسم الفنون المسرحية بالجامعة الأردنية د. يحيى البشتاوي أن الخط الذي اشتغل عليه المخرج زيد خليل مرتبط بتوظيف التراث بكل معطياته، فقد شاهدنا في مسرحية “عالخشب” مناقشة هموم الإنسان العربي وواقعه السياسي، معتمدا على الفرجة المسرحية وتقنيات المسرح الملحمي والطابع المغلف بالرموز الذي ينقل لنا طبيعة المعاناة التي تعيشها الشخصيات ضمن واقعها السياسي.

وأكد البشتاوي للجزيرة نت أن اشتغال المخرج على المكان والأزياء جاء متوافقا مع طبيعة الشخصيات التي اتخذت مسكنها الأخير من التراب، ومارست الفرقة الموسيقية دورها في التعليق على الأحداث وتفعيل الأزمات، وهي بالمناسبة اجتماعية وسياسية واقتصادية.

من جانبه يوضح المخرج غنام غنام أن العرض يشكل خطوة جديدة للمخرج زيد خليل الذي حقق حضورا كمؤلف ومخرج قياسا بعروضه السابقة، وهذا يدل على أن مشروعه يسير بخطى واضحة وأكيدة. ووصف الإخراج بالمحكم والمدروس في مواكبة تركيبة النص على بساطة حكايته، في حين بقي الأداء التمثيلي بمستوى أقل، قائلا إنه يحتاج لدفعة ليتوازن مع قوة الرؤية الإخراجية.

 

http://www.aljazeera.net/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *