مِيعــَـادْنـَـا العْشــَا.. مسرحية كوميدية (80 دقيقة) بالدارجة المغربية

 

 

 

مِيعــَـادْنـَـا العْشــَا..

مسرحية كوميدية (80 دقيقة) بالدارجة المغربية

 

تشخيص

دنيا بوطازوت

عزيز الحطاب

راوية

تـــأليف

عبد الكبير شداتي

سينوغرافيا

محمد الشريفي

 

إخراج

هشام الجباري

 

كوميديا عبثية عن زوجين يحلمان بغد أفضل، يرهنان سعادتهما بترقية بئيسة أصبحت إلاهـًا في عالم زواجهما الغير مكتمل، يرهنان مصيرهما بالطباخة رقية التي تتاجر بآمالهما في عالم أصبح الهوس بالمادة يعدم الحب في مهده.

ملخص المسرحيـــــــــة

منى وكريم زوجان متفاهمان ومتحبان لحد بعيد، يفكران في مستقبل جميل، ويضربان ألف حساب لتوفير ظروف عيش مريحة قبل إنجاب ولد أو بنت.

لكن كريم مجرد موظف بسيط في إدارة عمومية يعمل بجد وتفاني وينتظر الترقية بفارغ الصبر، أما منى فهمها الوحيد حصوله على الترقية ليتحسن الراتب الشهري وتنجب الخلف، فالوقت لا يرحم ومصاريف الولادة ومتطلبات الدرية تخيف.

إدارة كريم تعلن عن تنظيم مباراة داخلية لترقية بعض الموظفين، اجتاز كريم المباراة بشكل جيد وانتظر النتيجة، غير أنه خائف أن يسلب منه حقه بسبب المحسوبية والتدخلات العلوية، وهو الموظف البسيط الغير مسنود.

منى تقترح على كريم دعوة السيد المدير العام للإدارة إلى مأدبة عشاء، وهو المعروف عنه رجل ولائم وحفلات، وعندها ستسنح فرصة ثمينة ليطلب منه كريم مساندة ترشحه للترقية والدفاع عنه أمام لجنة الإختيار. كريم ينجح في الوصول إلى المدير ودعوته للعشاء، ومنى تبدأ في توضيب البيت البسيط لإستقبال الضيف. غير أنها لا تعرف طرق الطبخ الرفيع الذي يليق بمثل هاته المناسبات، ولحس الحظ، جارتها رقية من أشهر الطباخات في المدينة، ومتخصصة في أفراح الطبقات الراقية، وهي الفرصة المواتية للزوجين لتحقيق أحلامهما.

التصور الفنـــي

على خطى العمل الفني السابق “الدق.. والسكات” الذي كان له أسلوب خاص في طرح موضوع إجتماعي في شكل كوميدي من مسرح الفودفيل، مع رهان جودة التصور الفني وعمق الأداء، يأتي هذا العمل ليؤكد نفس الإختيار، ويواصل العمل على نصوص كوميدية إجتماعية تمس حياة الأزواج بتصور مبتكر ونظرة مغايرة لمسرح الصالون الكلاسيكي.

فبدءا على مستوى النص، تبقى الحيثيات الصغيرة، والسلوكات الدقيقة في حياة الشخص هي أهم من الحدث، بل هي الحدث نفسه، فبعيدا عن العقدة الدرامية “المعقدة”، تم اختيار مواضيع، بسيطة، عادية وساذجة، لكنها تحمل كل معاني العيش اليومي، كل حيثيات الحياة لشخوص المسرحية.

الأداء رهان كبير في هذا النوع من الإبداع، أداء الممثلين الذي يعيشون مآساة تهدد كيان مؤسستهم الزوجية كما في “الدق والسكات” أو تراهن على مستقبلهم الزوجي كما في “ميعادنا العشا” لكن بتشخيص كوميدي صرف، متعة في التقمص ومتعة في إيصال الإحساس.. لا أعتقد أن ممثلا كيفما كانت توجهاته لا يعشق أن يقف أمام جمهور ويجعله يضحك من بكاءه، منذ بداية الزمن كانت “الكوميديا مأساة مضحكة”.

السينوغرافيا من ديكور وملابس وإضاءة تراهن على الأشياء التي لم تتم، لا ديكور البيت ولا الملابس ولا غيرها مكتملة في هذا العمل، شأنها شأن حياة منى وكريم الغير مكتملة بسبب إحتياجهما (كما يعتقدان) إلى الترقية لتتم حياتهما كما يحلمان.. عبث مضحك مبكي، سلبية وخضوع لأمر الواقع وتشبت بآمال واهية، هي كذلك حياة هذان الزوجان، هشة، مبتورة وغير مكتملة.

من هنا كان التصور العام لهاته الكوميديا العبثية، فمن ديكور غير مكتمل، وملابس غير ملبوسة، وشخصيات حاضرة غائبة، وهذان الزوجان القاعدين يتبادلان حديثا فارغا في إنتظار قدوم “المدير” الذي قد يأتي أو لا يأتي، ووصفة “رقية السحرية” التي تجعل من طبق عشاء غريب أمل مستقبل حياة زوجية، كل هذا جعل هاته المسرحية تقوم على كوميديا مشابهة بكل بساطة للواقع وحاضرة بكل قوة على الخشبة، وتجعل مصير أسرة في يد شخصية عبثية تحول الموقف/الحياة كله إلى مجرد لحظات عبث ليس إلا.

هشام الجباري

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *