عامر الحمود: لا يوجد لدينا مسرح.. والدراما السعودية مجرد اجتهادات فردية

 

قال المخرج السعودي عامر الحمود إن تحويل النصوص الأدبية السعودية إلى نصوص تلفزيونية عمل مضنٍ حيث تحتاج الحلقة التلفزيونية الواحدة ذات ال 45 دقيقة إلى عدد صفحات لا يقل عن 45 صفحة ومن أجل كتابة سيناريو 30 حلقة تلفزيونية فإن المخرج بحاجة إلى أكثر من ألف صفحة في حين ان عدد صفحات أطول عمل روائي بالكاد يبلغ حاجز ال 400 صفحة، هذا إلى جانب عدم رضا الروائيين عادة بما قد يجريه المخرج على العمل من أحداث خارجة عن نصوصهم الأصلية في محاولة منه لاستكمال حلقات العمل الدرامي.

 

 

وذكر الحمود في الندوة التي أقيمت ليلة أول أمس في نادي الرياض الأدبي، أنه لا يوجد لدينا بالسعودية دراما بل مجرد اجتهادات شخصية ومحاولات فردية، مستشهداً بإنتاج الراحل محمد العلي الذي أكد أنه بعد وفاته انتهى أثره.

سأتجه للإنتاج المسرحي بشرط أن أحصل على ترخيص رسمي!

وأكد الحمود أن عناصر الإنتاج الأساسية للأعمال الدرامية غير متوفرة في البيئة السعودية من عدم توفر الكتاب المتخصصين في السيناريو والحوار، مركزاً على المرأة السعودية، مروراً بالمعاهد التي تشرف على تهيئة شخصيات للعمل الدرامي مما يجعل ذات الوجوه تتكرر كثيراً في جميع أعمال الدراما المحلية لعدم توفر الخيارات، مشيراً إلى أن هذه المعطيات الإنتاجية الموجودة لن ينتج عنها إلا أعمال “عرجاء” على حد وصفه.

وتلقى المخرج السعودي خلال اللقاء تساؤلات الحضور الذي تنوع بين نقاد وكتاب ومهتمين بالدراما وإنتاجها، وكان غياب المسرح من أهم المحاور التي طرحت، واعتبر الحمود أن العمل المسرحي السعودي ليس له أب شرعي وأن ما يطرح الآن من مسرحيات تتبناها في الغالب أمانات المناطق عبارة عن أنشطة مسرحية وليست عملاً مسرحياً حقيقياً “إذا أخذ بالاعتبار أن الحراك المسرحي الحقيقي هو أن يقوم على خيار المشاهد ورغبته في حضور مسرحية خلال فترة نهاية الأسبوع وليس على ما يقرره المنتج، إلى جانب تعدد الأعمال المسرحية وتنوعها، وبقاء شباك تذاكرها مفتوحا طوال العام، فإذا فعلنا ذلك نستطيع أن نقول ان لدينا مسرحا، أما المسرح بدون تذاكر لا قيمة له”.

أعطوني خمس ممثلات سعوديات أعمارهن متقاربة!

وذكر أنه على أتم الاستعداد لتقديم عمل مسرحي في حال توفر له ترخيص رسمي للعرض مع التزامه الكامل كمنتج بجميع ضوابط الرقابة بالبلاد، معزياً ذلك لما يتطلبه العمل المسرحي من مبالغ مالية تتجاوز المليون ريال، وزاد بأن تراخيص إنشاء معاهد تدريبية للعمل الدرامي مفتوحة ولكن لم يتقدم لها مستثمر حقيقي لديه القناعة التامة بأهمية العمل الدرامي والاستثمار به.

وأشار الحمود في رد على تساؤل أحد الحضور حول أهمية وجود المرأة في العمل المسرحي، حيث قال بأنه في الوقت الراهن لا يمانع من قيام المسرح السعودي بدون شخصيات نسائية كمرحلة بدائية باعتبار أن المجتمع السعودي يفصل بين الجنسين في الفضاء العام، ولكون الأعمال تقدم من واقعنا الذي فيه كثير من الانفصال بين المرأة والرجل.

وفي شأن النقد الذي تلقاه مسلسل “ملحق بنات” الذي عرض في رمضان الماضي على قناة دبي أوضح أن النقد نوعين نوع انطباعي وآخر أكاديمي وهو الذي يطور من شخصية المنتج ذاته بينما الانطباعي يقوم على سرد الآراء الشخصية عن العمل، معتبراً النقد الموجه لمسلسله طبيعيا. وقال مبرراً غياب الممثلات السعوديات عن عمله “أعطوني خمس ممثلات سعوديات أعمارهن متقاربة!”، مستبعداً أن يكون هناك عمل درامي سعودي 100 % في الوقت الحالي لعدم توفر بدائل للشخصيات.

الرياض – حياة الغامدي

http://www.alriyadh.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *