حجب «أفضل نص مسرحي» يُشعل معركة بين المؤلفين وسهير المرشدى

 

 

 

شتعلت أزمة حجب جائزتى «أفضل نص مسرحي وأفضل مؤلف صاعد» بين المؤلفين المسرحيين والفنانة سهير المرشدي عضو لجنة التحكيم ردا على تهكمها على عدم وجود نص في المهرجان القومي للمسرح يستحق الجائزة.

وذهب بعض المؤلفين إلى أن النصوص المصرية المقدمة إذا كانت دون المستوى لدرجة أنها لا ترقى إلى مكانة حصد جائزة فإن من الضروري محاسبة لجنة المشاهدة التي أقرت عروضا لنصوص ضعيفة.

«جائزة محمود دياب لأفضل مؤلف صاعد للأسف حجبت لأن هذا المنبر رفيع ومن يعتليه لابد أن يكون على قدر هذا الصرح العظيم وهذه الجماهير العظيمة، لكي يقدموا كلمة لها قيمة تساعد على التنوير والتقدم والحضارة وإيجاد مكان لنا تحت هذه الشمس» هذا نص ما قالته الفنانة سهير المرشدى أثناء إعلانها حجب الجوائز وهو ما اعتبره المؤلفون إهانة لمكانتهم الأدبية وتهكما على قدراتهم.

المؤلف محمود الطوخى، الذى اعترض على قرار الحجب أثناء الحفل، قائلا: «إن لم يكن هناك مؤلف فليس هناك مسرح»، وعبر لـ«الشروق» عن غضبه من قرار الحجب ومن الطريقة التهكمية التى تحدثت بها المرشدي متسببة فى إهانة المؤلفين وإصابتهم بأضرار نفسية وأدبية على حد قوله.

الطوخى أضاف: هذا القرار غير قانونى لأن اختصاصات لجنة التحكيم لا تصل إلى تقييم الأعمال وإهانة المبدعين وكان عليهم أن يختاروا أفضل الموجودين، وتابع: كنت عضوا فى لجنة تحكيم دورة سابقة وتم طرح فكرة حجب بعض الجوائز لتدني المستوى ولكنىي اعترضت بشدة وتمسكت بمنحها للأفضل حتى ولو كان الجميع سيئا بهدف التحفيز على تقديم الجيد في الدورات التى تليها.

فيما قالت المؤلفة المسرحية صفاء البيلى: انزعجت من طريقة عرض القرار على لسان سهير المرشدى ومن الأسس التى اعتمدت عليها لجنة التحكيم فى اتخاذ هذا القرار، فالطريقة الساخرة التى بدت متعالية إلى حد كبير والتى تكلمت بها المرشدي – وهي فنانة لها باع طويل فى المسرح – للأسف لم تضع في حسبانها الأثر الذي يمكن أن تتركه كلماتها معلقة على قرار اللجنة بحجب جوائز التأليف المسرحي.

وأضافت: ما حدث يدعونني للتساؤل هل تم إلغاء جائزة التأليف جهلا أو تجاهلا ؟ ولماذا لم يأت فى توصيات لجنة التحكيم ما ينص على ضرورة أن تعتمد المسارح فى معظم أعمالها على نصوص مصرية وعربية.

لذلك يكون الحكم بالحجب باطلا لأن أكثر من 90 فى المائة من عروض المهرجان اعتمدت على نصوص عالمية مترجمة، أى أن الكاتب المصرى ليس له وجود أصلا بالقدر الذي يتيح لإطلاق القرار على علته. وحكم اللجنة ربما سيكون سليما لو كانت عروض المهرجان قد اعتمدت على نصوص مصرية بنسبة أكبر.

وتابعت صفاء: لدينا جوائز عديدة يتم التحكيم فيها من قبل أساتذة مسرح وكتاب راسخين فاز فيها عشرات الكتاب المصريين ومن يرد أن يقدم عرضا مصريا فهناك ما يسمى بسلاسل الجوائز وهي: جائزة تيمور المسرحية منذ عام 1993 م ويفوز بها كل عام أكثر من 4 نصوص، وجائزة إدارة المسرح منذ عام 2006 ويفوز بها كل عام حوالى 10 نصوص ما بين نص طويل وقصير وإعداد، وجائزة ساويرس وجائزة المركز القومى للمسرح وجائزة توفيق الحكيم وجائزة الهيئة العربية للمسرح وجائزة الشارقة للإبداع المسرحى وجائزة الفجيرة للمونودراما وجائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة وجوائز اتحاد الكتاب فضلا عن النصوص المسرحية الصادرة عن هيئة قصور الثقافة.

الكاتب المسرحى محمد أبو العلا السلامونى حمل مخرجى المسرح المسئولية وقال: هناك اتجاه لتقديم أعمال أجنبية بكثرة، فالمخرجون يلجأون إليها لأنها سهلة وسبق إخراجها ودراستها برؤى متعددة من قبل، إلى جانب أن الأعمال التى يقدمها المؤلفون المصريون صعبة على المخرجين لأن الكتابات تحمل قضايا صعبة التناول وبالتالى يبعد المخرجين عنها. فضلا عن أن التأليف المسرحى أصبح صعبا لأن أبو الفنون لم يعد رائدا لكى يجبر المؤلف على أن يتعب نفسه ويرهق نفسه فى تأليف عمل لن يدر له إلا هامش ربح بسيطا.

وواصل السلامونى: الأزمة الحقيقية تكمن فى أن المخرجين لا يبحثون عن نصوص مصرية جيدة. وأرد على كل من يدعى أن مصر ليس بها كتاب شباب على قدر عال من الكفاءة بأننى قدمت أكثر من 120 نصا على مدار 10 سنوات فى سلسلة نصوص مسرحية تقدمها قصور الثقافة الجماهيرية إلى جانب نشر سلسلة نصوص للشباب فى الإدارة العامة للمسرح.

وتابع أنا شخصيا لدى 6 نصوص تتناول الإرهاب الذى يعد قضية معاصرة منها «ديوان البقر» و«امير الحشاشين» و«الحادثة التى جرت فى سبتمبر» و«المليم بأربعة» و«السحرة». لماذا لا يتناولها المخرجون ؟ وفى تعليقه على ما قالته المرشدى قال: اعتقد أنها لم تكن موفقة فى طريقة عرضها لحجب الجائزة لأنها أكدت أن التأليف فى مصر غير موجود وكان عليها أن توجه كلماتها للمخرجين الذى لا يبحثون عن الأفكار المصرية الجديدة.

المؤلف كرم النجار خالف آراء المؤلفين ووقف إلى جانب القرار باعتباره إيجابيا وقال: نحن نحتاج لمستوى جيد من الفكر وليس كل ما كتب علينا أن نقبله، فالأعمال التي أعجبتنى جميعها عن نصوص أجنبية ويرجع ذلك لعدم وجود ابتكار فى الكتابة المسرحية على عكس الكتابة للتليفزيون والسينما اللتين تدرا ربحا ماديا أكبر للمؤلف.

وعن أزمة حجب الجائزة قال النجار: سهير المرشدى أثارت غضب المؤلفين بالفعل ولكنها قالت الحقيقة، لأن حجب الجائزة ليس رأيا شخصيا ولكنه إجماع لجنة. وأنا أرى أن حجب الجائزة لابد أن يقابل بالتصفيق مثل منح الجائزة تماما لأنه حكم موضوعى.

 

كتب تحقيق ــ أحمد السنهوري

http://www.shorouknews.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *