43 عاماً من العطاء الفني… وداعاً سليم كلاس…الدمشقي العتيق والفنان الأنيق اشتهر بتقديمه البارع لشخصية «الحلاق» في أعمال البيئة الشامية

ودعت الأوساط الفنية والشعبية يوم أمس الفنان القدير سليم كلاس الذي وافته المنية صباح يوم الإثنين عن عمر ناهز الـ77 من عمره، وشيع الراحل من جامع مصعب بن عمير في البرامكة بدمشق عقب صلاة الظهر قبل أن يوارى الثرى في مقبرة «الدقاقة» في حي قبر عاتكة بدمشق القديمة.

وغابت عن مراسم التشييع وزارتا الثقافة والإعلام ونقابة الفنانين واكتفت بباقات الورود وتقديم التعازي على الفيسبوك، باستثناء البعض القليل، رحل الفنان الدمشقي المعروف بأناقته وطيبته بصمت وهدوء، فاستيقظت عائلته على نبأ وفاته على سريره دون أن يعاني من أي عارض صحي.
الرجل المودرن
ولد الفنان الراحل في دمشق عام 1936، وبدأ العمل في التمثيل منذ عام 1970، وله مسيرة فنية طويلة، تضمنت ما يقارب 150 عملاً فنياً، بين السينما والإذاعة والمسرح والتلفزيون، وهو أب لستة أولاد وحائز إجازة من كلية الاقتصاد في جامعة دمشق.
لكلاس بصمته الواضحة في الدراما السورية ودرج على أداء الأدوار التقليدية للرجل الشرقي وأحياناً كثيرة دور التاجر السوري المعروف بشطارته التجارية، لكنه اشتهر خاصة بتقديمه البارع لشخصيّة «الحلاق» في أعمال البيئة الشامية، مثل «الخوالي» و«ليالي الصالحية»، و«أيام شامية»، علماً أنه اعترف قبل وفاته أن معظم الكُتّاب والمخرجين يتخيلونه بشخصية الرجل المودرن.. الذي يرتدي الطقم والكرافة، ويمثل دور المدير والمحافظ والمسؤول الكبير ورجل الأعمال وما شابه.. الأمر الذي أطره في تلك الأدوار في حين يتمنى أن يُجسد الشخصيات الشعبية والعادية كالعامل والفلاح والرجل البسيط والمسحوق وما شابه.
بدأ حياته الفنية من خلال مشاركته مع مجموعة من الطلبة الجامعيين بتقديم عدد من الأعمال على المسرح، ثم عمل بالمسرح القومي لينتقل بعد ذلك إلى التلفزيون بعد تأسيسه بسنة واحدة وكانت أول مشاركة له من خلال تمثيلية «عشاء الوداع»، لتتوالى مشاركاته بعد ذلك.
أعماله
شارك في بداياته بعدة مسرحيات منها «تاجر البندقية»، و«مكبث»، و«الاعترافات الكاذبة»، في حين يعتبر أحد أهم شخصيات البرنامج الإذاعي الشهير «حكم العدالة» الذي كتبه المحامي هائل اليوسفي، إضافة إلى البرنامج الكوميدي «جزيرة المرح».
وافتتح إطلالاته على شاشات الفن السابع بفيلم «الصديقان» عام 1970 وألفه نهاد قلعي وأخرجه حسن الصيفي، قبل أن تتوالى مشاركاته السينما ليقدم 13 فيلماً، منها «المخدوعون» و«زواج بالإكراه» و«عودة حميدو» عام 1972، و«غراميات خاصة» و«هاوي مشاكل» 1974، و«الرأس» و«ليل الرجال» عام 1976، و«الزواج على الطريقة المحلية» عام 1978، و«الاتجاه المعاكس» 1975، و«قتل عن طريق التسلسل 1982»، و«ناجي العلي» 1992، و«شورت وفانلة وكاب» 2000، قبل أن يختمها بفيلم «ولاد العم» قبل أربعة أعوام.
أما بداية مشواره الفني في الدراما فكانت عبر مسلسل «حارة القصر» عام 1970من تأليف عادل أبو شنب، وإخراج علاء الدين كوكش.
ويعتبر كلاس من أركان الأعمال الشامية الأساسية، فظهر في معظمها أولها «أيام شامية» عام 1992، ثم «أبو كامل» بعدها بعام، إضافة إلى «حمام القيشاني»، و«الخوالي»، و«ليالي الصالحية»، و«باب الحارة»، و«بيت جدي»، و«أولاد القيمرية»، و«الشام العدية»، و«الدبور»، و«رجال العز»، و«الأميمّي»، و«زمن البرغوت»، و«طاحون الشر»، و«قمر شام»، و«أهل الراية»، و«حارة الطنابر».
كما يعد من مؤسسي سلسلة «مرايا» إلى جانب الكبير ياسر العظمة، فشارك في جميع أجزائها ابتداءً من عام 1982، كما شارك بعدة أعمال كوميدية منها «يوميات مدير عام»، و«أبو المفهومية»، و«بطل من هذا الزمان»، و«صايعين ضايعين».
ومن أبرز أعماله الدرامية أيضاً «هجرة القلوب إلى القلوب»، و«الطبيبة»، و«جريمة من الذاكرة»، و«أخوة التراب»، و«رقصة الحبارى»، و«حاجز الصمت»، و«عصر الجنون»، و«بكرة أحلى»، و«الشبيهة»، و«المفتاح»، و«العشق الحرام»، و«سفر الحجارة»، و«رجاها»، و«الرحيل إلى الوجه الآخر»، و«تمر حنة».
رثاء وعزاء
اعتاد الفنانون السوريون على نسج كلمات الحزن والعزاء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فسارعوا يوم أمس إلى رثاء الفنان الراحل.
أمل عرفة: في كل مرة يدخل فيها إلى مكان التصوير كان لابد من هالة فرح ترافقه ليوزعها على كل الموجودين، لم يعد يسعف القلوب فرح مفقود، سليم كلاس رحمك الله.
أيمن زيدان: سليم كلاس، لا أدري لم ضاقت بك الحياة وأنت تعشقها.. كنت أكثر من صديق.. كي تكتمل مؤامرة الفرح علينا غيبك الموت.. ارقد بأمان أيها الطيب».
إسماعيل مداح: أيها الموت أما آن الأوان لك أن تغادر بلدي؟ أيها الموت أوجعتنا وأوجعتنا كثيراً، في كل يوم تسرق البسمة من على شفاهنا وتزرع الحزن في قلوبنا: غادرنا بلا عودة أيها الموت غادرنا لأننا هرمنا، لروحك الطاهرة ألف رحمة الأستاذ سليم كلاس، سوف نشتاق لك أسكنك اللـه فسيح جنانه.
باسم ياخور: الرحمة لروحك أيها الأستاذ والفنان والصديق، سليم كلاس وداعاً يا أيها الرجل الطيب.
تامر إسحق: شكراً سليم كلاس على كل ما قدمته، شكراً على العطاء، شكراً على الأخوة، أبو محمد خسرناك فناناً وأخا وصديقاً، الذكريات كبيرة جداً، رحمك اللـه يا غالي.
تولاي هارون: سليم كلاس أبومحمد الأب والصديق والحنون، لن أنساك أبداً ولن أنسى وقت كنا مسافرين. قرر الأطباء بعد الفحص إجراء عملية استئصال الزايدة، كنت خايفة وما معي حدا من أهلي وعم ابكي أنت اللي قويتني وساعدتني نفسياً بالغربة، أنت درت بالك عليي وأنت ساعدتني بالشفاء السريع، كنت الصدر الحنون واليوم وقت سمعت صوت خالة أم محمد قالتلي تولاي انت بنتنا انت كنت غالية عليه وهو بيحبك، بكيت وما عرفت رد عليها غصيت… اللـه يرحمك ياغالي ويصبرنا على فراقك.
توفيق اسكندر: أستاذنا وأخونا الغالي أبا محمد، لم تكن يوماً إلا كنسمة صيف وعبق ياسمين الشام.. رحيلك خسارة كبيرة على الصعيدين الإنساني والفني، ستترك فراغاً كبيراً يا صديقي.. رحمك اللـه وأسكنك فسيح الجنان.
تيم حسن: رحل الفنان الكبير سليم كلاس وله في قلوب السوريين والعرب مكانة خاصة، واحد من أعمدة الدراما السورية يرحل وسط قافلة الرحيل السوري الموجع، ولكنه ماثل في انجازات وأعمال لن ينساها الناس فقد ترك في كل بيت أثر من طريقته الخاصة وروحه المرحة وابتسامته الدائمة.. تعازي لعائلته الكريمة ولأصدقائه وأحبته جميعاً.
جيني إسبر: إنا لله وإنا إليه راجعون.. أحد عمالقة الدراما السورية الفنان القدير سليم كلاس في ذمة الله، سنفتقدك إنساناً وفناناً، فالرحمة لروحك والصبر لعائلتك وأبنائك وذويك.
ديمة قندلفت: سورية تخسر كل يوم من أبنائها الكثير، ودراماها خسرت اليوم ممثلاً قديراً، ارتبط اسمه بعتق الياسمين الشامي وعطره… سليم كلاس باق أنت في ذاكرة الناس والوطن.
ديمة الجندي: الدراما السورية تفقد عملاقاً جديداً، سليم كلاس وداعاً أيها الأنيق.. الرحمة لروحك الطاهرة والصبر والسلوان لنا ولعائلتك ولكل الناس والفنانين الذين أحبوك.
رندة مرعشلي: خسارة كبيرة إنا وللدراما رحيل العملاق سليم كلاس، الرحمة والخلود لروحه الأنيقة الطاهرة.
روعة ياسين: الك من اسمك نصيب، كلاس بأخلاقك وفنك وتواضعك وأناقتك وابتسامتك يلي مابتفارق وجهك، الأستاذ سليم كلاس اللـه يرحمك ويصبر اهلك البقاء لله.
سلمى المصري: رحمة اللـه عليك يا أستاذ سليم.. أنا مؤمنة بأن الموت علينا حق ولكني صدمت بخبر وفاتك.. وتسارعت لذاكرتي ذكريات من بداياتي أنا ومها، كيف كنت تهتم بنا.. كنت لنا الأب والأخ.. لا أنسى أبداً كيف كنت تأتي إلى الاستوديو حاملاً لنا الشوكولا.. وعلى مدى هذه السنين التقينا في أعمال كثيرة تلفزيون وإذاعة كنت فيها الإنسان المحب للحياة والرجل والفنان الأنيق والراقي في لباسك وتعاملك مع زملائك.. الابتسامة لا تفارقك.. قد تكون الأزمة بعدتنا ولم نعد نلتقي إلا في المناسبات ولكن سيبقى إحساسي أنك موجود ولم يغيبك القدر وستبقى حياً في ذاكرتي.. إلى جنات الخلد يا أبو محمد ولعائلتك ومحبيك الصبر والسلوان وطول العمر والبقاء لله.
سوزان نجم الدين: رحم اللـه أستاذنا الفنان القدير سليم كلاس الذي كان مثالاً للفنان الحقيقي والإنسان المتواضع، فقد كان قمة في الرقي والأخلاق والإنسانية.. رحمك اللـه أيها الغالي على قلوبنا جميعا.. أوجعتنا برحيلك كما أوجعنا رحيل كل الأحبة.
سوسن ميخائيل: اللـه يرحمك أستاذ سليم، أكيد ذكراك رح ترافقنا لسنين طويلة.
شكران مرتجى: البقاء لله، كبير من كبارنا يغادرنا أيضاً، سليم كلاس، اللـه يرحمك ويصبر عائلتك.
فراس إبراهيم: سليم كلاس.. الرجل الأكثر أناقة والأكثر رقياً ونزاهة والأكثر ترفعاً عن الصغائر، كنت الفنان بحق.. لم تنزلق في متاهات ودهاليز وحروب الوسط الفني.. لم تكره.. لم تغدر.. لم تخطئ بحق أحد.. كنت صديقاً للجميع لكنك نأيت كرجل شامي عتيق ببيتك وأسرتك عن صخب هذا العالم الغامض بحكمة وحنكة وذكاء.. رحلت يا برنس وتركت غصة حارقة في قلوبنا وحلوقنا.. رحلت يا من شاركتني بما لا يقل عن أربعين عملاً فنياً وكنت المثل في الأخلاق والتواضع وحسن المعشر لي ولكل من عرفك وتشرف بالعمل إلی جانبك.. اللـه يرحمك يا أبا محمد.. اللـه يرحمنا جميعاً.
قيس الشيخ نجيب‎: اللـه يرحمك يا أبو محمد، سليم كلاس الرحمة لروحك والصبر لأولادك وأحفادك.. وداعاً أيها الدمشقي العتيق، نقول هذا زمن الابتلاء وآلام الوداع في بلدنا الحبيب، هؤلاء هم الأحباب يغادروننا ويتركون لنا الأحزان إلى جنات الخلد أستاذي القدير سليم كلاس.
لمى إبراهيم: اللـه يرحمك أستاذ سليم ويجعل دارك بالجنة يارب، سلم عالكل يا طيب رح نشتقلكن، ارقدوا بسلام الرب الخالق.
ليلى سمور: طولي بالك علينا يا دنيا.. ارحمينا شوي.. بس ناخد نفس بين وداع ووداع.. صرنا عم نتسابق عالموت متل اللي رايح على شي مناسبة سعيدة ومو مصدقين ايمتا نوصل.. الحمدلله على كل شي، سليم كلاس باسمك الكبير، الصديق والفنان الراقي بكل شي فيك، ليكن ذكرك مؤبداً نم بسلام لأنك هلأ ارتحت إلى اللقاء أيها الفنان الجميل!.
مازن طه: سليم كلاس أيقونة الدراما السورية ونكهتها المميزة.. رائحة الشام العتيقة وزواريبها.. ستبقى في الذاكرة والوجدان.. ستبقى سخريتك اللاذعة وتعليقاتك الذكية وخفة ظلك ونقاء روحك.. ستبقى دائماً كما كنت صديق الجميع.. صديق الصغير قبل الكبير.. كنت ومازلت أفتخر أنني عرفتك يوماً.. وداعاً أيها الصديق الكبير.. وداعاً أيها النبيل والرحمة لروحك الطيبة.
محمد زهير رجب: وداعاً يا أمير، وداعاً سليم كلاس.. يا نكهة دمشق، قامة كبيرة أخرى من قامات الدراما السورية وخسارة أخرى من خساراتنا الكبيرة في هذا الزمن الشحيح، كلهم رحلوا وتركونا ونحن بأمس الحاجة لوجودهم بيننا، لا أعرف سرّ هذا الرحيل المتسارع لكل من رحل في هذا الزمن الصعب.. ولكن المهم أنهم آثروا الرحيل، سنشتاقكم جميعاً وسنفتقدكم جميعاً، لقد تركتم فراغاً كبيراً في قلوبنا قبل درامانا وفننا، وداعاً.. سورية لم تعد تحتمل فراق الأحبة.
هبة نور: رحمك اللـه وأدخلك فسيح جناته الأستاذ القدير والمحب دائماً سليم كلاس لن ننسى فنك الراقي وتواضعك وابتسامتك الرائعة.. رحمك الله.
هيثم حقي: رحل الفنان الأكابر سليم كلاس، رحل صاحب الواجب دون أن نستطيع القيام بواجب وداعه.. سليم كلاس وهب حياته للفن ومحبة الناس.. تعاونا في وقت مبكر في «حرب السنوات الأربع» و«هجرة القلوب إلى القلوب»، ومن يومها لليوم جمعتنا مودة إنسانية عميقة.. وداعاً يا أستاذ، لك الرحمة ولأهلك ولمحبيك وهم كثر الصبر والسلوان، ولعل روحك المتسامحة تعذرنا لعدم القيام بواجب وداعك.
وائل أبو غزالة: أن يرحل أصحاب الزمن الجميل في هذه الأوقات الصعبة لهو أمر يزيد هذا الزمن بشاعة، خالد تاجا وطلحت حمدي وصبحي الرفاعي وناجي جبر وصباح عبيد.. نترك لكم حسن ضيافة صديق من زمنكم الجميل.. إلى اللقاء سليم كلاس.
التعازي
تقبل التعازي برحيل الفنان سليم كلاس في صالة نور الشام الكائنة في الطريق الممتد من دوار كفرسوسة إلى الجمارك- بعد شركة سيرياتل، يومي الأربعاء والخميس من الساعة الخامسة حتى السابعة والنصف مساء.
وائل العدس- ت: «طارق السعدوني»

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *