هل للخشبة سيد!!!؟

يظل الممثل المسرحي سيد الخشبة وهو الوسيط الفاعل بين فكرة المؤلف ووجهة نظر المخرج من جهة والمتلقي المشاهد للعرض من جهة اخرى، فتلك الطاقة التي يقوم

 

الممثل بتشغيلها على خشبة المسرح تعمل على ايصال محتوى الرسالة المسرحية من خلال شكل الاداء الجسماني والحركي والصوتي وكان المخرج الروسي قسطنطين استانسلافسكي قد ركز على اعداد الممثل وشرح في كتبه — اعداد الممثل واعداد الشخصية — الطريقة والهدف من عمله في الاشتغال على الممثل لان هذا الممثل الفنان هو محور العرض المسرحي وهو الاكثر شهرة من المؤلف والمخرج والاكثر بروزا على خشبة المسرح امام المتلقي انه هذا الكيان الجسدي والعقلي والنفسي وهو بمثابة صندوق حيوي قادر على استيعاب عدد لايحصى من شخصيات مسرحية وقصص وروايات ومواقف وحالات، وهذا يتوقف على مدى قدرة موهبة الممثل وعلى مدى قدرته على التحول والتخيل والتركيز، فالمسرح يستطيع ان يعيش بدون ملابس واضاءة وموسيقى ولكنه لايستطيع ان يحيا بدون الممثل. فالممثل هو الذي يخلق لنا المتعة البصرية والنفسية، وهو الذي يتشكل داخل هذا الفراغ ويسيطر عليه فيصبح ملكه وعالمه الذي يعيش فيه طوال العرض المسرحي، فهو يدرك أن اي خلل قد يصيب جزءاً من الاداء سوف يعود بالفشل على العمل المسرحي وعلى الاداء برمته ويشوه بالتالي الهدف الاساسي من العمل المسرحي ويعطل التواصل ما بين المتلقي وخشبة المسرح لهذا فهو يمثل ويؤدي ويعاني ويقدم جسده ويعطي من ذاته ويضع جسده بل كل كيانه النفسي والفكري ليجعلنا نتسلى ونستمتع

ولايستطيع الممثل تنفيذ ذلك الا بالتمرين والتمرين والتمرين واستمرارية عملية البحث والنبش في الشخصية وليس الوقوف عند نقطة معينة حتى يتملك الممثل الشخصية التي سيؤديها ويصبح سيد جسده وخياله وشعوره ويبقى القادر الوحيد على تشغيل تلك الآلة البشرية في الاتجاه الصحيح.

فعلينا ان نتعلم من استاذنا الكبير غانم السليطي كيف يقوم بتقمص اكثر من شخصية على خشبة المسرح وباتقان تام وكيف يقوم بدراسة كل شخصية على حدة وكيف يوزع طاقته المسرحية طوال العرض المسرحي وكيف يصنع مواقف كوميديا ساخرة على خشبة المسرح تبكينا وتضحكنا في نفس الوقت، انه فعلا مثال مسرحي يحتذى به وثروة فنية قطرية تتلمذ على يديه الكثير من الفنانين من الشباب والرواد حتى اصبحت لهم مكانة كبيرة داخل وخارج قطر.

 

فهد الباكر

http://www.al-sharq.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *