مسرحية “العنف” لجليلة بكار والفاضل الجعايبي اكتظاظ لاكتشاف حقيقة “الوحش” الذي يسكننا

 

المصدر : نشر محمد سامي موقع الخشبة

“الإنسان يمتنع عن إخراج الوحش فيه”، حول هذه المقولة للمفكّر والفيلسوف الفرنسيّ “ألبار كامو” دارت كلّ أحداث مسرحية “العنف” للفاضل الجعايبي وجليلة بكار.

وفي هذا الإطار يتحوّل “قيس” إلى مجرم وقاتل لأنّ رفيقه صرّح في وسائل الإعلام أنه مناهض للمثلية الجنسية ويقاومها بكلّ الوسائل المتاحة.

كما يتمادى جيل الشباب في تعنّته ويضرب بالقيم عرض الحائط حين يقرّر 4 تلاميذ التخلّص من أستاذتهم بطريقة بشعة، جريمة تعكس مدى انسياق جيل اليوم وراء الممارسات العنيفة التي تفتقد إلى الأخلاق والقيم وتتحدّى الخطوط الحمراء في طريقة التحاور مع الآخر، وهذه مسالة أخرى يطرحها الجعايبي للدرس والشرح.

تظهر شخصيات المسرحية في أطر قاتمة، المكان مكسوّ بالسواد لولا ضوء خافت ضئيل، والشخصيات مهتزّة ويائسة ومبعثرة، تسرد بحرقة ما آلت إليه ظروف حياتها من دمار بسبب رفض الآخر لها أو بسبب فرض إيديولوجيات لا تتناسب مع أفكارها على غرار المرأة المسرحية التي أصبحت رافضة لواقع الفنّ خارج أسوار المستشفى فانتقلت للعيش مع المجانين إلى حين ترميم أحد الشبابيك المكسورة في المسرح البلدي.

ولا تعطي مسرحية “العنف” حلولا للمشاغل أو المآسي التي تعرضها في شكل متواتر وصادم وسريع، بل تضخّ فيك ذاك الإحساس بالتأزّم والحيرة وقد تنبش في البعض حكايات ماضية قابلة للتفكير والتأمّل من جديد.

“العنف” هي من تأليف جليلة بكار والفاضل الجعايبي، سينوغرافيا وإخراج الفاضل الجعايبي وبمشاركة ثلة من الممثلين على غرار جليلة بكار وفاطمة بن سعيدان ونعمان حمدة ولبنى مليكة وأيمن الماجري وأحمد طه الحمروني.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *