(عين):بابل تشهد ولادة أول صندوق عجب في العراق ـ العراق

تنفيذاً لتوصيات الملتقى العربي لفنون العرائس  ..

أُعلنَ في محافظة بابل العراقية, عن ولادة أول صندوق عجب في العراق بعد انقطاع دام عشرات الأعوام وبعدما تعرضت فنون العرائس ومنها ” صندوق العجب ” إلى الاندثار التام وأصبحت جُزءاً من التراث الشعبي , إذ شهدت مدينة الحلة (مركز محافظة بابل 100 كم جنوب العاصمة بغداد ) مؤخراً, تقديم ( حكايات العم أحمد ) وهوَ عرض حكائي لـ”صندوق العجب” قُدمَ لعدد من أطفال مدينة الحلة, وهوَ من إخراج الفنان: بشار عليوي, إذ جاءت خطوة تقديم هذا العرض تنفيذاً لتوصيات الملتقى العربي لفنون العرائس الذي دعت إليه ونظمتهُ ورعتهُ “الهيئة العربية للمسرح”, بضرورة إعادة إحياء هذهِ الفنون والمُحافظة عليها من الاندثار, وإطلاع الأجيال الحالية على التراث الحي للشعوب العربية بُمختلف دول العالم العربي .

وقال مُخرج العرض, لأول في العراق يتم تقديم عرض ” صندوق العجب ” بعد انقطاع لعشرات الأعوام, إذ أن المعروف أن هذا الصندوق يُسمى محلياً ” صندوك الولايات “, وبذلك يكون لبابل وفنانيها السبق في هذا المضمار, حيثُ قدمنا العرض الذي حملَ عنوان ( حكايات العم أحمد ) لمجموعة من أطفال المدينة, تمثيل الفنان المبدع “أحمد عباس” فيما قامَ بإعداد النص الباحث المسرحي د. عامر صباح المرزوك عن قصة شعبية بعنوان ( الله كتبه وأني امحيته) الواردة في كتاب ( حليات _ مقالات عن الحياة الاجتماعية في مدينة الحلة ) تأليف الراحل د. صباح نوري المرزوك , إذ جاءت فكرة تقديمهِ عملاً بما جاءَ بتوصيات ( الملتقى العربي لفنون العرائس ) الذي دعت إليه ونظمتهُ ورعتهُ ” الهيئة العربية للمسرح ” في ثلاثة دورات سنوية مُتتالية أعوام 2013/2014/2015 , بضرورة إعادة إحياء هذهِ الفنون والمُحافظة عليها من التُراث, وإطلاع الأجيال الحالية على التراث الحي للشعوب العربية بُمختلف دول العالم العربي , حيثُ سبق لنا المُشاركة في الدورة الأُولى من هذا الملتقى أواخر عام 2013 في الشارقة بدولة الإمارات العربية المُتحدة, ببحث حمل عنوان (الفنون المجاورة لفنون الدمى والمحافظة عليها من الاندثار).

وأضاف الناقد والمُخرج المسرحي بشار عليوي, أن تصميم وتنفيذ الصندوق جاء وفقاً لعمل ورشوّي ضمن برنامج عمل (نادي المسرح في بابل), سبقهُ أقامة عدة جلسات عمل متواصلة مع كادر العرض وبمُساعدة من قبل الفنانين التشكيلين البابليين “فريد رجب” و “سمير يوسف”, فضلاً عن الاستماع لعدد من أبناء المدينة من كِبار السِن الذي عاشوا تجربة تقديم ” صندوك الولايات ” أيام زمان ممن شاهدوهُ عيانياً, وتفاعلوا مع عروضهِ التي كانت تُقدم في الأعياد الشعبية والمُناسبات العامة, فهذهِ العروض هي واحدة من أبرز تمظهرات الممارسة الحياتية لعموم المجتمع العربي حيثُ عمدَ أفراد هذا المجتمع وتلبية لحاجاتهم اليومية المتجسدة بالمتعة والتسلية فضلاً عن تحقيق الجانب المعرفي, إلى مُشاهدة تلك الفنون ومُتابعتها مما حدا بالمُشتغلين بأنواعها ( صندوق العجب / خيال الظل / الأراجوز/ الماريونيت / الدمى بانواعها ) إلى تقديم عروضها في الفضاءات المفتوحة بوصفها حيزاً مكانياً, تستقطب جمهور واسع وكبير ومُتنوع وبالتالي فإن هذا التقديم يحمل صبغة جماهيرية واضحة انطلاقاً من سعة المكان الذي تُعرض فيه تلك العروض مُحققةً عامل (الفُرجة الشعبية) وهو من أهم ما تتصف بهِ عروض ( صندوق العجب ) في الفضاءات العربية .

وأشار ” عليوي “, إلى أن عرض ( حكايات العم أحمد ) سيُساهم بشكل واضح في إعادة إحياء ( صندوق العجب ) وباقي فنون العرائس في الحياة الشعبية العراقية بوصفها جُزءاً من التُراث المسرحي العراقي, لأنها تحظى بمُتابعة ومُشاهدة بصورة أكبر من قبل الجمهور , بسبب اتساع الرقعة الجغرافية التي توفرها فضاءات عرضها, فضلاً عن كونها تتصف من ناحية الشكل والأسلوب بكونها مُتحركة ومرنة, مُضيفاً أن ” صندوق الولايات ” العراقي , سيقدم عدة عروض أُخرى داخل مدينة الحلة فيما سيتجول في مُختلف المُدن العراقية تباعاً, سعياً منا لتحقيق مُجمل الأهداف التي  من أجلها قدمنا ” صندوك الولايات ” العراقي , بُغية إشاعة هذهِ الفنون والمُحافظة عليها من الاندثار .

 

عن: (خاص بالفرجة ـ العراق)

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *