فنانون يصفون عرض افتتاح «الأيام» بالمدهش.. ويؤكدون: سلطان القاسمي يثري المسرح بفضاءات جديدة : محمد عبدالمقصود

نشر / محمد سامي موقع الخشبة

تتوالى دورات أيام الشارقة المسرحية، ولا تشبه كل منها سابقاتها.. هذه هي القناعة الرئيسة التي خرج بها حضور الحفل الافتتاحي للدورة الـ28 لهذا الحدث الذي يبقى بمثابة المحور والارتكاز للفعل المسرحي المحلي كل عام.

وجاءت مسرحية الافتتاح، الليلة قبل الماضية، لتسجل عودة لكتابات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للمسرح، بعنوان «كتاب الله.. الصراع بين النور والظلام»، وهو العمل الذي عرض للمرة الأولى، فجاء الاحتفاء به مميزاً من خلال مسرح كامل العدد، قبل بداية العرض بنحو الساعة. وأكد فنانون لـ«الإمارات اليوم» أن عرض الافتتاح يعد بمثابة إضاءة جديدة للمسرح الإماراتي، واصفين العمل بالمدهش.

العمل الذي أخرجه جهاد سعد، وشارك في تمثيله أيضاً إلى جانب كل من أحمد الجسمي وعبدالله مسعود ورائد الدالاتي ومحمود النجار، بالإضافة الى نحو 100 راقص ومؤد، كسر المألوف، وشكل مساحة ضوء جديدة للمسرح الإماراتي على أكثر من صعيد، لاسيما لجهة تكثيف النص لدرجة قصوى، ووضوح الرؤية في الوقت ذاته، مقابل الاتكاء بشكل أكبر على اللوحات التعبيرية المختلفة.

قال كل شيء

لم يتردد مسرحيون مخضرمون وشباب في الإشادة بالعمل. وقال الفنان الكويتي سعد الفرج، لـ«الإمارات اليوم»: «لقد أدهشني العرض الذي قال كل شيء دون إسهاب في القول، ودون أن يلجأ إلى التهويم، والإشارات البعيدة».

وأضاف: «لقد أبكاني العرض، لكنه في الوقت نفسه فتح لي نوافذ الأمل، وكل من تابع العمل أعتقد أنه تأكد له أن المسرح الإماراتي مقبل على ما هو أبهى، في ظل إبداع ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة للمسرح».

من ناحيته، قال الفنان أحمد الجسمي الذي شارك بالدور المحوري في العمل، من خلال شخصية «زعيم النورانيين» إن العرض يمثل بالنسبة للفنانين الإماراتيين إشارة لمساحة جديدة غير مألوفة في المسرح المحلي، وهي إيلاء اهتمام أكبر لأولوية وضوح الرؤية، حتى وإن كان ذلك على حساب الحضور الوهمي للممثلين. وتابع: «لقد أثبت العمل من خلال سمتي التكثيف ووضوح الرؤية أن مساحات حوارات وسرد الشخصيات لا علاقة لها بالأدوار الناجعة، فمن خلال نص مكثف متسق مع رؤية العمل كان أبطال العرض بمثابة ممثلين صامتين، إن جاز التعبير، لكنهم في الوقت ذاته تمكنوا من نقل الحالة والمعنى والرؤية من الخشبة إلى قاعة العرض».

وضوح وكثافة

بينما أشار الفنان سيف الغانم بصفة خاصة إلى أن العرض جاء مناسباً جداً لليلة الافتتاحية، لاسيما في ما يتعلق بالحالة المشهدية الضخمة التي صاحبته، فضلاً عن الحضور الطاغي للوحات والمجاميع الاستعراضية التي جاءت متناغمة مع تطور الفعل المسرحي على الخشبة.

من جانبه، رأى الفنان عمر غباش أن العرض تميّز بوضوح الفكرة، وكثافة النص، مشيراً إلى أن تلك السمتين تفتقدهما الكثير من العروض المحلية التي تميل إلى التغريب، والذهاب في بعض الأحيان إلى مؤدى غير مفهوم لدى المتلقي، حتى في حال حضور المهتمين بالنشاط والساحة الفنية المسرحية. وأشاد غباش بشكل خاص بالسينوغرافيا وأداء الممثلين، خصوصاً أحمد الجسمي وعبدالله مسعود، فضلاً عن حالة التناغم الواضحة وضبط الإيقاع على الخشبة بين عناصر العمل المسرحي من خلال المخرج جهاد سعد.


هيفاء حسين: وداعاً للخطين

قالت الفنانة هيفاء حسين إن العرض الافتتاحي لأيام الشارقة المسرحية: «كتاب الله.. الصراع بين النور والظلام»، يعد بمثابة محو إيجابي يجب أن نودع به حضور خطين لطالما أزعج وجودهما المبدع المسرحي؛ إذ اعتدنا في مجال الدراما المسرحية خصوصاً أن الدين والسياسة خطان أحمران لا يجوز الاقتراب منهما، لكننا هنا نجد تحفيزاً باتجاه إعمال أدوات الابداع في كل الاتجاهات، بما فيهما محيط هذين الخطين.

أحمد الجسمي: مزيد من التدريب

أبدى الفنان أحمد الجسمي سعادة غامرة بدوره الرئيس في العرض «زعيم النورانيين»، مشيراً إلى أنه وجد نفسه بطلاً لمسرحية لا يتحدث فيها على الخشبة، إلا لضرورة درامية ملحة. وقال: «هذا الواقع لم يكن ليحدث لولا توافر مخيلة مسرحية استثنائية لدى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، جعلتنا نعيش تفاصيل الفكرة رغم كل هذا التكثيف».

عبدالله مسعود: ليتهم ما أحبوني

حالة غريبة صادفها الفنان عبدالله مسعود، الذي أدى دور «زعيم الظلام»، في العمل الذي حمل صراعاً بين النور والظلام، وانتهى بانتصار الأول، وهي أن الجمهور «أحب» دور مسعود حسب وصفه. وأضاف: «لقد أصبحت متمرساً في أدوار الشر المحورية». وتابع: «على الرغم من التصفيق، فإنني تمنيت لو كرهني الجمهور، فهذا مؤشر أقوى من التصفيق إلى نجاحي بإقناعهم بأدائي دور زعيم الظلام».

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *