المخرج المسرحي مؤلفاً.. ظاهرة إيجابية أم سلبية؟/كاظم لازم

 

 

المصدر / الصباح/ نشر محمد سامي موقع الخشبة

تميز المسرح العراقي ومنذ مطلع الاربعينيات من القرن الماضي وصولا الى سنوات مابعد التغيير بعلو كعب اقلام مؤلفيه الذين رفدوا مشهده بالعشرات  من اعمال المسرح والتي ظل الكثير منها راسخا ومحفورا في ذاكرة من شاهدها، ومن هؤلاء شهاب القصب،يوسف العاني، طه سالم، قاسم محمد، نور الدين فارس، عادل كاظم، محيي الدين زنكنه، وفلاح شاكر، وغيرهم الكثير

لتبرز في الاعوام الاخيرة ظاهرة المخرج المسرحي مؤلفا والتي قدمت من خلالها العديد من العروض.
اهمية النص
المخرج المسرحي عماد محمد تحدث عن هذه الظاهرة قائلا: اقف وبقوة مع المخرج الذي يظل يبحث ليجد في النهاية نصآ متفوقا يمتلئ بمناطق اشتغال جمالية وفكرية وخيالية ليوظفها من خلال شفراته إلى قيمة جديدة لتضاف إلى تاريخه.
اما مايحدث هذه الايام من استسهال لاهمية وجود النص ليتحول المخرج بين ليلة وضحاها إلى مؤلف، فهذه الظاهرة تستحق الوقوف لمراجعتها.
ويتابع عماد محمد مضيفا «أنه مهما اجتهد المخرج للوصول الى بنية متكاملة فهو بالتالي يكون صاحب رؤية بعين واحدة، فالاعمال الاخيرة التي شاهدناها كانت خير شاهد، فهي ترصد اليوميات والواقع المعاش باسلوب كوميدي او تراجيدي، ليغيب النص الرصين في عملية البناء السردي للعرض المتعارف عليه».

ظاهرة في الميزان
الكاتب المسرحي مثال غازي والذي يملك رصيدا متميزا في التأليف المسرحي قال: «يبقى الجمهور هو الحكم الاول وخاصة من المهتمين بالشأن المسرحي الذين اكدوا بعد مشاهدتهم العروض الاخيرة ضعفها من ناحية البناء الدرامي والنسق الحكائي ورصانة الشخصيات. فالمخرج يعتمد اصلا على ادارة منظومته الاخراجية
ومراقبة عناصرها دون ان يلتفت الى اهمية التصاعد البنائي والجدل والصراع الواجب توفرها في أي نص مسرحي، فالدعوة الان هي ان يترك مخرجونا هذه الاعمال للاعتماد على اصحاب الاختصاص كما ندعو الاقلام الشابة للمساهمة في رفد عملية التاليف  لتبقى في النهاية هذه الاعمال في الميزان».
قاسم محمد انموذجا
الاكاديمي والمسرحي د. مظفر الطيب قال عن الظاهرة: «ينظر المخرج دائما الى اكتشاف
عوالم جديدة من خلال النص ما يضطره
في النهاية الى اعداد حكاية توليفية يتوهم
ان يصل بها الى حرفية النص المتكامل، ما يدفعه الى الاستسهال التأليفي ليركز في النهاية
على عملية الاخراج وينسى مفاتيح دلالاته وفي صياغة وبناء عرضه والذي يكون
فيه عنصر التأليف مهما وفاعلا، وخير
مثال على ذلك مافعله الكاتب والمخرج
الراحل قاسم محمد الذي اعد واخرج وكتب
العديد من الاعمال المهمة والمؤثرة ومنها مسرحياته النخلة والجيران / نفوس / بغداد الازل بين الجد والهزل / ومقامات الحريري / وحكاية العطش والناس/ وكان ياما كان
وغيرها».

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *