دورة الورشات التكوينية الفنية ” فصل الإحتراف” تفاعل إيجابي وتوسيع لآفاق ومدارك المتربصين- بقلم : عباسية مدوني –الجـزائـر

الورشة التكوينية الفنية ” فصل الاحتراف ” التي تمّ تنظيمها من طرف  تعاونية فنّ المسرح من الجزائر العاصمة وبالتنسيق مع المسرح الجهوي ” صيراط بومدين ” سعيدة ، تعرف فعالياتها أجواء إيجابية معجونة بالمدّ المعرفي والتطبيقي وحماس المتربصين على مستوى كل التخصصات .

وقد أتى على لسان الدكتور ” أحمد بلغالية “ مؤطر ورشة الكتابة الدرامية وهو ممثل مسرحي وتلفزيوني ، أستاذ بجامعة سعيدة وبجامعة وهران كذلك ، حيث أكّد على أن الورشة تعنى بالكتابة ، واللعبة المسرحية في مراحلها الأولى أساسها الكتابة الدرامية ، وهي منطلق المخرج ليضع يديه على أرضية خصبة تأثيثا لعمل مسرحي ، مستشهدا بقول مأثور ليونيسكو مفاذه أن ” النص الجيد أو الكتابة الدرامية الجيدة هي التي تحمل بين طياتها بذور إخراجها” فالكتابة الدرامية هي اللبنة الأولى التي يجب أن يلمّ بها دارس أو ممارس المسرح ، للولوج لاحقا إلى العوالم الأخرى .

على أن تكون هته الكتابة الدرامية قد تتماشى مع مقاييس الأولين على غرار أرسطو وغيرهم ، كما قد تكون متباينة من حيث القواعد المتعارف عليها من عناصر قاعدية وبنائية من فكرة وموضوع وحبكة وذروة صراع وزمكنة وشخصيات ، إذ قد تكون مجرد كانفا أو خطوط عريضة يستعين بها المخرج للاشتغال على نص مختلف من حيث الرؤية والبناء والتصور .

وبالورشة قد تمّ تمكين الطلبة من الإلمام بكل ذلك ، فالأهم في الحقل المسرحي أن يكون والجه عارفا ، ممارسا ودارسا ومتفهّما لعديد المسلّمات القاعدية والبنائية ، مؤكدا على أن   فترة التربص ليست بكافية لتقديم كل ما يتعلق بالكتابة الدرامية لكن الورشة خطوة مهمّة لتقديم الأهم على أن تكون هنالك إستمرارية ما بين كل الممارسين والفاعلين والإعلاميين الساهرين على تقديم خدمات للآخر حتى يتعرف على عوالم الفن الرابع من كتابة وإخراج وتمثيل وسينوغرافيا .

من جانب آخر ، أحد المنخرطين بورشة الكتابة الدرامية وهو أستاذ اللغة الإنجليزية السيد    ” موساوي عبد الكريم”  بجامعة سعيدة ، وأستاذ لغة فرنسية وصاحب إهتمام بالمسرح والسينما ، قد أكّد على أهمية الورشة ومدى التحصيل الذي تمّ خلال أيامها ، حيث تمّ الإلمام بمسلّمات ومبادئ الكتابة الدرامية بالمسرح وبأجناس أخرى ،  معربا عن مدى أهمية هته الفرصة على أمل أن ينضم إليها الشباب بكثافة ، بخاصة وأن هته الدورات مجانية وهي فرصة سانحة للاستفادة والتعلم والأمل أكبر في أن يغدو كل مهتم كاتبا مستقبلا سواء في المسرح أو السينما خدمة لحركية الفن .

في حين إحدى المنتميات إلى ورشة الكتابة الدرامية وهي صاحبة تخصص ماستر علوم اقتصادية إدارة أعمال ،ولها ميول مسرحية ومهتمة بالتكوين والكتابة الشعرية ، القصصية والروائية ، قد أعربت عن مدى حظها الأوفر في الانتماء إلى الورشة التكوينية  باعتبار أن التحصيل كان إيجابيا من حيث الإلمام بأسس الكتابة الدرامية سواء من الجانب القاعدي          أو الجانب البنائي مرورا بالشخصيات والتمييز بين الشخصية البطلة والشخصية الثانوية نقيضة البطلة ، الفعل والصراع وغير ذلك ، وكيف للكاتب أن يلج عوالمه الفكرية والحسية    وتحويلها إلى أفكار ، وما تمّ التركيز عليه الكتابة الإبداعية ، وقد تم الشروع في الجانب التطبيقي   بالورشة ، وأن الورشة قد منحتها شغفا ومتنفسا واسعا للعودة إلى الكتابة في مضمار موهبتها وفق ما تمّ تحصيله من خلال ورشة الكتابة الدرامية.

من جهته الأستاذ والفنان ” مراد بوشهير” السينوغرافي المتمرّس أكاديميا وميدانيا ، صاحب المشاركات المسرحية في عديد المحافل الوطنية والدولية وبصفته مؤطرا لورشة السينوغرافيا ضمن فعاليات الدورة التكوينية الفنية ” فصل الإحتراف” بسعيدة ، فالتكوين المسرحي عرف اهتماما أكبر منذ سنوات أين تمّ إدراك مدى أهمية ذلك من خلال مبادراوهذا إسقاطا على التجربة التكوينية التي تمت بسطيف .

مضيفا إلى  الورشات على مستوى سعيدة ، فالأمل قائم على بعث ودعم مشاريع سينوغرافية في المستقبل القريب يتمّ استثمارها سواء بمسرح معسكر أو سعيدة أو سيدي بلعباس ، كما أن ورشة السينوغرافيا في حاجة إلى مهتمين ذوي ميول فنية ودرامية بخاصة على مستوى الجامعات ، فالسينوغراف يتكئ في عمله على الشق الدرامي والشق التشكيليّ مع تجسيد الخيال من خلال تصاميم تعكس الفضاء المسرحي .

وحسبه ، فإنّ حب الإطلاع أو المعرفة غير كاف لأن الاستمرارية شرط أساس لابد أن تكون عن طريق ورشات طويلة الأمد ، على أن يبقى المؤطر في متابعة دائمة للمتربص بخاصة عن طريق توافر التكنولوجيا ووسائط التواصل ضمانا للإستمرارية عن بعد ، وأنّ ما شجعه كمؤطر أن هته الورشات التكوينية بمختلف التخصصات ستعرف ثمارا واعدة عن طريق إنتاج مسرحي في الأفق وهو عصارة الدورة التكوينية الفنية ” فصل الاحتراف والفاعلية والمبادرة للمتربصين .

وعلى لسان أحد المتربصين بورشة السينوغرافيا “جبوري وحيد” تخصص دراسات سينمائية  فقد إهتمّ بالورشة واستفاد أكثر من المؤطر ومن معارفه ، الأمر الذي فتح أمامه شهية المتابعة والاهتمام والبحث مستقبلا مع ضرورة الاستمرارية.

في حين الطالبة ” رحماني فاطمة الزهراء” خريجة كلية الفنون الجميلة من جامعة   معسكر ، تخصص فنون العرض فقد التحقت بالورشة بعد تعميم الإعلان عبر وسائط التواصل الإجتماعي  ، وقدى استفادت أكثر من ورشة السينوغرافيا تحت تأطير وإشراف الفنان   ” بوشهير مراد ” نظريا وتطبيقيا ،حيث تم العمل على عمل مسرحي بالتحضير إلى سينوغرافيته وفق أسس ومعايير معينة ، وأنها مهتمّة بالمتابعة والبقاء على تواصل مع المؤطر مستقبلا .

وعليه ، فإنّ الدورة التكوينية الفنية ” فصل الاحتراف تبقى ذات آفاق مستقبلية واعدة ، بالتركيز على عديد الأهداف التي سترى النور قريبا جدا .

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.