مراكش تحتضن الدورة الاولى لمهرجان مسرح الشارع

مراكش: في تجربة تعد الأولى من نوعها، ينظم ثلة من الشباب المهتمين بالمسرح، مهرجان مراكش الوطني لمسرح الشارع، تحت شعار «أجي تفرج» (تعالى تتفرج)، حيث سيكون للجمهور المراكش على مدى ثلاثة أيام موعد مع عروض مسرحية متنوعة بفضاء « عرصة البيلك » المجاورة لساحة جامع الفنا، والتي انطلقت بعرضين مسرحيين مساء الجمعة، وستمتر إلى غاية يوم غد.

إمكانات ضئيلة

أخذ المنظمون وهم ثلة من الشباب ،الذين استهواهم أبو الفنون على عاتقهم ، خوض تجربة من نوع خاص بدعم ضئيل من المجلس الجماعي ( البلدي) لمراكش لا يتعدى 10 آلاف درهم (1100 دولار ).

تنظيم مهرجان وطني لمسرح الشارع في دورته الأولى مغامرة لا يمكن أن يضمنها إلا عشق المسرح الذي سكن شبابا طموحا أراد أن يقرب المسرح من الجمهور المراكشي.

عرض مسرحية “السطل والحبل”
الجمهور المراكشي بعرصة البليك

ويقول فيصل قمرات عضو اللجنة التنظيمية ل “إيلاف المغرب” ان جمهور المسرح لم يعد كما كان في السابق، حيث كان ينتقل للقاعات ويقتني التذاكر من أجل مشاهدة عرض مسرحي، اليوم وبعد أن أصبح جمهور المسرح يتضاءل، فكرنا في نقل العروض المسرحية إلى حيث يوجد، حتى يتسنى له الإستمتاع بعروض مسرحية متنوعة تشارك فيها فرق من أكادير هوارة (جنوب المغرب) و من إقليم شيشاوة (جنوب مراكش) و أخرى من إقليم بني ملال (وسط البلاد).

عزوف الجمهور

أرجع ثمرات في حديثه عن عزوف الجمهور عن المسرح لعدة أسباب منها ما هو مرتبط بالمسرح نفسه و التحولات التي عرفها هذا الفن، ومنها ما يتعلق بتعدد وسائل الفرجة و تنوعها و التي أصبحت تقتحم بيوت الناس دون أن يذهبوا إليها، مما جعلهم ينصرفون عن أبي الفنون.

ويتوقع المنظمون أن يحقق هذا المهرجان في دورته الأولى نجاحا كبيرا، حيث عرف افتتاح المهرجان، مساء الجمعة، تقديم عرضين مسرحيين هما « السطل و الحبل » لفرقة نادي خشبة الحي مراكش، و « هوما » ( هما) لفرقة أولادة تايمة هوارة (شرق أكادير)، و لقيا استحسانا من قبل جمهور متعطش للأعمال المسرحية، الذي شدته العروض ووقف مطولا للإستمتاع بها دون أن يكترث بما يروج في ساحة جامع الفنا المجاورة، أو ينصرف لقضاء مآربه.

وارتأت اللجنة المنطمة أن تختار عروضا تتناول قضايا راهنة تهم الناس وتحاكي واقعهم ومعيشهم، حتى تستقطب جمهورا واسعا و تأسس لتجربة تأمل أن تصبح طقسا سنويا يقرب المسرح من عشاقه و يقيم مصالحة بينهما بعد عزوف دام لسنوات، آملة أن تحظى بالدعم و المساندة التي تستحقها هذه المبادرة الثقافية.

طموح جارف

يطمح المنظمون المنتمون لجمعية مسار الثقافة و التنمية بمراكش أن يستقطب المهرجان في دوراته المقبلة فرقا مسرحية من العالم العربي و أوروبا و أميركا لتكريس ثقافة مسرح الشارع لدى الجمهور المغربي.

ويقول قمرات إن الأطفال بدورهم سيكون لهم موعد مع عرض مسرحية (زيط زيط) صباح الأحد بعرصة مولاي عبد السلام (حديقة أثرية)، مؤكدا أن حب الخشبة وترسيخ ثقافة فن الشارع لدى الجمهور، على غرار تجارب أخرى في بلدان كثيرة، هو ما دفع بهؤلاء الشباب لخوض غمار هذه المغامرة.

إقبال كثيف على العروض المقدمة في افتتاح المهرجان

وأضاف المتحدث ان الجمهور المراكشي و زوار ساحة جامع الفنا عموما اعتادوا مشاهدة عروض فن الحلقة التي تعتمد على نفس المبدأ، تقديم عرض في فضاء عمومي (ساحة أو حديقة)، مع اختلاف أن رواد الحلقة هم إما رواة يسردون سير الأبطال الشخصيات التاريخية، حيث مقدم الحلقة هو شخص واحد قد يتقمص أدوارا متعددة، في حين أن العروض المسرحية التي تقدم في إطار مسرح الشارع هي ذات العروض التي تقدم في القاعات وعلى الخشبة، مع فارق واحد هي أنها عروض مجانية كما أن العرض هو من يأتي عند الجمهور و ليس العكس، معتمدا على ذات التقنيات من ديكور و مكبرات للصوت، وهي كلها أجهزة تم جلبها عن طريق شركة خاصة تطوعت لتشجيع طقات شابة واعدة تتطلع لمسرح جاد وهادف.

وتشارك فرق مسرحية من هوارة و شيشاوة و بني ملال بعروض مسرحية متنوعة، حيث سيتم عرض مسرحية « المشاغب بسوم » من بني ملال اليوم السبت، و مسرحية « لومبلاج » من شيشاوة، و مسرحية « الطيب والحسود”.

منى الهاشمي

http://elaph.com

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *