فؤاد حداد يؤذن فى المسرح القومى / محمد الروبي

نشر / محمد سامي موقع الخشبة

«حى على بلدنا» هو العرض الذى قدمه المسرح القومى طوال النصف الثانى من شهر رمضان ويعاد هذه الأيام بعد أن استجابت الفنانة الدكتور إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة لمطلب جماهير العرض بضرورة استمراره وبالمجان. وهو القرار الذى تستحق عنه الوزيرة تحية ومثلها لمدير المسرح القومى الفنان يوسف إسماعيل.

العرض سهرة مسرحية مع أشعار أبو الشعراء «فؤاد حداد»، أعدها باختيارات ذات دلالة ابنه الشاعر أمين حداد. فمن بين عوالم حداد الزاخرة اختار أمين بالاتفاق مع المخرج أحمد إسماعيل، نصوصا تلبى هدفهما الذى عبرا عنه فى العنوان «حى على بلدنا»، منتقين ما يثرى هذا الهدف بإعادة ترتيب هذه المختارات لا وفقا لتاريخ كتابتها، ولكن وفقا لما يضيفه هذا الترتيب فى التأكيد على المعنى الذى أراداه محاولة لاستنهاض الهمم فى زمن نحتاج فيه هذا الاستنهاض كما لم نحتجه من قبل. «حى على بلدنا» عالم من السحر الفنى زادته بساطة الإخراج للفنان أحمد إسماعيل عمقا، فلا استعراض ولا تحذلق، فقط حركة بسيطة، وأداء محترف يعى معنى الكلمة ويزيده ألقا تقطيع صوتى وإيماءات محسوبان بدقة. وهو ما يكشف عن وعى المخرج بأن مع حداد وكلماته الكرباج لا يصح أن يلفت نظر المتلقى زوائد إخراجية لا معنى لها.

فى العرض سيبهرك القدير أشرف عبدالغفور حين تخرج من فمه كلمات حداد بسلاسة تليق بها، وخفة ظل تميزت به، وبانفعالات يأتى كل منها فى وقته تماما، أداء يتسلل إليك كما الماء لا تشعر به إلا حين يلمس قلبك فتنتفض معه وتترحم كل لحظة على شيخ شيوخ الشعر العامى فى مصر.

فى العرض أيضا سيتأكد أحساسك بأن مفيد عاشور قامة مسرحية كبيرة، لا يتعامل مع كلمات حداد باعتبارها كلمات، لكن بكونها كائنا حيا يمنحه أداء عاشور حيوية مضافة.

وبين أشرف وعاشور، سيقف الملحن المطرب المؤدى محمد عزت، أحد عشاق فؤاد حداد القدامى، يباريهما بأدائه خفيف الظل، ويمنح كلمات حداد موسيقاه الخاصة فى بعض الأغانى التى لحنها قديما له، وبأدائه لألحان آخرين من أساتذة التلحين فى مصر كسيد مكاوى، وإبراهيم رجب، وعبدالعظيم عويضة وابن جيله وجيه عزيز. ومع عزت اكتشاف جديد هو المطربة نهال خالد، صوت مصرى أصيل تترقرق ألحان هؤلاء الكبار بصوتها النيلى فيزيدها نشوة.

رحاب رسمى، اكتشاف آخر، مؤدية مصقولة الموهبة، مكنتها خفة دمها وسلاسة نطقها للكلمات من الوقوف مع قامات أدائية لها تاريخها المعروف. فى العرض أيضا سيهدينا أحمد إسماعيل فقرة خاصة، بأداء خاص لفرفور المسرح القومى عهدى صادق، الذى استطاع أن يمنح أحلام صعلوك يلاعب سلطان أو مباهاة فأر لا يخجل من خوفه، حيوية ومعايشة استحق عليها تحية خاصة من حضور الأمسية. وما كان لهذه الأمسية أن تكتمل إلا بفريق موسيقى بارع، قاده المايسترو صابر عبدالستار. «حى على بلدنا» سهرة منعشة، تنتشلك من عوالم الزيف الدرامى التليفزيونى، وتحلق بك فى أجواء فن نحتاجه الآن بشدة. فشكرا لأحمد إسماعيل وفريقه. وشكرا ليوسف إسماعيل مدير المسرح القومى وفريقه.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *