«ستار مفتوح» في البحرين يكشف مسيرة الحايك المسرحية

اختار مسرح جلجامش الكاتب المسرحي السعودي عباس الحايك ليكون ضيف ملتقاه الثقافي (ستار مفتوح) مساء الأربعاء 31 يناير الماضي، ففي الحوار المفتوح عن تجربته في التأليف المسرحي عرض منظمو اللقاء في استهلالة الأمسية عرض فيديو لسيرة الكاتب التي بدأها مبكراً بالكتابة والشعر والرسم حتى استقر على كتابة النص المسرحي، بعدها بدأ مدير الحوار الفنان البحريني عبد الله سويد أسئلته التي وجهها للضيف والتي تداولها مع الحضور من أعضاء مسرح جلجامش وغيرهم من مسرحيين ومهتمين من بينهم المخرجان عبد الله السعداوي ومحمد الحجيري.

من الأسئلة التي وجهها السويد للحايك، كانت عن علاقة الفن التشكيلي الذي مارسه بالمسرح، ورداً على السؤال ذكر بأنه يؤمن أن المسرح أبو الفنون، وهو فن شمولي يحمل كل الفنون الإنسانية، من السرد، إلى الموسيقى والغناء، والرقص، وبالتالي سيكون شاملاً للفن التشكيلي، وكل فن يمكن للمسرحي أن يمارسه يصب في اشتغاله المسرحي. وكان عبد الله السعداوي قد بدأ أول الأسئلة من الجمهور، وكانت مداخلة أبدى فيه رأيه في الحايك الذي عرفه كاتباً مسرحياً ولكنه تفاجأ بأنه كان يمارس الرسم وكتابة الشعر. وفي إشارته لنصوص الحايك، عبر السعداوي عن أن الحايك كاتب يتعامل مع النص وفق بناء محكم، فتجد في نصه عناصر النص التقليدية ولكنه يعطيها قيمة حداثية، كما ذكر بأن شخصيات الحايك منحوتة بشكل صحيح، فتجد أن كل شخصية من شخصيات نصوصه تختلف عن الأخرى لقدرته على كتابة شخصياته.

وعن القراءة وعلاقتها بالكتابة، كان سؤال أحد الحضور فأجاب الحايك، بأن القراءة ملازمة له، في كتابته وفي حياته اليومية، وهي التي دفعته للكتابة المسرحية كما دفعته لكتابة الشعر، وكما كانت رافده أثناء ممارسته للرسم. فقد ذكر بأن كتاب لسعد الله ونوس حمل نصوصه الأولى (فصد الدم ومسرحيات ثانية) كان حافزه لكتابة النص المسرحي رغم قراءاته في البدايات لنصوص شكسبير والنصوص العالمية التي كانت تصدر عن سلسلة المسرح العالمي التي كانت تصدر من الكويت. القراءة كانت ما حفزته لاكتشاف قدرته على الكتابة.

أما إجابته عن السؤال حول كيف استطاع أن يصل بنصه إلى أكبر عدد من المخرجين العرب الذين تبنوا نصوصه ونفذوها، فكانت “الكاتب المسرحي يحتاج أن يخرج نصه من صيغته الكتابية إلى الصيغة المسرحية المجسدة، إلى جهة إنتاجية أو مخرج يتبنى ذلك النص لتنفيذه، وإلا بقيت نصوصه حبيسة الأدراج، وفي أحسن أحوالها يضمها كتاب إن نوى نشر نصوصه، وللكتاب في هذا الوقت قصته، فلم يعد الزمن زمنه، ولم يعد متداولاً ولم يعد يلاحقه محبو القراءة في رفوف المكتبات. الزمن الآن بات زمن الانترنت، زمن المعلومة الجاهزة سهلة التناول، فالشبكة كفيلة بتسهيل الصعاب، وتسهيل عملية البحث عن نص مبتغى.

ولأنني لا أنتمي لجهة، او فرقة، أو أي تكوين جماعي مسرحي، فإن نصوصي لا يمكنها أن تنفذ على الخشبة لو لم أنشرها على مواقع الانترنت، وإن نشرتها في كتاب، فالإنترنت أتاحت لي الفرصة أن أتجاوز الحدود الجغرافية ويصل نصي لأكبر عدد من الخشبات العربية، ويخرجها مخرجون شباب وهم الشريحة المتصلة أكثر بشبكة الانترنت”.

وعن أفكار نصوصه المسرحية، أجاب الحايك عن تساؤل إحدى الحاضرات ” حين أشرع في كتابة نص مسرحي ما فإن فكرته تكون قد اختمرت في رأسي طويلاً، أحياناً تطول لسنوات، فزهرة الحكايا بدأت فكرتها تحوم في رأسي في العام 2000 كتبت فكرتها، وتركتها، وعدت للفكرة بعد أن كان طيف زهرة يزورني مراراً، وانتهيت من النص في العام 2007، سبع سنوات والنص حاضر كفكرة. هكذا هي كل نصوصي، لا أكتبها بشكل سريع ومتسرع، لا بأس عندي أن أنجز نصاً واحداً فقط كل سنة، المهم أن أكتب نصاً جيداً يجد طريقه للتنفيذ، لا أفضل استسهال الكتابة، بل أقلق من هذا الأمر.

أفكار نصوصي، متنوعة مثل كل كاتب مسرحي، بل مثل كل صاحب منجز. فربما تأتيني فكرة نص، من قراءة مقال، أو سماع قصة شفوية مثل (الموقوف رقم 80)، أو من مثل شعبي كما في زهرة الحكايا، أو من قصيدة قرأتها مثل (ولاية الأحلام)، أو من لقاء مع شخص ما ربما يكون شخصاً عابراً، أو من تاريخ كما هو الحال مع (فصول من عذابات الشيخ أحمد). مصادر الأفكار تتنوع، المهم كيف نصيغ هذه الأفكار لتتحول نصاً مسرحياً مكتوباً”.

وعن علاقته بصناعة الأفلام ورداَ على سؤال، ذكر بأنه كتب عدد من السيناريوهات التي تم تنفيذها مثل (شكوى الأرض) و(السيكل) و (مانجا) و(حكاية صورة) وغيرها، بينما لم ينفذ له حتى هذا الوقت السيناريو الذي حصل عنه على جائزة النخلة الذهبية في مهرجان أفلام السعودية في دورته الأولى والسيناريو الذي فاز به أيضاً في الدورة الثانية. وذكر أنه يركز على كتابة المسرح أكثر من الكتابة للأفلام.

في ختام الأمسية كرم مسرح جلجامش ضيفه والمحاوره. يذكر أن مسرح جلجامش كان قد نفذ نص (المزبلة الفاضلة) التي كتبها الحايك وأخرجها عبد الله البكري ومثلت البحرين في مهرجان المسرح الأردني 2017م.

 

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *