المسرح الجامعي وقضاياه فى العالم العربى – شيماء سعيد

 

 

 

المسرح الجامعي وقضاياه فى العالم العربى

شيماء سعيد

عُقدت فى المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية ، ثانى ندوات ملتقى القاهرة الدولى الأول للمسرح الجامعى دورة الفنان الكبير “ يحيى الفخرانى “ بعنوان ( قضايا المسرح الجامعى وأشكاله ) ،وتحدث بها الدكتور أحمد نبيل أحمد أستاذاً  بكلية تربية نوعيه جامعة عين شمس ، والدكتور بشار عليوى رئيس نادي المسرح في بابل ( العراق ) ، وأدارتها الدكتورة رانيا فتح لله أستاذ التمثيل والإخراج بقسم المسرح كلية آداب جامعة أسكندرية ، بحضور مجموعة من أساتذة المسرح الجامعى بمصر و الدول العربية ولفيف من المسرحيين والمهتمين.
استهل الندوة د. أحمد نبيل موضحاً المسرح الجامعى هو ذلك المسرح الذى يخاطب فئة بعينها ( طلاب الجامعة ) ويقدم عادةً داخل النطاق الحرم الجامعى ،حيث يقوم طلاب الجامعة مشاركة العمل المسرحى سواء فى التمثيل أو فى الديكور والإضاءة والموسيقى وغيرها من فنون المسرح وغالباً ما تهدف هذه الأعمال إلى بلورة وعرض بعض الأفكار والقضايا المختلفة المرتبطة بتقافة المجتمع وقضايا الشباب ، وكل هذا يكون تحت إشراف الجامعة مادياً وفنياً
ويضيف نبيل : فالمسرح الجامعى صيغة لتقديم عروض مسرحية فى إطار أسوار الجامعة ،أولتجمع المهتمين بالمسرح فى الوسك الجامعى ،وفى هذه الحالة يكون المسرح الجامعى إحدى صيغ مسرح الهواة ؛ أما مفهوم المسرح الجامعى وفقاً لميثاق الجمعية العالمية للمسرح فى الجامعة فانه ذلك المسرح الذى يعنى كل النشاطات المسرحية المتداولة فى كافة المراحل الجامعية ( التعليم العالى ـ الدراسات العليا )، لا يعنى المسرح الجامعى اقتصاره على الهموم الطلابية العنصرية الإقليمية فقط ، ولكن يعنى أن أصحابه “ شباب علم ومعرفة “ حيث يعرض فيه وجهات نظرهم فى كل ما يحيط به ، تابع نبيل : فالجامعة ليست مؤسسة غريبة عن بقية مؤسسات المجتمع لذلك يجب عليها أن تحتك ببقية مؤسسات الدولة وتبادل ثقافتها بهم
وأوضح أن : فرق المسرح الجامعى تنقسم إلى قسمين ، فرق تعمل بصفة غير مستديمة فى الغالب لتقدم عرضها فى نهاية العام الدراسى ، وآخرى فرق مستديمه تتبع قسسم الإخراج فى الجامعات الفنية ،وتقدم الفرق عروضها فى معظم شهور العام الدراسى مستغلة المناهج الدراسيه فى التمثيل والإخراج لعرضها على الجمهور فى ظل دراسة أكاديمية
وأضاف أحمد نبيل : تكمن فلسفة المسرح الجامعى فى أنه يسمح بتشكيل نواة للبحث فى مجال المسرح من خلال الربط مبين الأفكار النظرية و المعرفة الأكاديمية وبين النشاطات الإبداعية الخلاقة ؛ كذلك فإن تنوع الخلفيات الثقافية للعاملين فيه ومعرفتهم بالآدب والفنون يسمح بتحقيق عروض فنية جيدة ، حيث تتمثل ماهية المسرح الجامعى فى قدرته على ملامسة القضايا الحية ،وإدراكه الواعى بفن المسرح ودور الحركة الإنسانية الجمالية داخله ، وخلق جيل من الشباب القادرين على حمل لواء التنوير ،ليرجع هذا لتعرضه إلى شريحه كبيرة وهامه من جمهور الشباب المثقف المتعلم ؛ الذى يتسم بخصائص ديموغرافية تكاد تتشابه وخاصة ً فى المرحلة العمرية والثقافية والدراسيه بالأضافه إلى ما تتسم به نهذه المرحلة ،
وأوضح أحمد نبيل أن أهداف المسرح الجامعى تتمثل فى تحقيق عدة غايات وأهداف اهمها “ التربية السياسية للشباب الجامعى “ حيث يلعب المسرح الجامعى دوراً بالغاً الأهمية فى إنماء التربية السياسية للشباب الجامعى ،حيث يسهم فى تنمية وعيهم بالقضايا السياسية المختلفة وخاصة تلك الذى تهتم بالرأى العام ؛وذلك من خلال العلاقة وطيدة الصلة بينه وبين جمهوره ، فالعلاقة بين العرض المسرحى والسياسة علاقة تاريخية وثيقة الصلة بشكل قوى كما أشارت “ ديانا تايلور “ عن دور المسرح فى أمريكا اللاتينية والذى امتد إلى ما بعد التمثيل الرمزى على مقدمة المسرح ،حيث لعب المسرح دوراً نشيطاً فى تأكيد المعارضة السياسية وتأكيد الجانب الروحى والهوية الشخصية ومقاومة هيمنة السلطة ، وقال د. بشار عليوى ورقتة البحثية التى تحت عنوان ( ماهية المسرح الجامعى )  أن للمسرح الجامعى مفاهيم عدة ؛ تكمن فى أهمية الممارسة المسرحية داخل فضاء الجامعة ، من كونها تُحقق الأهداف التربوية المرجوة لأن هذه الأهداف يتم تحقيقها عبر الوظيفة الأساسية للمسرح الجامعى وهى : يعمل المسرح الجامعى على إثراء العملية التعليمية من خلال مشاركة الطلاب وتفاتعلهم مع العروض المسرحية عقلياً وعاطفياً ، يُنمى المسرح الجامعى لدى الطلبة المشاعر الاخلاقية تجاة الأنسانية ، يساعد المسرح الجامعى فى الإعداد الثقافى والعلمى للطلاب ليستطيعوا مواجهة الواقع والتأقلم معه فهو وسيلة لتجميع الاحداث حيث إن التمثيل المسرحى مرتبط بالحياة ،تؤكد رسالة المسرح الجامعى على أن الفنون وخاصةً فن المسرح قد أصبح يحتل جزءاً حيوياً من حياة الطلاب ؛كما أضاف عليوى :أن يعمل المسرح الجامعى على غرس التقاليد واالعادات الحاضرة وتطور الاحكام الأخلاق، وتحصين الطالب الجامعى ويحميهمن الوقوع فى تبنى الفكر الإرهابى بشتى أنواعه وأشكاله ، وأيضاً خلق وبناء جيل ذا توجه إيجابى بغية خدمة المجتمع ككل ؛ لذا فاليتولد لدينا بعض الأسئلة عن وضع تعريفاً جامع مانع للمسرح المجامعى ؛ ما المقصود بالمسرح الجامعى ؟ وهل هو المسر ح فى الجامعة ؟ هل هو كل ما يقدم من أنشطة مسرحية جامعية داخل الفضاء الجامعى ؟ أم هو يشمل تلك الأنشطة التى تقدم داخل وخارج هذا الفضاء مع المحافظة على أنساقة المفاهيمية ؟ هل هو مسرح الشباب الجامعى ؟ أم مسرح شبابى ؟ أم هواة  ؟ ومضيفاً عليوى : من الخطأ ربط المسرح التعليمى بالعروض المسرحية المرتبطة بالمواد الدراسية فقط ؛ لذا فإن المسرح التعليمى من الناحية المفاهيمية يمكن تحديده فى أهم مجالين “ التربية المسرحية “ هى مجال أنشطة المسرح التعليمى داخل المؤسسات التعليمية ن والذى يهدف إلى تعليمى وتدريب التلاميذ على تقنيات وحرفية فن المسرحة ،” مسرحة المناهج “ مجال أنشطة المسرح التعليمى داخل المؤسسات التعليمية ،والذى يهتم بالإعداد الدرامى لجزء أو كل من مقرر ما يقصد تقديمه فى إطار من المتعة الفنية لتسهيل الفهم والشرح وتوضيح الجانب المعرفى به .
وأضاف عليوى : دعنا نقول أن المسرح التعليمى ينقسم إلى مسرح الطفل ـ مسرح المدرسى ـ مسرح الجامعى ، لقد دأب الدارسون والباحثون والمهتمون بالمسرح التعليمى على فصل المسرح الجامعى الذى يُقدم داخل فضاء الجامعة نعن المسرح المدرسى الذى يقدم داخل فضاء المدرسه سواء الأبتدائية أو الأعدادية أو الثانوية متجاوزين الأرتباط الوثيقى بين كليهما ؛وهذا ما أكدته وقائع التجربة المُعاشة فضلاً عن المعطيات التى أفرزها تطور المسرح الجامعى منوط بتطور المسرح المدرسى بوصقه الأساس ؛ فتتضمن تلك المعطيات فى أن معظم الطلاب الجامعين االمتفوقون فى المسرح الجامعى لهم جذور تفوق فى المسرح المدرسى ،أن مُمارسة اى نشاط مسرحى داخل الجامعة ن يعنى التحام قطبين مع بعضهم المسرح والجامعة بوصفها فضاء التعليم العالى ؛ لذا يجب الاخذ بالإعتبار حقيقة هذه الثنائية المتجاورة حينما يرد توصيف المسرح ؛ توصيفاً علمياً يفرزه عن باقى المفاهيم .
وعقبت د. رانيا فتح لله :أرى أن كلتا  الورقتين البحثيتين مكملتين لبعضهما ، وإنهما تضمنا أفكاراً رائعة ووصفاً جيدأ لواقع المسرح الجامعى والمسرح التعليمى سواء فى مراحله المختلفة ، وأيضاً نقول لماذا لا يطبق نظام الساعات المحددة التى تطبقه الجامعة الأمريكية ن فهذا النظام هام جداً لتنمية شخصاً سوياً خالياً من أى توترات نفسية ، ليس  هذا النظام مطبق على الأقسام الفنيه فقط ؛ بل يدرسه كل الكليات الطب والهندسة والآداب وكافة الكليات العلميه ، وهذا النظام يجعل الطلاب يدرسون الرسم الموسيقى المسرح الغناء وغيرها .

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *