فرقة “خليج عـدن” تتألق في مسرحية “كرت أحمر” وتتفوق جماهيرياً

 

نجحت فرقة “خليج عـدن للفنون المسرحية” من إحراز صدارة التفوق والتميز من بين الفرق المسرحية اليمنية، بتواصل أعمالها الإبداعية التي أعادت للمسرح العدني زخمه وانتعاشه بعد فترة سبات رافقه منذ قيام الوحدة اليمنية، حيث قدمت الفرقة مؤخراً أروع عروضها المسرحية في “كرت أحمر” ونقلت ضمن فقراتها رسائل غاية التأثير والجدية في محاكاة الضمير والوجدان الإنساني بتطرقها إلى قضايا إنسانية واجتماعية مستوحاة من واقع المجتمع اليمني.

 

 

 


المسرحية جرى تصويرها تلفزيونياً على خشبة قاعة “فلسطين” الخميس الماضي، تمهيداً لعرضها على الفضائيات المحلية خلال الأيام المقبلة، وتناولت فيها عدة مواضيع وقضايا غاية الأهمية، أبرزها إشكالية التعليم في بلادنا بدءاً من الإعدادية والثانوية وانتهاءً بالجامعة، وسلبية المعلمين في مكافحة ظاهرة الغش وما يعكسه من أثر سلبياً على العملية التعليمية ومستقبل الأجيال، بالإضافة إلى تناول قضية المرأة المضطهدة وما يحدث لها من أوضاع مؤلمة خلف أسوار المنزل في ظل سطوة المجتمع الذكوري، ومناقشة حالات الانفلات الأمني وظاهرة حمل السلاح وإطلاق الرصاص، وقضية تعاطي وانتشار المخدرات والحبوب بين شرائح الشباب، وأوضاع البطالة والضياع الذي قد يدفع ببعض الشباب إلى الانحراف أو ربما الانتحار.

ومن النماذج الإنسانية المؤثرة التي نقلتها المسرحية، مسألة حقوق الوالدين وعقوق الأبناء، حيث جرى استعراض مشهداً مؤثراً عن شاباً هجر والديه المسنين ليعود إليهما وقد احتوهما قبراً من القهر والاحتراق شوقاً إليه، إلى جانب إبراز عرضاُ مختزلاً لقضية تعد من أهم القضايا التي يعاني منها المجتمع اليمني وهي ـ قضية أطفال الشوارع ـ وتبرز المسرحية مشهداً ذات دلالة مدته دقيقة واحدة عن صورة طفل تم تجريده من لعبته وحقيبته المدرسية والزج به للتسول كبائعاً في قارعة الطرقات، بالإضافة إلى استعراض قضية (الثأر) وما يسببه من تفاقم مشاعر البغضاء والضغينة بين أبناء الأم والأرض الواحدة.

كما جرى استعراض وبأسلوب نقدي هادف نماذج من الفساد القضائي والإداري، منها إشكالية القضايا العالقة في دهاليز المحاكم منذ سنوات طويلة، والروتين المعقد في البث بين خصومات المواطنين، ومشكلة غياب القضاة عن تأدية وظائفهم، بالإضافة إلى وضع مقارنة بين واقع المستشفيات العامة والخاصة، وسلبية بعض الأطباء والممرضين واستهتارهم بأرواح الناس، واختزلت المقارنة في مشهدين، الأول: تناول الأوضاع المتدهورة التي تشهدها المستشفيات الحكومية وافتقارها للإمكانات اللازمة، واستغلال المشافى الخاصة حاجة المرضى للعلاج من خلال تكاليف الفحوصات (الباهظة) وعدم توضيح نوعية الأمراض التي يعاني منها المريض بغية الكسب المادي، إلى جانب توضيح نموذج عن استغلال الموظف الحكومي لوظيفته بغية الكسب غير المشروع، من خلال تجسيد شخصية رجل مرور يستغل مهنته في ترقب المركبات المخالفة ومساومتها بالرشاوي، في صورة تكشف حقيقة غياب دولة النظام والقانون، وتقديم لقطات عن الانتخابات والوعود السرابية التي يقدمها المرشحين لأبناء دائرتهم، وتناول مشكلة التدخلات الأجنبية في شؤون السياسة اليمنية، وقضية حقوق المرأة في العمل السياسي، وقضايا أخرى كقضية الكهرباء والمياه والنظافة والبيئة.

المسرحية تأليف وإخراج المبدع “عمرو جمال” وتمثيل: رائد طه، عدنان الخضر، فاطمة عبدالقوي، قاسم رشاد، سالي حماده، عيدروس عبدون، هديل عبدالحكيم، نجيب طاهر، عمرو باسم.


وفي تصريح صحفي قال “فهد شريح” المدير التنفيذي لفرقة “خليج عـدن”، ان  مسرحية “كرت أحمر” تعد تجربة جديدة خاضتها فرقة “خليج عـدن” حيث أنها اعتمدت في أسلوب تقديم فقراتها على نظام اللوحات وهي عبارة عن “اسكتشات” لا تتجاوز مدة عرض المشهد الواحد الربع ساعة، وكل مشهد له حكاياته وشخصياته التي تقوم باستعراض قضية محددة أو ظاهرة سلبية يعاني منها المجتمع العدني بوجه خاص واليمني بشكل عام، وفي نهاية كل مشهد يقتحم مجموعة شباب يرتدون ملابس حكم المباراة ويقومون برفع (الكرت الأحمر) كإيحاء بأن هذه الظاهرة يجب أن تطرد من المجتمع بشكل نهائي.

مضيفاً: أن المسرحية تضمنت 11 مشهداً متنوعاً بين مشاهد كوميدية شعبية، ومشاهد درامية جادة أقرب للتجريب، كلها نوهت إلى قضايا هامة منها: تدهور مستوى التعليم، العنف ضد المرأة، ظاهرة حمل السلاح، قطع صلة الرحم، تدهور الخدمات الصحية، الثأر، فساد شرطة المرور، الإدمان، فساد القضاء، عمالة الأطفال، الكذب في البرامج الانتخابية، مؤكداً: أن المسرحية كسبت الرهان بتحقيقها لأعلى نسبة مشاهدة، وحظيت بتفاعل كبير من قبل الجمهور الحاضر.

يذكر أن المسرحية عرضت بجهود الطاقم الفني والإداري لفرقة “خليج عـدن” الذي بذل أعضاءها جهوداً ذاتية في إنجاح العمل، دون حصولهم على التقدير المادي أو المعنوي المستحق.

http://aden-online.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *