المسرح الإماراتي صانع فرجة ودعمه المادي محدود

الحراك المسرحي من أهم الفنون والأنشطة الثقافية في الإمارات، وكغيره يتطلب جهدا ومساعي كبيرة في سبيل بقائه في الصدارة، حول ذلك التقينا بمسرحيين حدثونا عن المسرح وهموم الخشبة وآليات العمل، حيث أكد بعضهم أن المسرح الإماراتي يفتقر إلى الدعم المادي الذي يؤثر على إنتاجية الفرق المسرحية،

 

 

وأسلوب عرضها لمسرحياتها، حيث تؤثر على الإمكانيات الإخراجية والمؤثرات التقنية من صوت وإضاءة وديكور، بالإضافة إلى ندرة التأليف المسرحي المحلي، وعدم وجود مسارح ومقار دائمة لأغلب الفرق المسرحية، وغياب الجمهور لقلة المواضيع التي تجذبهم، وانحصار المشاركات الخارجية والمحلية على فئة معينة من المسرحيين في الإمارات.

دعم أكبر

الممثل والمؤلف والمخرج المسرحي عمر غباش يرى أن أهم ما ينقص المسرح الإماراتي هو الدعم المادي، فهو دعم محدود يؤثر سلباً على الفرق المسرحية ونشاطها، حيث تحتاج الفرق المسرحية إلى دعم مادي أكبر يؤهلها إلى تقديم مسرحياتها وإخراجها بصورة أفضل للجمهور بالإضافة إلى المصاريف الأخرى المرتبطة بعرض المسرحية، وأجور الموظفين، ولا يتقاضى الممثل المسرحي من عمله سوى مكافأة تكون نظير مشاركته في المسرحية، وليس له راتب شهري يحفزه على العطاء.

إمكانيات

واتفق الممثل والمسرحي عبدالله بوعابد مع عمر غباش في هذا الطرح حيث ذكر أن جمعية المسرحيين هي من جمعيات النفع العام التي يجب على المؤسسات الحكومية دعمها، لكن ما يحصل على أرض الواقع مخالف لتلك الرؤية، إذ تدفع هذه الجمعيات مبالغ كبيرة للمسارح مقابل عرض مسرحياتها؛ مما يزيد العبء على الفرق المسرحية، إذ لا تغطي إيرادات العروض المسرحية المصاريف المطلوبة؛ ومن هذا المنطلق يناشد الممثل الإماراتي عبدالله بوعابد الجهات الثقافية بتخفيض أجور مسارحها بما يتلاءم مع إمكانيات المسرحيين، وأشاد بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة؛ لأنها الوحيدة التي تقدم مسارحها للفرق المسرحية بالمجان، كما أشار إلى قلة المسارح في بعض مدن الدولة، ففي مدينة العين لا يوجد سوى مسرح واحد.

مسارح وطنية

وأوضح المؤلف المسرحي عمر غباش أن عدم وجود مسارح ومقار دائمة للفرق المسرحية في الدولة يهدد النشاط المسرحي، حيث يضطر المسرحيون إلى استئجار المسارح من المراكز الثقافية لعرض أعمالها، وتعاني معظم الفرق المسرحية المحلية من هذه المعضلة، ومن هذه الفرق فرقة مسرح العين، التي ليس لديها مقر، وفرقة مسرح أبوظبي، وفرقة مسرح بني ياس لها مقر في نادي بني ياس الرياضي، بينما فرقة مسرح أم القيوين استأجرت فيلا منذ عدة سنوات كمقر لها، إلا أن ارتفاع سعر الإيجار يهددها بالطرد، ومن الفرق المسرحية القليلة التي لها مقر دائم فرقة مسرح الفجيرة، وفرقة مسرح الشارقة ومقرها في المنطقة التراثية بالشارقة.

غياب الجمهور

بينما ذهب المؤلف والمخرج المسرحي والاعلامي جمال مطر إلى أن أهم إشكاليات المسرح الإماراتي هو غياب الجمهور، الذي يتحمله المسرحي بالدرجة الأولى، لأن غالبية المسرحيات هي نخبوية، ويكون الغرض منها المشاركة في المسابقات والمهرجانات ونيل الجوائز، وليس لدى المؤلف المسرحي هاجس حقيقي لتناول القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تمس هموم الناس وتعكس واقع المجتمع.

التأليف المسرحي

واعتبر كل من عبدالله بوعابد وجمال مطر أن ندرة التأليف المسرحي من القضايا الأساسية التي تعيق تطور المسار المسرحي محلياً، فقد أضاف المسرحي جمال مطر أن بعض المسرحيين الإماراتيين ينقصهم التحصيل الأكاديمي الذي يؤهلهم إلى تقديم أعمال مسرحية ترتقي بالذائقة الفنية للمتلقي، وأوضح الممثل عبدالله بوعابد أن المؤلفين الإماراتيين في المجال المسرحي قلة، سواء في مسرح الطفل أو مسرح الكبار.

 

المصدر:

  • دبي ـ سارة محمد
  • http://www.albayan.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *