من يعيد الفرق المسرحية الخاصة إلى أحضان مهرجان الكويت؟

تنطلق في العاشر من الشهر المقبل الدورة الثالثة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي وسط غياب تام للفرق المسرحية الخاصة، وذلك من دون أسباب منطقية تفيد بأن هذه الفرق ليست مستعدة أو أنها علمت بموعد إجراء القرعة ولم تتقدم بنصوصها للمشاركة.


بعيداً عن الخوض في النوايا وأن إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لن تستطيع دعوة كل الشركات الفنية، لكن أليس من البدهي أن تقيم إدارة المسرح مؤتمراً صحافياً أو تعلن عبر الصحف عن آحر موعد للمشاركة في المهرجان، بدلاً من الاكتفاء بالفرق الأهلية ومسرح الجامعة وفرقة الشباب وفرقة المعهد العالي للفنون المسرحية وإجراء قرعة المهرجان بهذه السرية.
بعض الفرق الأهلية لم تكن مرتاحة وغير مقتنعة بمشاركة الفرق الخاصة في هذا المهرجان اعتقاداً منها أن هذا المهرجان قد أقيم لها فقط دون غيرها، ولأن الفرق الخاصة هي الأكثر جهوزية والأكثر تأهيلاً وتنظيماً وتدريباً ومواكبة للمهرجان والدليل هو حصولها على العديد من الجوائز منذ الدورة الأولى حين حصدت مسرحية «طاح الجمل» التي شارك بها مسرح الجزيرة على سبع جوائز، وفي الدورة قبل الأخيرة حصدت فرقة «الجيل الواعي» جائزة أفضل عرض متكامل من خلال مسرحية «ماكبث»، في الوقت التي تشارك فيه بعض الفرق الأهلية بعروض مسرحية ضعيفة الإنتاج سطحية خالية من الفكر الفني.
يبقى السؤال إذا كانت إدارة المسرح لديها الرغبة في ألا يزيد عدد الفرق المشاركة على 7 فرق، فكان عليها اختيار سبعة عروض متميّزة بعد أن تتيح للجميع المنافسة، كما أن تجاهل الفرق الخاصة بهذه الطريقة ليس في صالح المهرجان.
القضية باختصار تحتاج إلى نوع من المصارحة بعيداً عن اختلاق أسباب وأعذار تمنع مشاركة هذا القطاع المسرحي الذي سيفيد المهرجان أكثر مما يستفيد هو، نحتاج أن نؤمن جميعاً أن الكيان المسرحي لا يتجزأ إذا ما وضع في الاعتبار أن المهرجان للفرق الأهلية والنوعية والخاصة كما تنص اللائحة، أي أن غياب أي قطاع يعني أن هناك انتقاصاً من مستوى المهرجان، إلى جانب أن معظم الفرق الخاصة من الشباب المتدفق بالحماسة والذي يصرف على المسرح من جيبه الخاص، كما أن المتابع للساحة المسرحية سواء في المهرجانات أو حتى في المسرح الجماهيري يجد أن الشباب تحديداً لهم الغلبة وهم من يقدمون أعمالاً مسرحية جيدة، وأن مشاركة هذه الفرق في المهرجان تعد إضافة مهمة، لاسيما أن هذا المهرجان تحديداً يشارك فيه العديد من الفنانين والنقاد من أنحاء العالم العربي، ويعد واجهة فنية وثقافية وحضارية مهمة للكويت وجميل أن تشارك فيه كل العناصر.
لن نخوض في تقييم الفرق المشاركة ولن نحمّل الفرق الأهلية مسؤولية إقصاء القطاع الخاص من مهرجان الكويت المسرحي ولن نتهم إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون بتجاهل هذه الفرق وعدم دعوتها لأنها وجهت لها الدعوة للمشاركة في الدورات السابقة، لكننا نطالب بإعادة النظر في مشاركة كل قطاعات المسرح في هذا العرس المسرحي لأنه مهرجان الكويت المسرحي ونعتبره مهرجان لمّ الشمل، خصوصاً أن له قواعد في المشاركة سواء في تحديد الفئة العمرية وغيرها، لكن هذا المهرجان المسرحي للجميع، ويفترض أن تشارك فيه كل الفرق بعيداً عن أي حساسية أو إقصاء، لأن هذا هو دور إدارة المسرح ودور مديرة إدارة المسرح كاملة العياد، وأعتقد أن هذه رغبات الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة المتحمس للشباب والفرق المسرحية بكل قطاعاتها.

 

كتب مفرح حجاب

http://www.alraimedia.com/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *