المسرح الفلسطيني يبهر الجمهور بـ”الذبيحة”

 

 

 

استمتع جمهور مسرح بجاية، في اليوم الثاني من المهرجان الدولي للمسرح، بنسختين من موضوع عن “الجثة المطوقة” المقتبس من مؤلف كاتب ياسين في سهرة نوفمبرية، حيث كانت البداية مع المخرج الفرانكو جزائري، فريد أوكالة، الذي قدم نسخته للجثة المطوقة بالاعتماد على ديكور خاص وثلاثة ممثلين. أما النسخة الثانية، فقد أعدها المخرج جمال عبدلي من مسرح بجاية، بالاعتماد على ممثلين محليين وديكور آخر، وهو ما جعل الجمهور يتساءل عن دواعي الاختلاف بين المخرجين.
وحسب فريد أوكالة، فإن الرواية التي ألفها كاتب ياسين بعد حوادث 8 ماي 1945 تقدم للنقاد والمخرجين حقلا واسعا من البحث وبإمكان المخرجين إنجاز أكثر من عرض مسرحي واحد حول الرواية. وحظي المسرح الفلسطيني، في السهرة نفسها، بتكريم خاص من قبل المهرجان الدولي، من خلال عرض فيلم “الذبيحة” للمخرج الفلسطيني أحمد جابر، حيث وقف الجمهور مصفقا مطولا، بعد أن كشف الممثلون، من خلال مشاهد العرض المسرحي، عن حقيقة معاناة الشعب الفلسطيني. ويبقى العرض الأكثر تأثيرا هو ما قدمه المسرحيون من دولة البنين، الذين ذرفوا الدمع على المباشر، وهو ما جعل الحضور من النساء يذرفن الدمع مع الممثل الرئيسي الذي عالج موضوعا اجتماعيا في غاية الحساسية المتاجرة بالأطفال بسبب الفقر. أما العرض الأكثر إثارة فهو الذي قدمته المخرجة والممثلة اللبنانية سوسن بعنوان “أليس” الذي جسدته مونودراميا على الركح بامتياز، ووظفت بشكل جميل مفردات العمل المسرحي بتقنيات مبتكرة، حيث إن الممثلة اشتغلت بتميز على حركة الجسد وعلى توظيف السينوغرافيا واستثمار تفاصيلها بطريقة إبداعية، وكان لافتا تعاملها المبدع مع الإضاءة التي أكملت العمل في كل مفرداته الجمالية. 
وتعتبر مسرحية “أليس” مونودراميا أقرب إلى المسرح “العبثي” الذي يعتمد بالدرجة الأولى على التشكيلات الجميلة، تتجلى في الإضاءة والتعامل الخاص مع الإكسسوارات، بالإضافة إلى أداء جسدي يعبر عن ألم داخلي وتحولات الممثلة بحياتها اليومية منذ الطفولة وحتى الكبر، حيث تحضر والدتها وجدتها عبر صورهما. وفي نهاية العرض، تصادمت المخرجة مع جزء كبير من الجمهور الذي طالبها بتفسير بعض الحركات، وهو ما رفضته مدّعية أن في الأمر مسألة شخصية.

 

بجاية: ع. رضوان

http://www.elkhabar.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *