فردوس عبد الحميد: ما أحلى الرجوع إلى المسرح!

 

 

 

كيف تقيمين مشاركتك في {زيارة السيدة العجوز}.

أعود من خلالها إلى المسرح بعد غياب أكثر من 20 عاماً، لذا سعادتي كبيرة، وأتمنى أن تكون فاتحة خير على المسرح المصري عموماً، وخشبة المسرح القومي خصوصاً الذي يعود إلى فتح أبوابه بعد توقف.

لماذا المسرح القومي بالذات؟

لي تاريخ طويل على خشبته وأحتفظ بذكريات جميلة ستظل محفورة في ذاكرتي ووجداني، لذا سعادتي كبيرة لمشاركتي في هذه التجربة، وحسب رأي نجاة الصغيرة {ما أحلى الرجوع إليه}.

لكن المسرح، عموماً، يعاني تعثراً، فلماذا قبلت العودة؟

تحدث المخرج محمد رجب معي عن المسرحية ورغبته في إعادة تقديمها برؤية معاصرة، فوافقت من دون تردد لشوقي للوقوف على خشبة المسرح بعد غياب أكثر من 20 عاماً، كما أشرت سلفاً، يضاف إلى ذلك استقرار الأوضاع الأمنية، وعودة الجمهور لمتابعة الأنشطة الفنية، كلها أسباب شجعتني على العودة إلى بيتي الذي غبت عنه طويلا.

هل توقعتِ أن يعود الجمهور إلى المسرح في الفترة الحالية؟
جمهور المسرح موجود بالفعل، لكنه ينتظر تقديم أعمال جديدة كي يقبل على مشاهدتها، برأيي أمام المسرح فرصة لاستعادة عصره الذهبي في ظل وجود أعمال يمكن تقديمها على المسرح، سواء مصرية خالصة أو مأخوذة من مسرحيات عالمية، فضلا عن اهتمام إدارة المسارح التابعة للدولة بتقديم مسرحيات جديدة باستمرار، واستقطاب النجوم للمشاركة فيها. كل هذه الأمور ستحفّز الشباب لمشاهدة العروض المسرحية.

قُدمت المسرحية أكثر من مرة، فما الجديد الذي تحمله؟

ثمة تعديلات جذرية في مضمون الأحداث، ليكون النص أكثر قرباً من الواقع المصري الحالي، فضلا عن اختصار الأحداث القديمة التي لم تعد صالحة في الفترة الحالية وتقديمها بصورة معاصرة، فمن يشاهد المسرحية في شكلها الجديد سيقتنع بأنها تتحدث عن الواقع اليوم، يضاف إلى ذلك أن الرسالة التي يطرحها النص صالحة لكل العصور.

ما أبرز محاور المسرحية؟

تدور الأحداث حول فتاة تغرم بشاب في البلدة التي يعيشان فيها، لكن أهل القرية يرفضون ارتباطها بحبيبها ويطردونها من القرية، إلا أنها تعود بعدما تصبح ثرية بفعل زواجها من أحد الأغنياء، وتقرر الانتقام من حبيبها بالسلاح نفسه الذي طردت به، وهو الاستعانة بأهالي القرية، الذين تغيرت نظرتهم لها بعدما أصبحت غنية، فتعدهم بتنفيذ مشاريع لصالحهم مقابل تنفيذ طلباتها.

ماذا عن فريق العمل؟

يشارك في المسرحية نبيل الحلفاوي، عبدالرحمن أبو زهرة ومجموعة من الفنانين الشباب.

لماذا قررت العودة من خلال هذا النص تحديداً؟

لأنه صالح لكل العصور، ثم لطالما رغبت في تقديم {زيارة السيدة العجوز} بالتحديد على المسرح، لذا لم أتردد في الموافقة عليه، لا سيما أنه يتطرق إلى فكرة تحكم المال في توجيه مصائر الأشخاص، وهي أشبه بنظرية الغاب التي أصبحت تحكم العالم، فالدول الكبرى تتعامل مع الدول النامية بنفس ما فعلت السيدة العجوز مع أهالي قريتها، لذا تحمل المسرحية فكراً للأجيال الجديدة التي لم تشاهدها من قبل.

ابتعدت عن الدراما التلفزيونية، لماذا؟

لم أبتعد لكن الأعمال التي يتم تقديمها في الفترة الحالية لا تناسبني لعدم احتوائها على مضمون هادف، وهو ما اعتدته في أعمالي كافة، فضلا عن اتباع أسلوب المط والتطويل في الأعمال الدرامية الذي يشترط تقديم الأحداث في 30 حلقة، للأسف توقف الإنتاج الحكومي الذي كان يقدم أعمالا هادفة.
لكن القطاع الخاص يتضمن مسلسلات جيدة.

لا أقبل بتقديم شخصيات سلبية في المجتمع باعتبارها نماذج جيدة، فكيف نسمح مثلا بتقديم شخصية تاجرة مخدرات تقوم بفعل الخير وتساعد الفتيات في حل مشاكلهن بالأموال، لا أوافق على هذه النوعية من الأعمال، وأرفض المشاركة في الأعمال التي تحتوي ألفاظاً خارجة.

لكن ثمة أعمالا حققت نجاحاً مع الجمهور.

مشكلتي مع المسلسلات التي يقدمها القطاع الخاص أنها تهدف إلى الربح من خلال التسويق والإعلانات، بغض النظر عن المضمون، خلافاً للدراما التي تنتجها الدولة، عبر مدينة الإنتاج الإعلامي أو قطاع الإنتاج، لكن للأسف توقفا كلاهما بشكل كامل رغم أهمية الدراما في تشكيل وعي الشباب وعقولهم.

والسينما؟

أصبحت تعتمد على الإيرادات فحسب، وهي المعيار الوحيد المتحكّم بها منذ سنوات، فضلاً عن تراجع وزارة الثقافة عن دورها في تقديم أعمال سينمائية جيدة تناقش قضايا تاريخية واجتماعية، على غرار فيلم {ناصر 56}، ما جعل منتجي القطاع الخاص يتحكمون في سوق صناعة السينما عبر تقديم ما يرون أنه سيحقق لهم عائداً مالياً.

 

هيثم عسران

http://www.aljarida.com/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *