«الصندوق» ترصد ملامح الصراع بين الخير والشر

في ثالث أيام الدورة التاسعة لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل تواصلت العروض المسرحية للفرق المشاركة، على خشبة مسرح قصر الثقافة بالشارقة، فقد شاركت جمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح، فرقة المسرح الحديث بالشارقة، في عرض مسرحية

الأطفال “الصندوق” من تأليف وإخراج المسرحي المعروف محمود أبو العباس، بينما تضمنت قائمة الممثلين المشاركين في العرض، يوسف الكعبي في دور (الحطاب)، وشمسة في دور الفتاة (حياة)، وباسل التميمي (الأمير)، سلوى الأمير(الأم)،وذيب داوود (مرمر)، خالد الحمادي وحميد عبدالله (الحرّاس)، وخالد روسي، وسلمان راشد (التجار)، ويوسف آل علي (الحداد)، علي التركي ومحمد التركي (الأطفال) والمبدع الواعد خلفان المازم في دور الدمية.

وضم الطاقم الفني للعرض عماد جعفر في تصميم الديكور، ومحمد جمال في الإضاءة، موشجان في الماكياج، باسل الهاشمي التلحين وتوزيع الموسيقى، يوسف آل علي إدارة الخشبة، أحمد بيومي، وراشد الحمادي إدارة إنتاج، وذيب داوود مساعد المخرج، ومرعي الحليان الإنتاج، والإشراف العام إبراهيم سالم.

عرض مميز

حيث قدمت الفرقة نصاً مسرحياً مميزاً بإجماع النقاد والأكاديميين، الذين شهدوا العرض الذي تناول موضوع الصراع بين القوة والعقل، وقضية الفقر والغنى، والفروق الطبقية في المحيط الاجتماعي، ودور البطانة في التأثير في القرارات التي تصدر من السلطة.

قصة الصندوق

تبدأ المسرحية بمشهد في السوق، يشكو فيه التجار من ضيق ذات اليد من قرارات (الأمير)، الذي يقوم بطرح ألغاز على التجار بتدبير من (رمرم)، الذي يمثل البطانة السيئة، ويعجز التجار على حلها، ويقرر الأمير إغلاق الأسواق لمدة ثلاثة أيام، ما يؤثر في حياتهم وأوضاعهم المعيشية، وبعد انقضاء المدة، يعود بلغزٍ آخر، ويتم إغلاق الأسواق مرة أخرى، وتستمر الأحداث إلى أن يظهر (الحطاب)، الذي يستمع إلى اللغز الجديد ويرجع إلى بيته ويخبر ابنته الذكية (حياة) باللغز، وتقوم بالإجابة عنه ويتجه بعدها الحطاب إلى القصر.

قاصداً الأمير للإجابة عن اللغز، ويصطدم عند القصر برمرم، الذي يسعى جاهداً إلى منعه من مقابلة الأمير، ليجده في النهاية وهو خارجٌ من قصره، مخبراً إياه بالحل، وتدور الأحداث وتحت وطأه التعذيب والتهديد، يفصح الحطاب عن ابنته حياة، ويقرر الأمير إحضارها إلى قصره وبرفقتها والدتها دائمة الشكوى من الحياة البسيطة، التي تعيشها مع زوجها، وتساعد حياة الأمير على حل المشكلات ومظالم الناس المرفوعة إليه، حيث تدور الأحداث وسط صراع بين الخير والشر، ويصل الأمر إلى محاولة اغتيال الأمير بدس السم في طعامه.

ويقع فيها مخطط العملية رمرم، وتقوم حياة بإنقاذ الأمير، وتضعه في الصندوق بمساعدة والدتها، وتحضره إلى بيتها، ويتفاجأ عندما يجد نفسه في بيت الحطاب، وتخبره حياة بالمؤامرة المدبرة ضده، ويقرر الأمير بعدها، أن يعيش مع أسرة الحطاب.

ندوة تطبيقية

أقيمت ندوة تطبيقية، ضمت متخصصين في النقد المسرحي وأكاديميين ومسرحيين، تناولوا فيها تجربة محمود أبو العباس في عمله المسرحي الأخير، أدارها محمد ولد السالم، وقد أجمعوا على أن العمل جاء متكاملًا من حيث النص والأداء والإخراج، وأنه حمل العديد من السمات التي حققت له النجاح، ومكنته من تحقيق أهدافه.

عمل متكامل

وقال د. محمد يوسف عن محمود أبو العباس: “إنه يعتبر من القامات المسرحية العربية القديرة، وإن التركيبة الفنية للعمل جاءت متكاملة، وحملت رؤية فنية جميلة، ولكنني أضع هنا خطين كونها تجاوزت الطفل، وهي رغم جمالها وإبداعها في الجهد وبساطة الديكور ورشاقة الممثلين، الذين أوصلوا لنا الفكرة بكل حذافيرها، فإنه يصلح عرضه للكبار مثل مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وليس مهرجان مسرح الطفل”.

السهل الممتنع

وذكر الناقد يحيى الحاج أن العمل يستحق الإشادة حيث قال: “أشيد بالعمل الرائع والممتع، الذي قدمته عناصر شابه تعد بمستقبل زاهر”، كما وصف النص بالسهل الممتنع، الذي يتواءم مع الصغار ومع الكبار، بالرغم من ميول العمل تجاه الكبار أكثر، بحيث لو عرض في مهرجان مسرح الشباب لكان مناسباً أكثر.

شهادة

من جانب آخر، قال الفنان مرعي الحليان: “شهادتي في أبو العباس مجروحة، ولا يخفى على أحد أنه مؤلفٌ ومخرجٌ مبدع، يحمل في رصيده أعمالاً كثيرة، له أدواته الخاصة والعمل معه له مذاق آخر، بذل جهداً مشكوراً، وكشف عن طاقات مبدعة، حيث مرن هذه المجموعة على الأداء الذي له علاقة بالجسد، وذلك من خلال حركة الممثلين والأداء الجسدي واللعب الطفولي، لا سيما أن العمل حقق الفرجة للمشاهد الصغير والكبير معاً”.

كما تحدث كل من باسم داوود ومجدي محفوظ وباسمة أبو شعبان، حول تجربة أبو العباس.

كائن مبدع

تعليقاً على المداخلات، التي تخللتها الندوة التطبيقية، ذكر المسرحي محمود أبو العباس أن الطفل إنسان مبدع، ويجب الارتقاء للوصول إلى مستوى عقله، وليس كما يقوله البعض النزول إلى مستوى عقل الطفل، وما نجده من مشاركات في المحافل الدولية للطفل، يكشف عن مدى المستوى الراقي الذي وصل له الطفل، فهناك الكثير من الأعمال العالمية، مثل “بحيرة البجع”، و”حول العالم في 80 يوما”.

 

 

 

 

 

 

المصدر:

  • الشارقة- عبد القادر سالم

http://www.albayan.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *