عن كتاب عامر المرزوك..الوافي في المسرح العراقي

 

 

 

نادرة تلك الكُتب التي تسعى الى لملمة شتات المصادر المعنية بالتعرض نقدياً وبحثياً لحركة مسرحية راسخة كالمسرح العراقي ووضعها بين أيدى الباحثين والدراسين بكُل يُسر عبرَ بيبلوكرافيا جامعة لكُل ما كُتب عن هذا المسرح العتيد , مع التسليم بحقيقة أن العمل البيبلوكرافي لا يُمكن إتمامهُ إلا عبرَ مؤسسات كاملة العُدة والعدد وليس جهودا فردية خالصة مع ما يعترض هذا الجهد من صعوبات جَمة


لعل أبرزها هوَ عدم توفر المصادر الأصلية والتي ربما طواها النسيان والاندثار بمرور عقود من الزمن , فضلاً عن الحاجة الى توافر إمكانيات مالية مفتوحة لتغطية نفقات هذا الجهد العسير والذي لا يلج متاهاته إلا من تسلحَ بصبر ومُجالدة وهمة وثقافة موسوعية عالية ودراية ومواكبة لكُل ما يتعلق بالظاهرة قيد البحث والدراسة , لكن مُبدعنا الباحث المسرحي (د. عامر صباح المرزوك) , آلَ على نفسهِ تتمة ذات النهج والطريق الذي سلكهُ ذاكَ الذي أدمى عيوننا برحيلهِ المُبكر عنا أُستاذنا الراحل د. صباح نوري المرزوك , حينما أتحفنا بإصداره الجديد الموسوم (الوافي في مصادر دراسة المسرح العراقي) الصادر للتو عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد وبـ279 صفحة من الحجم الكبير. إذ يُمكن عد هذا المُنجز بمثابة معجم لمصادر دراسة المسرح العراقي , حيثُ يسعى هذا الكتاب الى ابراز دور النشاط المسرحي العراقي الذي كان ومازال يتطور مع التطورات التي تحدث في العالم العربي والعالم , ليبرز الوجه الثقافي المشرق للعراق الذي نشأت على ارضه العديد من الحضارات التي اثبتت ان الفرد العراقي يمتلك عقلية وآفاقاً رحبة مما جعلته ينفتح على العالم وما يسير في ركبه من تطور في الفنون والعلوم, وقد انعكس هذا الوعي المسرحي على الثقافة المسرحية وبدا العراقيون يكتبون ويؤلفون ذلك في كتب مستقلة او في المجلات والصحف الفصلية والشهرية والاسبوعية واليومية مع ظهور تباشير المسرح العربي ونشر المادة المسرحية في الصحف والمجلات المصرية واللبنانية والسورية , والكتاب يأتي ليوثق كل الروافد التي تصب في مجرى الحياة المسرحية في العراق من”كتب , رسائل , اطاريح , مقالات”لتكوّن مصادر دراسة المسرح العراقي وإدراج مادة جاهزة للناقد والباحث ليقوت زاده المعرفي منها وينطلق صوب البحث العلمي الصحيح , يقول المؤلف د. المرزوك عن كتابه (ان جمع المادة المسرحية التي تخص المسرح العراقي ليس بالأمر الهين فقد قضيت خمس سنوات في زيارة للمكتبات والتفتيش في بطون الفهارس وملاحقة أعداد المجلات لتسجيل المواد التي تخص المسرح العراقي , وقد افاد المؤلف من الكتب التي سبقت جهده هذا سواء أكانت موضوعاتها عامة ام متخصصة). تضمن الكتاب ذكراً للكتب التي تناولت المسرح العراقي بكاملها او قد تضمنت فصولها شيئا منه , وكذلك الرسائل والاطاريح التي ورد في عنوانها”المسرح العراقي”وتم استبعاد الرسائل والاطاريح التي كان المسرح العراقي قد شغل حيزا بسيطا منها , بالاضافة الى تضمين الكتاب جميع المجلات التي ذكرت المسرح العراقي وتم استبعاد المقالات التي وردت دون ذكر اسم كاتبها كما استبعدت الصحف والنشرات , فضلاً عن توضيح المواد المسرحية الواردة في الكتاب كالعروض المسرحية والمهرجانات , فيما تم الانفتاح على ذكر النتاج المسرحي الكردي والتركماني المكتوب باللغة العربية حصراً , اما المادة التي تضمنها الكتاب فقد توقف بنهاية عام 2010 , وختم المؤلف كتابه بجدول تضمن اسماء المجلات المسرحية التي وردت فيه مع الاشارة الى اماكن اصدارها. 
جديرٌ بالذكر أن، المؤلف من مواليد  مدينة الحلة /العراق سنة 1983 أتم دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس مدينة الحلة وتخرج سنة 2002م , حاصل على البكالوريوس فنون مسرحية من جامعة بابل 2006 وعلى الماجستير في الفنون المسرحية من الجامعة ذاتها 2011 عن رسالتهِ الموسومة (المرجعيات المعرفية في مسرحيات ناظم حكمت) , حاصل على شهادة الدكتوراة في تخصص”الدراما والنقد المسرحي”من المعهد العالي للفنون المسرحية التابع لأكاديمية الفنون في القاهرة بجمهورية مصر العربية عام 2014 عن اطروحتهِ الموسومة (تطور البنية الدرامية في مسرح يوسف العاني) وبمرتبة”الشرف الأولى”, وله اهتمام بالكتابة الفنية وعرض الكتب والنشاط المسرحي والتشكيلي في الصحف والمجلات والإنترنت. حصل على عدد من الجوائز والشهادات التقديرية صدر له من الكتب (الذخيرة المسرحية في الصحافة الحلية (دار الأرقم، الحلة 2007م) / دليل المخرجين المسرحيين في بابل (دار الأرقم، الحلة 2008م) / النشاط المسرحي الحلي في الصحافة العراقية ـ دراسة توثيقية تحليلية (دار الأرقم، الحلة 2009م) / قراءات في كتب مسرحية (دار الأرقم، الحلة 2009م) / المسرح في ترجمات العراقيين (المركز الثقافي، الحلة 2010م) / المسرح في ترجمات العراقيين (المركز الثقافي. الحلة 2010) / مسرح ناظم حكمت 2014 (الهيئة المصرية العامة للكتاب) وهو عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق واتحاد كتاب الإنترنت العرب بعمان وجمعية التشكيليين العراقيين ونقابة الفنانين العراقيين بالإضافة الى نقابة الصحفيين العراقيين , وهو تدريسي في كلية الفنون الجميلة في بابل , يشغل حالياً منصب مدير إعلام جامعة بابل.

 

بشار عليوي

http://www.almadasupplements.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *