«الرمق الأخير».. خطوة أولى

 

 

 

ضمن فعاليات مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته العاشرة، قدمت شركة كلاسيكال للإنتاج الفني مساء أمس الاول، على مسرح الدسمة، عرضا لمسرحية «الرمق الأخير»، أعدها عبدالعزيز التركي، عن نص «منزل النور» للكاتب الإيراني جوهر مراد، ويخوض التركي من خلالها تجربته الأولى في الإخراج المسرحي، وشارك في بطولتها مجموعة من العناصر الشابة، بينهم عبدالله الحسن، مشعل فرج الله، جراح مال الله، إلى جانب عدد من العناصر الواعدة.

 

شخصيات النص

اختزل المعد النص الأصلي، واعتمد في قراءته للأحداث على شخصية العميد الذي يعاني في آخر أيامه، إلى جانب شخصيتي الطبيب المنافق والملازم، وترك المعد الباب مفتوحا لتفسيرات الآخرين عن الهوية الحقيقية للعميد، هل هو دكتاتور أم انه رمز للسلطة الفاسدة، ام أنه شخص ما كانت لديه سلطة لكنه فقدها في لحظة ما؟

واعتقد أن التفسير الأقرب للشخصية هو الدكتاتور الذي يمارس تسلطه من مركزه كقائد للجيش وكحاكم مستبد.

وكان المعد واعيا في تقديم شخصية مختلفة عما ألفناه في العديد من الأعمال التي صورت الدكتاتور، فهو هنا عاجز بعد ان اصيب بشلل منعه من ممارسة صلاحياته.

 

فرصة الانتقام

في الطرف الآخر نجد الجوقة المنافقة التي تطبل للدكتاتور، متمثلة بالطبيب الذي أوهم العميد أنه سيشفى خلال أيام ليمنحه المزيد من القوة الزائفة.

اما شخصية الملازم فهو يمثل أفراد الشعب، الذي تعرض للظلم كثيرا وعانى من تسلط العميد، ويبدو ان هناك ثأرا بين العميد الذي كان يمارس تعسفه وظلمه، وبين الملازم الذي عانى الأمرين ويبحث عن فرصة للانتقام.

ويجد الملازم الفرصة سانحة امامه في اللحظات الأخيرة لينتقم من العميد.

 

تجربة أولى

غامر عبدالعزيز التركي، وهو طالب في قسم التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية، في خطوته اقتحام مجال الإخراج، لأن النص يعتمد على الحوارات الذهنية، ويحتاج إلى مخرج متمكن من أدواته، قادر على تفسير ما وراء الكلمة، لكن التركي اجتهد إلى حد ما، وحاول أن يقدم بعض الحلول الإخراجية التي تتناسب مع خبرته البسيطة، فاستخدم الصالة في المشهد الاستهلالي في ادخال نعش العميد، واستخدم عددا من العناصر الواعدة في ترديد بعض الحوارات لكسر حدة الملل.

ونجح المخرج في استخدام المارشات العسكرية في أكثر من مشهد، وهي خطوة أولى تؤكد أنه يبحث عن تطوير قدراته، لكنه يحتاج المزيد من الخبرة لتفسير النص الأصلي بعيدا عن السطحية والبساطة.

 

ولادة موهبة

يكشف العرض المسرحي عن موهبة فنية جديرة بالاحترام هو الممثل عبدالله الحسن، الذي أجاد كثيرا في أداء شخصية الدكتاتور المصاب، وتعايش مع الشخصية، مقدما أبعادها النفسية والجسدية.

كما برز أيضا الممثل الموهوب مشعل فرج الله، وهو طاقة كوميدية، يمكن أن يتطور أداؤه مستقبلا، لكن عليه الابتعاد عن التهريج.

من الجوانب المشرقة في العرض المسرحي ولادة فنان موهوب في تصميم الإضاءة هو علي الشطي.

صمم ديكور المسرحية يوسف السليمان، والازياء أحمد كرم، والمكياج عبدالعزيز الجريب، والموسيقى عبدالعزيز القديري.

 

 

عبدالمحسن الشمري

http://www.alqabas.com.kw/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *