ثقافة مسرح الطفل.. أي ثقافة؟

 

 

 

مسرح الطفل في المملكة ظهر متأخراً وضعيفاً ولم يتطور طوال هذه السنين، وتظهر بين حين وآخر مسرحيات يدعي أصحابها أنهم ملكوا مسرح الطفل، ويقدمون من خلالها تفاهات وكلاماً مرتجلاً وهرجاً ومرجاً لا يقدم للطفل أي رسالة هادفة، وقد حضرت ذات مرة مع أطفالي مسرحية قيل إنها للأطفال ولكنها بعيدة كل البعد عن فكر وثقافة الطفل حتى تعجبت من العبارات التي كانت تقال في المسرحية من سباب ولعان مما يسمعها الطفل ويعتقد أنها من الكلام المحمود إضافة إلى حركات سيئة لا تفعل حتى بين الإخوة وأيضا تقلل من احترام الآخر ومع ذلك أجدهم يكررونها وكأنها أمر طبيعي.
ومع ذلك أيضا نلاحظ أن الأعمال التي تقدم في دول الخليج للأطفال من مسرحيات وغيرها تكون فعلاً مخصصة للطفل ولها موضوع وهدف معين وفي العام الواحد لا يقدمون إلا عملاً أو عملين ولكن يأتي بعد دراسة وتدريب ويقدم بمستوى يليق بفكر وثقافة الطفل.
مسرح الطفل هو مسرح حقيقي بكل مفرداته وعناصره وعمله؛ بدءا من النص الدرامي ومروراً بتحضيرات العرض المسرحي وتشكّله بواسطة المخرج والمنتج واشتغال الممثلين على أداء مهامهم بكفاية.
مسرح الطفل رسالة ومدرسة ورسالتها صعبة لا يستطيع أن يحملها إلا من هو أهل لها فهي تربية قبل أن تكون عملاً ربحياً فبيت بلا معرفة بمسرح الطفل، ومدرسة بلا مسرح، ومجتمع بلا مسرح للطفل، هي جميعاً مؤسسات اجتماعية ناقصة.
وجمعية الثقافة والفنون في المملكة على عاتقها حمل كبير في تبني هذا الأمر والرفع من مستواه واستقطاب الأشخاص المؤهلين له ودعمهم مادياً ومعنوياً حتى ينهض مسرح الطفل في المملكة ويكون بقدر مسماه.

 

سامية البريدي.

http://www.alsharq.net.sa/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *