تكريم الفنان ماهر خماش للريادة في المسرح المدرسي

 

 

 

تكريم الفنان “ماهر خماش” ضمن فعاليات مهرجان مسرح الطفل الاردني الحادي عشر، يحمل دلالات كثيره، ذلك ان “خماش” له تجربة كبيرة في مجال المسرح المدرسي، فهو عضو مؤسس في مشروع “الدراما في التعليم”، الى جانب خمسة وعشرين عاما من الخبرة المتراكة في مجال المسرح المدرسي بوزارة التربية والتعليم، من خلال عمله في قسم المسرح المدرسي ورئاسته له في الوزارة، وهو فنان له اسهامات فنية في مجال التمثيل والاخراج والدوبلاج، ومشارك في عضوية اللجان المسرحية، وتقويم النصوص، والمشاركة في مهرجانات عربية.

والاردن ليس جديدا على المسرح المدرسي، ويمكن القول انه بدأ مع نشوء المدارس، مما يعني ان الاردن له تجربة قبيل مطلع القرن الماضي، وان كان بعضهم يرى ان عام 1900 يمكن اعتماده كتاريخ لانطلاقة المسرح المدرسي الاردني. ويقول الباحث منصور عمايرة “والمسرح المدرسي نستطيع القول إنه بدأ منذ تاريخ المدرسة الأردنية أي قبل العام 1900، وبدأ مرة أخرى العام 1914، ونشير إلى أن الباحث والأديب الأردني روكس العزيزي قد بدأ بكتابة المسرحيات في العام 1921، 1922، حيث كان معلما في دير اللاتين في مادبا، وعمل معلما في السلط وعجلون”.، وحول الاهداف والرؤى التي وضعها المؤسسون يضيف “إن مسرح الطفل في الأردن بدأ وانطلق من المدرسة على مستوى المنهاج والرؤى من حيث الأهداف والقيم والتعليم، وهذا ما كان في بدايات المسرح الأردني”، إن البدايات الأولى للمسرح الأردني تبدو مدرسية تتعلق “بتعليم الطلاب فنون الإلقاء وسلامة اللغة وقوة الشخصية والثقة بالنفس”، وهنا تبدو الإشارة إلى المسرح الأردني على أنه مسرح مدرسي محض، ليكون النواة الأولى. إن هذه البداية المسرحية في الأردن بداية طبيعية في كل المدارس، ولكنها ستعرف التلميذ بفن جديد، فن التمثيل والمقدرة على التمثيل والتمثل. نقسم مسرح الطفل إلى قسمين، القسم الأول المسرح المدرسي، ومسرح الطفل، والمسرح المدرسي بدأ منذ زمن بعيد مقارنة مع مسرح الطفل،

لأن المسرح المدرسي يندرج في إطار المؤسسة التعليمية أولا، ثم في إطار العملية التعليمية التربوية المدرسية والمجتمعية، لهذا سنجده متوائما مع الأهداف العامة للتعليم والقيم والمفاهيم، فهو بالتالي سيكون مسرحا تفاعليا،.

وليس هنا مجال الخوض في الفروقات مابين المسرح المدرسي ومابين مسرح الطفل، ويرجح بعضهم ان عام 1971 هو عام انطلاق مسرح الطفل، ليتم لاحقا تاسيس المهرجان الخاص به، الذي نعيش الان ايام دورته الحادية عشرة.

ويتميز المسرح المدرسي بتقديم نصوص تتناسب ومستوى اعمارهم، بما يعني ذلك من تفاوت في مستوى جرعة الخيال التي يحتويها النص، بلغة واضحة ومبسطة، وحوارات قصيرة بدون ثرثرة، وتقدم له المتعة البصرية والتشويق، بشخصيات محدودة العدد، وملئ فضاء المسرح بالحركة والموسيقى والرقص والغناء.

وهناك معايير لاختيار النصوص، وتحديد اهداف المسرح المدرسي، والموضوعات التي يتطرق اليها العمل مثل الطبيعة وقصص الاطفال المعروفة، والتاريخ والتراث ومنظومة القيم الاجتماعية، وقيم الخير والجمال.

ان تربية جيل مدرسي يعني خلق جيل مسرحي قادر على تطوير ادوات المسرح الوطني والابداع به، وهذا يتطلب من الجهات المسؤولة في القطاع العام والخاص توفير شروط موضوعية، بحيث يستطيع الطالب على مقاعد الدراسة ان يتعرف على المسرح بوقت مبكر، وان يكون مفردة رئيسية على اجندة النشاطات اللامنهجية في كل المدارس.

ولو عدنا الى مطلع الثمانينيات سنجد نشاطا ملحوظا مثل تلك الاعمال التي قدمها “باسم دلقموني” في المدرسة النموذجية – جامعة اليرموك، وتجارب مخرجين آخرين مثل المدرسة التجارية للبنات – الزرقاء، ومؤسسة الاقصى التربوية – اربد، ومدرسة معاوية والزرقاء الثانوية، وغيرها الكثير.

ان الاردن له الريادة في مجال المسرح المدرسي، وتمت مأسسة هذا الجهد، وتكريم الفنان “ماهر خماش” يأتي انسجاما مع التجربة الكبيرة له، وان على الهيئة العربية للمسرح التي تبنت مبادرة الشيخ “سلطان القاسمي” لدعم البنى التحتية للمسرح المدرسي، عليها ان تتعامل مع الاردنيين كخبراء في هذا المجال بحكم الخبرة والتجربة ، وهناك اسماء اردنية كبيرة لها اسهاماتها الواضحة، التي سبقت فيها الكثيرين على مستوى العالم العربي.

 

 

رسمي محاسنة

http://alarabalyawm.net/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *