جواد العلمي: ضعف التسويق يمنع الأعمال المغربية من الوصول للمتلقي العربي

 

 

 

جواد العلمي ممثل مغربي تدرج بين المسرح الجامعي والهاوي والاحترافي، وتتلمذ على يد كبار المسرحيين المغاربة (الطيب الصديقي، محمد عفيفي، محمد التسولي، عبد العظيم الشناوي)، وشارك في العديد من الأعمال العربية (ملوك الطوائف، المرابطون والأندلس، عمر..) والأجنبية (الجن لإيك مارتان، الجهاديون في باريس، ومصير بياغ للمخرج الإيراني حسين الصدر، بيتيوم النيل للمخرج جيروم فولون..)، فضلا عن مشاركاته التلفزيونية والسينمائية المغربية.
التقته «القدس العربي»، فكان هذا الحوار:
– باعتبارك مسرحيا وعضوا في المكتب الوطني للنقابة المغربية لمحترفي المسرح، كيف تقيم واقع المسرح والتمثيل في المغرب؟
– يمكن التمييز في مناقشة واقع المسرح والتمثيل بالمغرب بين فترتين، فبعد فترة ركود وتذبذب عاشهما المجال، وما رافقهما من تأثير، يمكن الحديث في السنوات الأخيرة عن تشكل وحدوث دينامية جديدة تتجسد في عودة فنانين مخضرمين للمسرح، وبروز طاقات ومواهب جديدة أفرزها مسرح الهواة والمسرح الجامعي والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، استطاعت أن تنجز تجارب مسرحية، لقيت استحسانا وإعجابا من لدن النقاد والجمهور.
وأعتقد أنه لدينا من الإمكانيات ما يسمح لنا بالحديث في المستقبل، عن نهضة مسرحية وتطور في الممارسة المسرحية، ليعود المسرح إلى إشعاعه العربي والدولي. فإذا كانت سياسة الدعم الحكومي (وزارة الثقافة) قد خلقت رواجا مسرحيا استفادت منه العديد من الفرق المحترفة وساهم، بشكل أو بآخر، في ظهور العديد من الأسماء، فالفعل المسرحي ظل رهين هذا الدعم، كما أننا نسجل بشكل دائم استمرار تباين الرؤى بين الفرق حول صيغة هذا الدعم والمستفيد منه، وهذا ما يفرض ـ بنظري ـ أن يتم التفكير في سياسة مسرحية واضحة وممنهجة للدفع بعجلة المسرح المغربي إلى الأمام، من خلال عقد شراكات مع القطاع الخاص، وحث القطاع السمعي البصري العمومي والخاص على الدعاية لفلسفة المسرح ودوره الاجتماعي والثقافي، مع اعتماد المسرح ضمن المنظومة البيداغوجية والتعليمية، فضلا عن تبني فلسفة تواصلية مع المتلقي المغربي.
– في نظرك ألا يعاني الفن في المغرب من موسمية الإنتاج؟
– هذا شي واضح ومؤكد ونعيشه باستمرار، ويؤثر على مردودية الممثل وعلى لقائه مع الجمهور والمشاهد، إلا أن هذا الأمر مرتبط – في ما يخص المجال المسرحي – بغياب رؤية شمولية يساهم فيها القطاع الخاص لخلق رواج مسرحي يتجاوز المسرح المدعم الذي يبقى تأثيرا محسورا في الفرق المدعمة.
أما على مستوى التلفزيون، فهذا أمر حصل بعد النقاش السياسي الذي حدث حول «دفاتر التحملات» (عقد التزامات بين مؤسسات الإذاعة والتلفزيون والحكومة) وما رافقه من توقف عملية الإنتاج التي جعلت العمل أكثر موسميا، ولكن ما تجب الإشارة إليه هو غياب قنوات خاصة يضعف الإنتاج الدرامي والتنافسية، ويجعل الإنتاج والاشتغال رهينا بإنتاجات القنوات العمومية.
ــ وماهي القيمة المضافة لإقرار البطاقة المهنية بالنسبة للفنان المغربي؟
– يجب الاتفاق أولا أن صدور قانون الفنان وبعدها بطاقة الفنان إشارة سياسية ومهنية مهمة، على اعتبار أنه أصبح المجال مقننا، وأصبح للفنان صفة رسمية شأنه في ذلك شأن باقي المهن والوظائف والخدمات المنظمة، كما أن توشيح الأول من الحاصلين على بطاقة الفنان من طرف الملك محمد السادس كان إشارة مهمة على أن هناك استحقاقات قادمة.
وإلى جانب بطاقة الفنان، وجبت الإشارة إلى أن استفادة أغلب الفنانين من التغطية الصحية يبقى مهما من الناحية الإنسانية، إلا أنه بالمقابل، ننتظر أن يتم تفعيل قانون الفنان بما يسمح بخلق صندوق للتقاعد والمرض وتقنين المهنة ووضع الحد الأدنى للأجور والاستفادة من الخدمات الاجتماعية (النقل، السكن).
ـ ماهي النواقص التي تعتري الممارسة الفنية في المغرب؟
– نعاني في المغرب، إلى جانب من أشرت إليه سابقا حول الخدمات والأجور، من غياب صناعة سينمائية وتلفزيونية بسبب ضعف شركات الإنتاج واقتصار الإنتاج على القطاع العام. كما أن المجال الفني يواجه منافسة قوية من لدن شركات الإنتاج العربية والعالمية، فضلا عن ضعف التسويق للمنتوج المغربي، وهذا يؤثر على المردودية والقدرة على التنافسية في مجال تنافسي ومتطور لا يرحم.
ـ لماذا، في نظرك، يبقى التمثيل المغربي غير قادر على الوصول للمتلقي العربي؟
– أنا لا أتفق معك في هذا الحكم، على اعتبار أن العديد من الممثلين استطاعوا أن يصلوا إلى المشاهد العربي في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية والتاريخية على امتداد عقود. المشكل هو أن الأعمال المغربية، سيما ما يهم التلفزيون، لا تصل إلى المتلقي العربي، وهذا مرتبط بضعف التسويق وغياب شركات إنتاج مغربية أو عربية قادرة على تسويق المنتوج المغربي، فالإنتاج المصري أو السوري ازدهر من خلال شركات إنتاج سعودية وإماراتية وقطرية، فلو توجه المستثمرون الأجانب إلى السوق الدرامية المغربية لوصلت الإنتاجات المغربية إلى كل أقطار العالم.
ـ ألا تشكل اللهجة عائقا أمام ترويج الأعمال المغربية؟
– هذه توصيف غير دقائق وغير صائب، وهو ذريعة ليس إلا، وما يفندها أن الأغنية المغربية تصل إلى كل الأقطار العربية وتقبل عليها كل القنوات العربية.

 

توفيق أبو آية

http://www.alquds.co.uk/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *