جعفر القاسمي: المشهد الثقافي التونسي في المخاض

 

بين المسرح والإذاعة والتلفزيون، يتقلب الممثل والمخرج التونسي جعفر القاسمي الذي فاز بجائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض عن مسرحيته «ريتشارد الثالث» إبان مشاركتها في مهرجان المسرح العربي، ما أهّلها لأن تكون فاتحة أيام الشارقة المسرحية في دورتها الـ24.

القاسمي، في حواره مع «البيان»، قال إن المشهد الثقافي التونسي يعيش حالياً مرحلة مخاض، داعياً إلى فتح المجال أمام المسرحية الإماراتية «سمرة وعسل» للخروج نحو العالم، لما فيها من تعبير عن الواقع العربي. لم يكد القاسمي يعود إلى موطنه، حتى عاد إلى الإمارات حاملاً معه عرضه الكوميدي «تونسي. كوم» الذي قدمه أخيراً على خشبة مسرح مركز دبي الاجتماعي بمول الإمارات، ليسلط فيه الضوء على حياة المواطن التونسي في العالم الواقعي، ويقارنها مع حياته بالعالم الافتراضي، طارحاً بذلك مجموعة أسئلة عن الحدود الفاصلة بين العالمين، ومؤكداً أن هذا العرض لم يتنبأ بالثورة كما رأى النقاد، وقال: «نحن لم نتنبأ بالثورة في هذا العرض».

قساوة السلطة

تعد «ريتشارد الثالث» العمل الثالث الذي تولى القاسمي إخراجه بعد مسرحيتي «بوراشكا والفلايك ورق» و«حقائب»، وعنه قال: «أعتقد أن «ريتشارد الثالث» أجابت عن مجموعة معادلات طالما كنت أبحث عنـها، وهـي كيف يمـكن المحافظة على محليتي والانطلاق بهويتي العربية، وكيفية تقديم مسرح نخبوي لجميع الناس، ولذلك أعـتبر النص الذي قدم باللهجة التونسية بـمنزلة طعم لجذب الجمهور ليتفرج على ريتشارد الثالث، ويتعرف إلى قساوة السلطة وخطورتها».

وأضاف: «التزاوج بين ريتشارد الثالث الشكسبيري والحكاية الشعبية التونسية، أوضح مدى انفصام هذا العمل الذي يظهر جلياً في الإضاءة والظلام، إذ إن ريتشارد الثالث يرنو إلى إدخال عائلته ومجتمعه في الدجى، بينما كانت عائلته ترنو إلى النور، ما يؤكد حقيقة أن كل مجتمع هو الذي يصنع ريتشارد الخاص به».

المشهد الثقافي

«وجود الثقافة غير ضروري، ولكن غيابها خطر جداً»، بهذه العبارة أجاب القاسمي عن سؤال حول قراءته للمشهد الثقافي التونسي.

وقال: «المشهد المسرحي ثري جداً، ولذلك يجب العمل على تقليص هيمنة الدولة عليه، لأنه بقدر تقلصها يكون إبداع الممثل وانطلاقته، ولا أقصد بالتقلص انتهاء دعم الدولة له، فضلاً عن أن دعم الثقافة سيظل الضامن الوحيد للقضاء على الإرهاب، وبلا شك إن وضع المؤسسات الثقافية التونسية المزري أسهم في ذلك، لعدم قدرتها على استقطاب الشباب». وأكد أن المشهد الثقافي التونسي يعيش حالياً مرحلة مخاض.

المسرح الإماراتي

 

في قراءته المشهد المسرحي الإماراتي، قال القاسمي الذي كان عضواً في لجنة تحكيم أيام الشارقة المسرحية إنه «جيد، ولكن هناك بعض النقاط التي أعتقد أنها بحاجة إلى مراجعة، مثل مسألة إدارة الممثل، فضلا عن وجود أزمة نصوص وكتابة مسرحية».

 

المصدر:

  • دبي ـ غسان خروب
  • http://www.albayan.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *