الظاهرة المسرحية الخليجية تتميز بجماليات وتقنيات عالية –

 

الشارقة – عثمان حسن:

يشكل مهرجان المسرح الخليجي مناسبة للحديث حول قضايا فنية عدة، حيث أكد عدد من الفنانين المسرحيين في منطقة الخليج وأيضاً الضيوف العرب، على هذه التظاهرة التي رأوا أنها ضرورية من حيث مناقشتها لهموم المسرح الخليجي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لكونها تعتبر نافذة على المسرح من الناحيتين الفكرية والجمالية، وعلق المخرج العماني يوسف البلوشي على التظاهرة بقوله “المهرجان تظاهرة مهمة تقام في الشارقة في دورتها الجديدة، فالشارقة هي روح المسرح في الإمارات”، وأردف البلوشي معتبراً أن المسرح جزء لا يتجزأ من حضارة الشعوب، ولأنه كما يطلق عليه “أبو الفنون” يجمع المثقفين العرب على بوتقة الهم والطموح الذي يرتجى منه دائما أن يكون رافعة للتقدم والتطور، وهنا، في المسرح الخليجي يلتئم نفر من الفنانين الذين يشتركون في كونهم أبناء منطقة واحدة وهم العارفون بشجونها وتطلعاتها، غير أن ذلك لا يحول دون التفاف الجميع على فكرة الثقافة والمعرفة واختبار حساسية الفن من خلال المسرح، الذي يعبر عن التوق الإنساني لسيادة مبادئ العدالة والحلم والحرية المنشودة .
في السياق ذاته ولكون المسرح الخليجي عبر سنواته الماضية قد رسخ مجموعة من الإيجابيات التي لا يمكن نسيانها، يحبذ البلوشي أن يتطرق لبعض السلبيات ومنها مثلا، وجود بعض الرتابة في النصوص التي تكاد تكون متشابهة من حيث تركيزها على الموروث، هذا الموروث الذي أشبع بحثا، ولكننا في المسرح كما يؤكد البلوشي بحاجة إلى قفزة نحو تطوير هذه النصوص والاستفادة من المسرح العالمي، وأيضا من ذائقة الكتاب الذين يهجسون بالهموم الراهنة .
نقيب الفنانين الأردنيين ساري الأسعد يبدي إعجابه بالشارقة التي تتوافر على عناصر حيوية في الثقافة والفنون، هذه الإمارة التي رسخت فعلاً تنويرياً مشهوداً يقف وراءه حاكم يحمل هموم الفنانين ويحاول إيجاد شكل مسرحي عربي يحاكي هموم المواطن العربي، كما يتوقف الفنان ساري الأسعد عند كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في افتتاح فعاليات المهرجان التي تدل على وعي كبير تجاه الثقافة والفنون في الوطن العربي، وهو ما يدعو الفنانين لوقفة احترام تجاه هذه الكلمة وهذه الشخصية .
سمعان العاني أحد المخرجين السعوديين الفاعلين في المسرح الخليجي يعلق على تظاهرة تجمع المسرحيين الخليجيين في الشارقة، مؤكدا أن وجود صاحب السمو حاكم الشارقة، بوصفه مسرحيا ومبدعا مثقفا هو ضمانة لكل ما يبشر بالخير في المسرح الخليجي، هذا المسرح الذي أصبح على تماس مع التظاهرة المسرحية في الوطن العربي، وأكثر من ذلك كما يؤكد العاني أن دول الخليج اليوم، هي الأكثر إنتاجا وتفاعلا مع الحركة المسرحية في العالم العربي وهو ما يبشر بحركة إبداعية تطرح المواضيع بشكل عميق وإسقاطات فكرية من ناحيتي الشكل والمضمون . ويشير العاني إلى كلمة صاحب السمو حاكم الشارقة التي تنطوي على كثير من الدلالات التي تحاول أن تشيع أسس المحبة بين الناس، وهذا ما يتفق مع رسالة المسرح وقدرته على النفاذ إلى عناصر الجمال ضد التوحش، فالمسرح هو وسيلة فنية تجمع ولا تفرق، حيث الاحتفال بثراء الثقافة العالمية، التي تواشج ما بين اللغات والإيقاعات والهواجس وتفسح للأفكار أن تعبر عن الواقع بكل غموضه والتباساته .
وفي معرض تفاعله مع الحركة الفنية في الخليج، يلمس المخرج المصري ناصر عبد المنعم رئيس المركز القومي للمسرح، تطورا كبيرا في التكوين المسرحي والاهتمام بثقافة عناصر العرض المسرحي، ومثل هذه التظاهرات الفنية من وجهة نظره إنما تعبر عن دافع حقيقي للإبداع، وفي هذا السياق ينوه عبدالمنعم بالكلمة الجميلة والمعبرة التي ألقاها صاحب السمو حاكم الشارقة، بوصفه مسرحيا مندغما مع هموم وتطلعات المسرح العربي، وهكذا فإن المسرح الخليجي بوصفه جزءا من المسرح العربي أصبح متفاعلا ومبدعا ويتجلى ذلك في العروض التي نشهدها في مثل هذه التظاهرات .
ويشير المسرحي الإماراتي عادل إبراهيم إلى تظاهرة المسرح الخليجي بتأكيده على قائمة من الرموز التي أثبتت وجودها ليس خليجيا فحسب، وإنما على المستوى العربي كذلك، لكنه في ذات الوقت يطالب النقاد والمختصين الذين يحضرون فعاليات المهرجان بتقييم مهرجان المسرح الخليجي عبر دوراته المتعاقبة وصولا إلى الآن، وهو الذي لم يتم الكشف عنه، وهو يؤكد على ضرورة وضع النقاط على الحروف وفق منظومة تطرح السلبيات والإيجابيات .
من جهته يصف الفنان المسرحي العماني صالح زعل المهرجان بوصفه واحدا من التظاهرات المهمة في النطاق الخليجي، وهو يشكل نقطة التقاء مهمة للمسرحيين الخليجيين يتبادلون من خلاله الأفكار، ومن خلال العروض المشاركة في المهرجان يتكون رأي عام يفيد هذه التظاهرة ويثريها، كما يؤكد زعل أنه شخصيا يتابع هذه التظاهرة، وينتظرها بفارغ الصبر، وقد كانت له ملاحظات إيجابية على الدورة السابقة، من حيث تطور الوعي بأهمية المسرح، وهو الذي تجلى في عروض تلك الدورة . في السياق ذاته ينتبه زعل إلى مسألة مهمة تتعلق بالنصوص، وهو يخالف ما ذهب إليه زميله يوسف البلوشي، حيث يدعو إلى الإكثار من النصوص المحلية التي تلتفت إلى التراث في منطقة الخليج، فهو يؤكد أن الإرث المشترك للمنطقة أولى أن يتبع، وأن يترجم في صيغة أعمال مسرحية تستقي موضوعاتها من بيئة وواقع هذه المنطقة

 

 

 

http://www.alkhaleej.ae/

 


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *