فنانون: مسارح الدولة تنهار فنيًا.. و«مدير الفني للمسرح»: قدمنا 55 عرضًا مؤخرًا (تحقيق)

لسنوات طويلة كان المسرح ملاذ النجوم للاستمتاع بالفن الراقى، الذى لا يغازل شباك التذاكر، ولكن فى الفترة الأخيرة تحولت المسارح إلى بيوت للأشباح بعد أن هجرها الفنانون الكبار، وأطفئت أنوار معظمها، فيما تعانى الحركة المسرحية بصفة عامة من أزمات عديدة.

«المصرى اليوم» سألت عدداً من نجوم وفنانى المسرح الكبار عن أسباب غيابهم عن «أبوالفنون».

الفنانة سميحة أيوب قالت: لا يوجد حاليا مسرح فى الأساس، نظراً للظروف الصعبة، التى تعيشها مصر، فالمناخ العام ليس مشجعا على وجود المسرح، لأنه فن جاد يحتاج لوجود مناخ ملائم وليس لأدوات فردية فقط، وليس صحيحاً أن الفنانين الكبار لا يعملون فى المسرح، لأن الأجر ضعيف، فقضية الأجر اختيارية وكل الفنانين لا يفكرون بنفس المنطق.

وأضافت: لكى يكون لدينا مسرح يعود إليه الفنانون الكبار، فلابد أولا من وجود نصوص جيدة، وللأسف هى ليست موجودة، أنا شخصياً لم يعرض علىّ نص يدفعنى للعودة.

وأكد الفنان محمود ياسين أن مسرح الدولة يواجه مشاكل كبيرة منذ سنوات رغم أنه تابع لوزارة الثقافة، موضحاً أن هذه المشاكل تسببت فى ضعف الإنتاج وغياب الفنانين الكبار.

وقال: لم يعد لدينا تتابع فى الأجيال، التى تعمل بالمسرح رغم وجود المعهد العالى للفنون المسرحية، فقدرات المسرح تقلصت، وكأنه ليس لدينا خبرات أو فنانون، والمفروض ألا يقف المسرح على جيل واحد، كما أن فكرة النجومية قتلت الإبداع فى مصر، وهناك ظروف مرت على المسرح ساهمت فى تراجع الإنتاج، وزمان كان لدينا أكثر من 20 فرقة فى مسرح التليفزيون، وبعد ذلك أصبح لدينا فرق البيت الفنى للمسرح فقط.

وأضاف ياسين: طبيعة التطور خلقت أشكالا جديدة للإبداع، فماتت فكرة المسرح، كما أن سوء الإدارة والتهميش وتعيين الفنان على أنه موظف قتل الإبداع، وربما جيلنا لم يعد موجوداً، لأن كل جيل له رؤى وقوالب إنتاجية وفنية يجب أن يعمل من خلالها.

وقالت الفنانة سهير المرشدى: هناك أسباب كثيرة لغياب الفنانين الكبار عن المسرح، فى مقدمتها عدم وجود مكان محترم يليق بهم أو بالجمهور، فليس لدينا مسارح على مستوى جيد، وحتى المسرح القومى مغلق منذ سنوات، والمسرح الخاص له معايير لا يقبلها كل الفنانين، كما أن موقف الدولة من المسرح «هزلى»، والمسؤولون لا يعرفون «يعنى إيه مسرح»، رغم أنه هو الوحيد الحى لوجود حوار حقيقى بين الجمهور والفنان المثقف.

وأشارت إلى أن الأجور لا تحول دون عودة النجوم الكبار للمسرح، مؤكدة أنها لم تحصل طوال تاريخها على مبالغ كبيرة من عملها بالمسرح، بل كانت تنفق عليه، لأن هذا العمل كان يمنحها احتراماً كبيرا لنفسها.

وقالت سهير: الفنانون الكبار ماتوا، والجيل الجديد من الفنانين مهتم أكثر بالسينما والتليفزيون.

وأكدت الفنانة عايدة عبدالعزيز أن الفنان الحقيقى الذى يشعر بأهمية المسرح، عندما يعرض عليه عمل جيد لا يسأل عن الجانب المادى، مشددة على أن الموضوع ليس له علاقة بالماديات فقط، لكن هناك مشاكل أخرى تتعلق بالمسارح المغلقة، فضلا عن أن المناخ العام حاليا ليس مناسباً للإبداع.

وأشار المخرج أحمد عبدالحليم إلى أن المسرح يعانى بشدة من ناحية الميزانيات، وأن المشكلة ليست فى وجود النجوم، موضحاً أنه قدم فى الفترة الأخيرة مسرحية «بلقيس» بطولة نجمة مثل رغدة، ورغم ذلك كان يعانى من عدم وجود جمهور، لأن المسرح يتأثر بالظروف السياسية.

من جانبه قال الفنان ماهر سليم، رئيس البيت الفنى للمسرح: ليس صحيحاً أن النجوم الكبار غائبون عن المسرح، خاصة أننا عندما نطلب منهم العودة، فإنهم يوافقون، ومنذ شهر يناير الماضى قدمنا 55 عرضاً، وهذا رقم جيد فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها مصر ، والمشكلة ليست فى غياب النجوم، ولكن فى وجود المسرح نفسه ككيان، فهناك فنان كبير بحجم جلال الشرقاوى لديه مسرح قطاع خاص، ومعه عدد من النجوم، ورغم ذلك ليس عليه إقبال.

وأضاف: المشكلة الحقيقية تتعلق بكيفية إعادة المسرح لكى يكون ضمن أسلوب حياة الناس، وأعتقد أنه لو انتعش المسرح سيعود إليه كل النجوم، وهذا يحتاج لتكاتف كل الوزارات والمؤسسات المعنية، فمثلا يجب أن يدعمنا التليفزيون الرسمى بعرض إعلانات المسرحيات لمدة 10 دقائق يومياً على الأقل، وعلى وزارة التربية والتعليم أن تغرس فى الأطفال منذ الصغر أهمية المسرح، والغريب أن لدينا عرضاً مثل «الأيام» المأخوذ عن رواية طه حسين المقررة على الطلاب، ولم ترسل الوزارة أى طالب لمشاهدته رغم أن سعر التذكرة يتراوح بين 5 و10 جنيهات.

 

حسام فضل

http://www.almasryalyoum.com

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *