«طموح جارية».. قصة امرأة قهرت غزاة مصر فى 80 يوما

 

 

 

تحقق الحلم أخيرا.. صار مشروع مسرحة المناهج واقعا ملموسا، بعد أن افتتح وزيرا الثقافة والتعليم عرضى «طموح جارية» و«الأيام»، الأسبوع الماضى.

وهو أول تعاون ملموس بين الوزارتين الأكثر أهمية بحكم مخاطبتهما لوجدان شباب هذا الوطن وأطفاله.. وعلى المسرح الصغير بدار الأوبرا التف طلبة الإعدادى والثانوى حول وزيرهم د. محمود أبوالنصر شاكرين إياه على دعمه لهذا المشروع القومى المهم الذى تقدم به فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح، بهدف جذب الطلاب للمادة العلمية عن طريق الدراما.

أهمية هذا المشروع أيضا تهدف لخلق أجيال جديدة من الفنانين فى مختلف المجالات من خلال تعميم المسرح كمادة نشاط فى مدارس الجمهورية، ولم يعكر صفو سعادتنا بهذا الحدث سوى تجاهل التنويه عن افتتاح عرض «على مبارك» بطولة الفنانين عزة لبيب وفادى خفاجة وإخراج باسم قناوى.

على مستوي الدراما، تصدت تلك العروض لمادة علمية وقصصية طويلة للغاية وجب تكثيفها بشكل فني جذاب ولهذا اتفق مخرجوها على تسجيل الحوار المسرحى وإلقاء الممثلون له بطريقة ال”بلاى باك” منعا للخروج عن النص وحفاظا على تفاصيل الاحداث، بالاضافة لتحديد فرقة واحدة لتقديم عرضين أو ثلاثة تسهيلا لعملية العرض في المحافظات وضغطا للنفقات.. أما الرؤية الاخراجية فنحن امام منافسة فنية شريفة ومثيرة تصب في النهاية لصالح الطالب، ففى عرض «طموح جارية» للمخرج الشاب أحمد رجب، والذى أعده أسامة نور الدين لطلبة الصف الثالث الإعدادى، نرى محاولة لتكثيف الأحداث التى تناولت قصة طموح شجرة الدر تلك الجارية التى تزوجها نجم الدين ايوب بعد أن أعتقها، فساندته ودعمته فى مواجهة أطماع الغزاة حتى انها أخفت وفاته خلال حملة لويس التاسع ملك فرنسا على مصر إلى أن انتصرت عليهم فى ثمانين يوما.

وقد استخدم المخرج مستويين لسرد الأحداث، الأول عن طريق أمل عبدالله (شجرة الدر) التى كانت تروى الأحداث ثم تقوم بتجسيدها باقتدار، والثانى هو فكرة المهرج التى لعبها أحمد حبشى بتألق شديد وخفة ظل استطاع بها أن يربط بين الأحداث، بينما كان أداء مفيد عاشور حجر الزاوية فى العرض بأدائه الرصين الواثق كعادته فى تناول مثل تلك الشخصيات التاريخية المؤثرة بالإضافة للحيوية التى أضفاها أداء شباب الممثلين أحمد مجدى ومصطفى عبدالفتاح وأحمد هانى ومحمد رضوان.. ولا يمكن أن نتجاهل تحية الفنان الشاب وائل أبوالسعود الذى أصر على الوقوف على المسرح لإداء دوره كوزير للمالية رغم ظروف مرضه القاسية، وهو درس فى الالتزام والحرص على قيمة العمل يقدمه لطلبة المدارس بجانب الرواية التى شارك فى تقديمها.. ازياء فاطمة الزهراء كانت موظفة تماما لصالح الفترة التاريخية لزمن الأحداث، بينما اتسم ديكور اسلام حياكة بالبساطة والتطويع للاستخدام فى مشاهد مختلفة.. ولعل أهم سلبيات العرض تمثلت فى تسرع بعض الممثلين فى القاء حوارهم وعدم تزامن أصواتهم مع الحوار المسجل (بلاى باك)، بالإضافة لضعف استخدام تقنية شاشة السينما فى تقديم مادة فيلمية للحروب ومشاهد المجاميع، وقطع اطراف الشاشة لأجسام الممثلين بما أثر سلبا على الرؤية من الصالة، ولكنها فى النهاية تظل سلبيات يمكن تداركها فى ليالى العرض التالية على مسرح اتحاد الطلبة بالعجوزة.

 

 

كتب:باسم صادق – تصوير: السيد عبدالقادر

http://www.ahram.org.eg/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *