اختتام الدورة الثامنة لمهرجان فنون الشارع بالساحات العامة ” أوال ناغ 2014″ / متابعة: بشرى عمور (تعاونية الإعلام الالكتروني المسرحي العربي)

 

اختتم مهرجان فنون الشارع بالساحات العامة “أوال ناغ 2014″ في مدينة مراكش في دورته الثامنة، والذي استغرق 24 يوما من الفترة 27 مارس 2014 ولغاية 19 أبريل الجاري. والتي توزعت أنشطة على 4 مدن مغربية: مراكش (التي احتضنت انطلاقته من 27 إلى 30 مارس 2014 وأيضا اختتامه من 16 إلى 19 أبريل 2014))، أكادير (29 مارس 2014)، الدار البيضاء (يومي 12 و 13 أبريل 2014) و مكناس (من 11 إلى 13 أبريل 2014).

ويعد مهرجان”أوال ناغ” (تعني كلامنا باللغة الأمازيغية)، والذي تنظمه المجموعة الفنية “ائتلاف شعاع القمر” بدعم من وزارة الثقافة المغربية وسفارة فرنسا والمعهد الفرنسي بباريس والمنظمة العالمية للفرنكوفونية وبينالي مراكش، والهيئة العربية للمسرح تظاهرة فريدة من نوعها في المغرب يحتفى فيها بالفنانين وفنون الشارع التي تستأثر باهتمام خاص من قبل المغاربة.

ويهدف المهرجان إلى الانفتاح على الفنون العالمية وخلق الفرص لتمكين الفنانين من مختلف الجنسيات من التلاقي وتثمين التنوع والتمازج الفني بين الثقافات، مشاركة ممثلين ومجموعات فنية تعنى بفنون الشارع بالفضاءات العمومية. ولقد شهدت هذه الدورة مشاركة فرق مغربية وإفريقية وكندية وإسبانية وفرنسية، من ضمنهم ساندرين دول وفيليب ألارد وامبارك بوهشيشي، التقوا في إطار فضاء الإبداع “صناعة الفنون بالفضاءات العمومية” من أجل وضع مجسمات مدينية. وتميزت أيضا بمشاركة فرق فنية ذات صيت عالمي من قبيل “سيستيم ك إيتيد إي موزيغ إفيمير” و”يي فن” و”جيلوت” و”فولستوب” و”لي زابوستروفي”. كل هذه العروض استطاعت تفعيل مبدأ: ” تقمسرح بدون جمهور..

كما شهدت الدورة الثامنة يومي 17 و 18 أبريل الجاري انعقاد  ندوة فكرية تحت عنوان:“الفنون في الساحات العامة بالمغرب: ترسيخ دينامية فنية، احترافية ومعاصرة” والتي تشكلت من 6 محاور رئيسية، تفرعت لمداخلات متنوعة، وهي كالآتي:

1/ ” الفنون بالساحات العامة في المغرب، شكل من الإبداع الفني المعاصر”

2/ ” الفنون في الساحات العامة في المغرب ملتقى منابع متعددة” من ضمن مشاركيها الباحث والمخرج والناقد المسرحي العراقي (بشار عليوي) بورقة تحت عنوان:”الرهانات الجمالية في عروض مسرح الشارع/ التجربة العراقية.. مقاربة من التجربة المغربية”

3/ ” جماليات جديدة وكتابات معاصرة”، هذا المحور تشكل من ورقتين: الأولى “عن العلاقة الخاصة بالجمهور” ل( زينب بن زكري) ائتلاف راندوم/ فرنسا. الثانية “العلاقة بين العمل الفني و محيطه” للكوريغرافي (خالد بن غريب) عن فرقة “2K_far“.

4/ “استراتجية تطوير التجهيزات المخصصة الفنون في الساحات العامة في المغرب”، تكون هذا المحور، الني ترأس جلسته الدراماتورجي المغربي (د. عصام اليوسفي) من عنوانين رئيسين: الأول “دور المكان في التأثير على السياسة الثقافية الإقليمية، والاحتمالات الممكنة لتفعيله” الذي تفرع بدوره إلى ثلاثة مداخلات:

أ/ “دور وزارة الثقافة الفرنسية في تطوير المراكز الوطنية لفنون الشارع بفرنسا” (ألآن ندام/ مفتش المسرح، مدير عام الإبداع الفني بوزارة الثقافة والتواصل بفرنسا).

ب/ ” مركز التكوين، أية وظيفة؟ وأي مشروع إقليمي؟” بمشاركة كل من: (ألان كولون/ مدير المركز الوطني لفنون الشارع CNAR/ بلجيكا) و (باتريس بابلار/ مدير ورش “فراباز” المركز الوطني لفنون الشارع ببلدة فيوربان/ فرنسا).

ت/ ” قافلة فنون الشارع “أزلاي”: نموذج لتعاون متعدد الأطراف” (آن غيو/ مديرة فرقة “كروان” في مارسيليا/ فرنسا).

والعنوان الثاني:”أي استراتجية لتنظيم وتفعيل مجال فنون الشارع في المغرب؟” الذي كان عبارة عن مناقشة مفتوحة.

5/ “الفنون في الساحات العامة في المغرب: تكريس الاحتراف”

استهلت هذا المحور بعرض عام لخلاصات وتوصيات الندوة السابقة، التي عقدت يومي 12 و 13 أبريل السنة الماضية   2013 بتاحناوت. الذي تقدم له السينوغرافي والباحث المغربي (طارق ريبح). ثم تجزأ المحور لجزئيين: الجزء الأول ” تعزيز سوق ترويج وطني.. لأجل اندماج في السوق الإقليمية والدولية” الذي سلط الضوء على بعض التجارب المغربية تقدمها عرض برنامج الترويج في دور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة، وللدعم الذي تقدمه الوزارة، والذي قدمه (عبد الحق افندي/ مدير قسم الفنون بوزارة الثقافة)، تلته الفنانة (لطيفة أحرار) في سرد أهم المحطات التي سلكتها في تحقيق مشروعها Cont’N’Art. كما قام (عزوز طنيفس/ أستاذ تاريخ الفن بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط المسرحي) بتحليل أهداف مشروعه (روح الأمكنة). ليختتم (عز الدين كارا/ المدير الجهوي لوزارة الثقافة لجهة فاس بولمان) بالحديث عن مهرجان فاس لفنون الشارع، الذي يعتبر أول مهرجان من نوعه تنظمه وزارة الثقافة.

أما الجزء الثاني الذي كان عبارة عن مناقشة مفتوحة عرفت مشاركة ثلة من المسرحيين مغاربة و أجانب فلقد حملت عنوان:”كيف يمكن الحفاظ على الديناميكية الحالية التي تعرفها الفنون في الساحات العامة؟”.

6/ “أي استراتيجية بخصوص التكوين في مجال فنون الشارع؟” حيث عرف هذا المحور مداخلتين: أولهما حول “أي خصوصية للتكوين في مجال فنون الشارع” التي استخلصت تجربة 40 سنة ممارسة ل(ميشيل كريسبان/ مؤسس مركز التكوين في مجال فنون الشارع “FAI AR“). وثانيهما حول ” رهانات ومسؤوليات الحصول على دبلوم التكوين في مجال فنون الشارع” قدمها مدير المدرسة الوطنية لفنون السيرك (شمسي) بمدينة سلا ـ المغرب (ألان لورون).

فمن خلال سردنا لأهم محطات الدورة الحالية، يمكننا القول أن المهرجان جعل شوارع المدن، السالف ذكرها، ولمدة 24 يوما خشبة مسرح كبيرة وفي هذه المدة الزمنية صارت الشوارع والساحات أمكنة للفنون واستطاعت أن تبرز الجوانب الخفية من كفاءات وطاقات الممثلين والراقصين والفنانين العالميين وتقديم ما في وسعهم. الشيء الذي انعكس ايجابيا على ذائقة ساكنة المدن الذين قيموا التجربة بأنها رائدة وممتعة واستقبلوها بحرارة كبيرة وتفاعل جيد. خصوصا أن الفترة الأخيرة من المهرجان تزامنت والعطلة المدرسية الربيعية مما جعل كل العروض تعرف متابعة ومشاركة أيضا من قبل الجمهور.

وبالرغم هذا النجاح، نسجل ملاحظة واحدة وهو استحضار كل اللغات سواء بالعروض أو الندوات التي سيطرت عليها اللغة الفرنسية فقط، مادام المنظمون اختاروا “أول ناغ” فيمنحوا للعربية و اللهجة الأمازيغية وايضا الانجليزية و الاسبانية وو دورهم.

وتجدر الإشارة أن هذه الدورة تمخض عليها ولادة مشروع تأسيس “المؤسسة العربية لفنون الشارع” الذي تشكل مبدئيا من ثلاثة مؤسسات:

1/ “عبد الجبار خمران” أحد منظمي  (أوال ناغ)/ المغرب.

2/ ” بشار عليوي” مدير المهرجان الدولي لمسرح الشارع بدربنديخان ـ إقليم كرديستان/ العراق.

3/ ” مصطفى يموت” مدير مهرجان مسرح الشارع في بيروت/ لبنان

وستقوم تعاونية الإعلام الإلكتروني المسرحي العربي بنشر البيان التأسيسي للمؤسسة قريبا، فعلى الراغبين في الانخراط أن يترقبوا الخبر.

 

 

 

http://www.alfurja.com/

خاص/ مندوبة تعاونية المواقع الالكترونية/ بشرى عمور – موقع فرجة

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *