«نبوءة الخلاص» للمعهد العالي للفنون المسرحية تفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان الأكاديمي الرابع

 

 

 

في أجواء مليئة بالحب والتفاؤل اختتمت الدورة الرابعة للمهرجان الاكاديمي الذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية، وذلك مساء امس الاول على خشبة مسرح الراحل احمد الرجيب تحت رعاية وحضور وزير التربية وزير التعليم العالي احمد المليفي ورئيس المهرجان عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د.فهد السليم ووزير الإعلام الاسبق الإعلامي القدير محمد السنعوسي ومديرة إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كاملة العياد ومدير القطاع الفني للهيئات الشبابية بالهيئة العامة للشباب والرياضة المخرج عبدالله عبدالرسول ومدير إدارة التشغيل والتنفيذ بتلفزيون الكويت محمد المسري بالإضافة الى أعضاء هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية وضيوف المهرجان وجمهور كبير اكتظت به كراسي مسرح الراحل حمد الرجيب.

انطلق حفل الختام الذي تصدى لإخراجه عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. فهد السليم بالسلام الوطني ومن ثم تم تقديم أوبريت غنائي حمل عنوان «شكرا» من كلمات الشاعر خلف الخالدي وغناء بدر نوري وهو بمنزلة بطاقة شكر لكل من شارك في العروض الرسمية للمهرجان من الجامعات العربية تصدى لتجسيده مسرحيا الممثل الشاب عبدالله النصار، حيث حظي هذا الاوبريت باستحسان الجميع لـ «خفة دمه» ولجمال مفرداته الشعرية الذي صاغها المميز خلف الخالدي.

وتم بعد ذلك تقديم مشهد مسرحي كوميدي قصير تناول قصة حصان طروادة من بطولة الفنانين حمد اشكناني وناصر الدوب، اللذين استحقا التصفيق الكبير من الجماهير لأدائهما الرائع المفعم بالكوميديا الهادفة ليدخل بعدهما مقدما الحفل منال العمران والزميل حمد الحلوان الذي بدا اكثر اتزانا في تقديم فقرات الحفل من منال العمران التي أخطأت في بداية حديثها في مسمى وزير التربية وزير التعليم العالي، حيث قالت وزير الإعلام وزير التعليم العالي بدلا من وزير التربية الأمر الذي لم تصححه رغم إبلاغها بخطئها.

قدرات شبابية

وبعد الترحيب من قبل عريفي الحفل براعي الحفل وضيوف الكويت ألقى رئيس المهرجان عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د.فهد السليم كلمة قال فيها: الدورة الرابعة للمهرجان الاكاديمي جاءت في مجملها مبشرة بمستقبل مسرحي مشرق واعد، ومحققة لإيماننا الراسخ بقدرات المواهب الشابة، وما تملكه من طاقات إبداعية واعية خلاقة، لا يعوزها الحماس ولا الثقة بالنفس.

وتابع السليم: أن احتضان المعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت للطاقات الفنية الطلابية الدراسية في إطار تظاهرة مسرحية سنوية، إنما يبلوره تفهمنا الكامل لحاجاتهم كمبدعين ناشئين إلى الإبحار في عوالم الممارسة العلمية، سعيا إلى آفاق اكتشافهم بأنفسهم لمعنى الإبداع ووظائفه وأدواته ومناهجه، متجاوزين حدود التلقين والتوجيه والتربية الفنية داخل قاعات الدرس، وفي ذات الوقت التأهيل وتعضيد القدرات على فهم طبيعة الفن المسرحي كفن مركب يتأسس على التفاعل مع المجتمع، تلك هي فلسفتنا منذ اللحظة الأولى لتأسيس مهرجاننا الأكاديمي، فالمهرجانات المسرحية الطلابية ما هي إلا أحد الروافد المهمة التي نؤمن بجدواها، وبمسؤوليتنا كاملة كمؤسسة فنية علمية تعليمية عن الاضطلاع بتنظيمها سعيا واستهدافا لإضاءات عديدة، لعل من أبرزها معرفة المستجدات التي تطرأ على عالم المسرح فنيا وتكنولوجيا، ومحاولة التطويع العملية للأفكار والرؤى، وإخضاع النظريات والمناهج للبحث المعملي، ثم اكتشاف الصلاحية من عدمه، واستنباط الجدوى أو إقرار القفز والتخطي، شريطة أن تتم تهيئة المناخ لتحرر الطاقات المبدعة، وانطلاقها في حرية مطلقة دون قيود تفرض سطوتها من خلال مفاهيم وأساليب ربما أصابها البور، وتسلل إلى أوصالها الجمهور والثبات.

واختتم كلمته قائلا: إننا اليوم نهنئ أنفسنا بذلك النجاح الباهر الذي حققناه بفضل الله ومشيئته، ونهنئ جميع أبنائنا دون استثناء، فكلكم فلذات أكبادنا فائزون، كلكم على الدرب واعدون ومبشرون، نقدم أسمى آيات الشكر والتقدير لضيوفنا الكرام من الأساتذة الإعلام وعلماء المسرح الذين أثروا أياما وليالي مهرجاننا بزاخر علمهم وعظيم عطائهم دعما ومؤازرة لأبنائهم الطلاب من شتى البلاد العربية، وتحية شكر وعرفان لوزير التربية والتعليم العالي أحمد المليفي لدعمه اللامحدود، في سبيل انطلاق تلك الدورة وإنجاحها على الوجه المنشود.

تقييم التجربة

وبدوره ألقى مدير المهرجان د.راجح المطيري كلمة جاء فيها: في لحظة الختام تنتهي المساحة الزمنية المتاحة للفعل، لتبدأ لحظة المساءلة، لم يعد بمقدورنا إلا أن نضع أمامكم ما اعتقدنا أننا قدمنا على طاولة البحث والتقييم، ولأننا نؤمن أن كل عمل بشري لا يمكنه أن يصل إلى درجة الكمال، فليس لنا أن نقيم تجربتنا في إطار المطلق، بل في إطار نسبي ونتساءل وتتساءلون معنا، حول مدى تقديم الدورة الرابعة جديدا عن الدورة السابقة، إلى جانب تطور الأداء التنظيمي، والجدوى من إقامة هذا المهرجان التي تجاوزت تجربة فعلية بعمر أربع دورات.

وقال المطيري: أن تلك الأسئلة يمكنها أن تساعدنا على تقييم التجربة، وإجابات نتلقاها منكم ضيوفنا الأعزاء ومن كل من يعنيه أمر المسرح في وطننا العربي الكبير، ومهما كانت الإجابات لصالح تجربتنا أم ضدها أم مزيجا بين الاثنين، فلا شك أنها تساعدنا على تطوير الأداء مستقبلا، سواء كنا داخل منظومة إدارة المهرجان، أم أفراد داعمين لفعالية مسرحية أصبحت ملكا لكل من عشق هذا الفن.

فيما تمنى رئيس الرابطة الطلابية علي الجاسم ان يستمر هذا المهرجان وأن يحافظ على المستوى، وأن يكون سائرا من تطور إلى تطور من أجل الكويت ومن أجل المسرح، حيث جاء هذا التمني من خلال كلمة ألقاها في الحفل لاقت استحسان الجميع.

ملاحظات التحكيم

بعد ذلك صعد خشبة المسرح رئيس لجنة التحكيم عبدالرحمن بن زيدان من المغرب، حيث ألقى كلمة لجنة التحكيم والتي تطرق خلالها عن تقرير لجنة التحكيم في المهرجان الأكاديمي الرابع، حيث قال: لجنة التحكيم تشيد بالدور الفعال لوزارة التعليم العالي في دعم، وفي احتضان المهرجان الأكاديمي مما جعله ظاهرة ثقافية لها فعاليتها المميزة في نقل المهرجان من محليته كي يصبح مهرجانا دوليا، وتثني اللجنة على ما قامت به عمادة المعهد العالي برئاسة د.فهد السليم، واللجنة العليا للمهرجان لتسهيل مأمورية لجنة التحكيم، وفي أول اجتماع للجنة التحكيم تم الاطلاع على القانون المنظم للمهرجان، بعدها تمت مشاهدة سبعة عروض مسرحية متنافسة على جوائز المهرجان تمت مناقشتها في جلسات مغلقة، وفق القانون المنظم للمهرجان، وقد لاحظت اللجنة أن جل العروض قدمت قضايا عربية ذات خلفيات سياسية أثارت نقاشا حول مواضيعها وطروحاتها المتراوحة بين ما هو عبثي وبين ما هو واقعي وكوميدي.

وأضاف زيدان: أن لجنة التحكيم تشيد اللجنة بطاقات الفنانين الطلبة وهم يقدمون فنيا ما تعاني منهم أوطانهم بعناصر فنية بصرية، وأن العديد من الفرق وظفت وسائط تكنولوجية عديدة لخلق المتعة البصرية تنظيما لزمن الفرجة، واللعب المسرحي، لإنضاج فكرة العرض، ودعم الإيقاع الفرجوي بالغناء الحي، وأن هناك عروضا مسرحية اعتمدت على اللغة العربية الفصحى واللغة المحلية كوسائط تربط الإيقاع المستمر لما يريد النص قوله لكن غيابا مدققا لغويا يضبط سلامة اللغة العربية أدى إلى خلل في تقديم اللغة الفصيحة بشكل سليم، وأن العديد من العروض قدمت أعمالها اعتمادا على تداخل لغوي غير مبرر دلاليا وفنيا، فهيمنت اللهجة المحلية على اللغة العربية الفصيحة السليمة مما كان يخالف القانون المنظم.

ولفت زيدان أن هناك تباينا في مستويات العروض على مستوى الدلالات، وعلى مستوى مقاربة ما يقع في الوطن العربي، وبعد مناقشة العروض المتنافسة مناقشة عميقة مبنية على الرأي والرأي المخالف، وضعت لجنة التحكيم ضمن أولوياتها قبل إصدار لائحة الحاصلين على جوائز المهرجان كل الملاحظات، والتحليلات الموضوعية، والتقويم المنهجي للعروض، وأخذت بعين الاعتبار شروط المهرجان أثناء التقييم باعتبارها شروطا توجيهية لها تأثيرها في التقييم لا شروطا حدية تستوجب الاستبعاد.

تكريم

وفي لفتة عرفانا وتقديرا من قبل المعهد العالي للفنون المسرحية لمن ساهم بإثراء الحركة المسرحية، صعد خشبة المسرح وزير التربية والتعليم العالي أحمد المليفي بمرافقة رئيس المهرجان عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. فهد السليم ومدير المهرجان د.راجح المطيري، حيث تم تكريم كل من: د.محمد مبارك بلال، د.حسين المسلم، شيخة سنان، د.عبدالله الغيث، دخيل الدخيل، د.محمد الديهان، مدير إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كاملة العياد، المخرج عبدالله عبدالرسول، كما جرى تكريم الأقسام العلمية في المهرجان منهم العميد المساعد للشؤون الطلابية ورئيس قسم النقد والأدب المسرحي بالتكليف د.سليمان آرتي، ورئيس قسم التمثيل والإخراج د.فهد الهاجري، ورئيس قسم الديكور وليد سراب، وحيدر الحرز، وأحمد الدويسان، وفؤاد الغريب، إلى جانب مدير مكتب وزير التربية والتعليم العالي د.ماجد العازمي، هاني النصار مخرج حفل الافتتاح، عبدالله العابر عضو لجنة المشاهدة، الزميل مفرح الشمري رئيس اللجنة الإعلامية، مبارك المزعل، رهام العوضي، فهد المذن، محمد المسري، سعاد كمال، محمد عبدالرسول، وأحمد البناي.

الطابور السادس

وقبل اعلان جوائز المهرجان للعروض المسرحية أعلنت الكاتبة القديرة عواطف البدر عن جائزة التأليف المسرحي والتي شهدت منافسة خمس نصوص مسرحية، وفازت بها المؤلفة الواعدة فاطمة العامر عن نص مسرحية «الطابور السادس» ليصعد بعد ذلك الى خشبة المسرح وزير الاعلام الأسبق الإعلامي القدير محمد السنعوسي ليشارك الوزير المليفي والعميد السليم ومدير المهرجان المطيري، إلى جانب رئيس وأعضاء لجنة التحكيم، لتسليم جوائز الفائزين بالدورة الرابعة للمهرجان الأكاديمي والتي جاءت على النحو التالي:

 

٭ جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل: منحت لمسرحية «نبوءة الخلاص» للمعهد العالي للفنون المسرحية في دولة الكويت.

٭ جائزة لجنة التحكيم الخاصة منحت لمسرحية «ليلى والمجهول».

٭ جائزة أفضل مخرج: المخرج أحمد عزت عن مسرحية «القطة العمياء».

٭ جائزة أفضل ممثل (دور أول): محمد عبد الرؤوف عن دوره في مسرحية «ليلى والمجهول».

٭ جائزة أفضل ممثلة (دور أول): مناصفة بين مارتينا عادل عن دورها في مسرحية «ليلى والمجهول»، وسالي فراج عن دورها في مسرحية «نبوءة الخلاص».

٭ جائزة أفضل ممثل (دور ثان): محمد محسن عن دوره في مسرحية «ليلى والمجهول».

٭ جائزة أفضل ممثلة (دور ثان): روان الصايغ عن دورها في مسرحية «نبوءة الخلاص».

٭ جائزة أفضل ديكور: عمر الظفيري عن مسرحية «نبوءة الخلاص».

٭ جائزة أفضل أزياء: منيرة الحساوي عن مسرحية «لست انت جارا».

٭ جائزة أفضل إضاءة: محمد فاروق عن مسرحية «القطة العمياء».

٭ جائزة أفضل موسيقي: أحمد شرف مسرحية «ليلى والمجهول».

٭ جائزة أفضل مكياج: شهد العبيد عن مسرحية «نبوءة الخلاص».

 

 

مفرح الشمري

 

http://www.alanba.com.kw/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *