المسلم يدعو إلى الاهتمام بالممثل كجوهر للعمل المسرحي

 

 

 

قدم الناقد والدكتور الكويتي، حسين المسلم، مساء أمس الأول بمسرح قطر الوطني، قراءة نقدية في مسرحية «اللوحة» لمخرجها علي الشرشني وتأليف طالب الدوس عقبق عرضها بمسرح قطر الوطني، وهي من إنتاج شركة «مشيرب» للإنتاج الفني، أدارها الدكتور مرزوق بشير، مدير إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والفنون والتراث. وقال الدكتور حسين المسلم، إن الفن فيه نوع من الحرية في التعبير، منوها بأنه قرأ النص الأصلي، وشاهد العرض الحي، ليخرج بقناعة مفادها أنه شاهد عرضين: الأول للمؤلف والثاني للمخرج. وذكر الناقد حسين، أن العمل واضح بمستويين: علوي/اللوحة البشرية أو ما أطلق عليه «المأساة الفنية» التي يرسمها هذا الفنان، مستغربا أن من يمارس هذا القهر هو الفنان، مع العلم أن الفنان غالبا ما يكون مرهف الإحساس وفي قمة الإنسانية، ممثلا لذلك بالمطر عند الكاتب الذي يرمز للخير تارة، ولتكميم الأفواه تارة أخرى، خصوصا أن المطر كما هو شائع من معانيه الطهارة والنقاء. أما المستوى الثاني، فهو المرسَم والواقع الذي يعيشه الفنان.
إلى ذلك، ذكر الناقد الكويتي، أنه لن يغوص في المثالب، لكن يقدم رؤية من شأنها أن تظهر العمل أجمل لو تم فهم معطياته، مبرزا أن هناك خطا نفسيا وجوا نفسيا من الصعب أن يتغلغل الكاتب في النفس البشرية، وعندما قرأ العمل قال في نفسه «الله يعين المخرج عليه». ولاحظ المسلم، أن الممثل لم يبذل جهدا كبيرا في الشخصية، ولم يساعد المشاهد في فهمها أكثر، منتهزا الفرصة ليتحدث عن مشاكل العمل النفسي، وكيف يتم الانتقال من مستوى لآخر بلياقة ورشاقة دن أن تكسر الحالة النفسية عند المتفرج والانتقال من التعبير الجماعي عبر الحركات التعبيرية إلى الحوار، وهو ما يحتاج إلى انسيابية، منوها بأن عملا من هذا النوع من أصعب الأعمال ويحتاج إلى جهد كالتمثيل.
وقال الناقد حسين المسلم، إن الديكور كان بإمكانه أن يسهم في صنع هذا التلاحم، حتى نحس أننا داخل اللوحة، مسجلا أن الفرشاة غابت طوال العرض إلى أن ظهرت في آخر العمل، وأن هذا الظهور كان رائعا على حد تعبير حسين المسلم، وشكل متنفسا للمتفرج ليجد شيئا قريبا منه. وفي ذات السياق، أبان المتحدث، أن الأداء التمثيلي ساير الديكور، وأن الممثلة كانت أقوى توصيلا من الممثل.
ونصح الدكتور المسلم، الشباب بالاهتمام في تدريب الممثلين الشباب على اعتبار أن أساس نجاح أي عمل هو الممثل الذي يتوارى خلفه المخرج وجميع عناصر العمل المسرحي، مذكّرا بأن المسرح بدأ بالممثل وليس بالنص.
وتأسف الناقد على حال المسرح العربي عامة والخليجي خاصة لإهمالهم ببعض الأمور الأساسية علما بأنهم طاقات في التمثيل.
وفي ارتباط بالموضوع، دعا حسين المسلم، إلى الاشتغال عن طريق الورشة المسرحية دون استسهال للأمور، كاشفا أننا في الخليج لا نشتغل إلا عندما يقترب موعد المهرجان بعشرين يوما، ليخلص إلى الحاجة الماسة إلى جمهور يأتي للمهرجان، وألا تكون هناك فجوة بين المسرح والجمهور.
وقال موسى زينل، الخبير بوزارة الثقافة والفنون والتراث، إنه تم إثقال المخرجين بفذلكات إخراجية كان يمكن الاستغناء عنها. أما الفنان والناقد عبدالله دسمال الكواري، فلاحظ أن النص ينتمي إلى المدرسة السوريالية، وأن النص من النوع «المُوَرِّط»، إذ تورّط فيه المخرج. وأعرب طالب الدوس، مؤلف «اللوحة»، عن استمتاعه بالجمهور الذي احتفى بالعمل، لافتا أن الفوضى التي يعيشها الفنان ربما تكون ربيعا أو شيئا آخر، متمنيا أن يكون العمل قد نال رضا المشاهد.
ومما قاله الدوس وجاء في الكتيب التعريفي بالمسرحية: «هذه لوحتي، أرجو ألا تشبهني، وألا تشبه لوحاتكم».

 

عبدالغني بوضرة

http://www.alarab.qa/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *