مسرحية.. جمعية المسرح

 

كان يمكن لجمعية المسرح أن تتجنب هذه المسرحية، فقرار إغلاق الجمعية صفعة لمجلس الإدارة، وكانت الصفعات تتوالى عليها، من قبل المسرحيين أنفسهم، وقد انشقوا
بين (فتح وحماس) جمعية المسرح، منهم من يناصر الرئيس السابق (د.محمد الحبسي) الذي فوجئ بانقلاب أبيض على رئاسته (المؤبدة) وقد فاز في الانتخابات الأخيرة، لكن توزيع الأدوار جاء بانقلاب، ومعه الفنان طالب محمد، وبسبب ثغرة قانونية أخذها المخرج أحمد البلوشي.
في التجارب الناضجة يمكن اعتبار ما حدث أمرا عاديا، لا يستوجب التشنج والغضب والاستقالات، إنما اعتدنا في الثقافة العربية أن الرئيس يبقى رئيسا، من المهد إلى اللحد، أكان رئيس دولة أم جمعية للفراخ.
لكن حالتنا العربية (وجمعية المسرح النموذج الذي نتحدث عنه) تحتم أخذ الأمور من زوايا ضيقة، ولا مجال لتمرير الخدع المسرحية أو السينمائية، وعلى الرئيس السابق (متزعم القائمة الفائزة) أن ينتصر لذاته، ومن معه من أصدقاء وأصحاب، لزعزعة عوامل النجاح التي يمكن للآخرين البناء عليها.. طالما أنه بوغت بأن توزيع الأدوار لم يسر كما تشتهي سفن أحلامه بأن تبقى الإدارة بذات الوجوه.
المعضلة هي أن النوايا ليست حسنة..
وقلوب أهل المسرح ليست (على بعضهم البعض)..
والتفرّد بنيل الوجاهات العامل الأكبر في العمل (التطوعي) حيث المشاركات الخارجية تبقى ضمن الهبات التي من حق الرئيس فقط، وإن فاضت فتنال المقربين (جدا) منه..
ليست الإدارة الأولى بأفضل من التالية، وأيضا ليست أسوأ منها..
وكان على وزارة التنمية الاجتماعية أن تنتبه منذ البداية إلى أن لجنة مؤقتة تبقى في إدارة الجمعية ثلاث سنوات يشكل خرقا بيّنا لعملية بناء الجمعيات الأهلية، وفرحة البعض بتجميد الجمعية (وحل مجلس الإدارة) به شماتة لا تعني أن القادم أفضل، لأن البناء لم يكن مستقيما منذ البداية، بل به من الاعوجاج الشيء الكثير.
من تجارب جمعية المسرح، والجمعيات الأخرى، يفترض تعديل المسارات بما يخدم العمل التطوعي بصورة ممنهجة ومتوازنة، دون إفراط أو تفريط، برقابة واضحة من الجمعية العمومية والوزارة (المعنية) ووضع شروط تمنع (التملك) من أجل تخريج قيادات يمكنها أخذ مواقعها والاستفادة من التجارب المتاحة بدلا من (الحالات المؤبدة) المتمسكة (والمتشبثة) لخدمة (برستيجها) الخاص.
ألا تكفى دورتان لأعضاء مجالس الإدارات (أربع سنوات كاملة) لتقدم فيه ما يمكنها ويمكّنها من خدمة (الشأن العام) لا الخاص، و(تلميع) المهنة التي تخدمها لا (تلميع) أنفسها، بالسفر المتواصل والاستقبالات التي يمكن عبرها تمرير الطلبات.
أتمنى، شخصيا، مجلس إدارة جديدا لجمعية المسرح يبتعد عن الأسماء السابقة التي أوجدت الشرخ في مسار الجمعية، لينهض المسرح بعيدا عن مصالحهم الشخصية، الضيقة

بقلم_محمد بن سيف الرحبي

http://www.shabiba.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *