خيمة شكسبير في الزعتري تقدم عرضا مسرحيا في يوم المسرح العالمي تمت دعوة بان كيمون وانجيلينا جولي

 

خيمة شكسبير في الزعتري تقدم عرضا مسرحيا في يوم المسرح العالمي تمت دعوة بان كيمون وانجيلينا جولي وزين الدين زيدان لحضورها


المفرق / مخيم الزعتري – تقرير الاعلاميان بسام العريان وشادية الزغيّر

في واحدة من الخيام التي زُرعت في قلب مخيم الزعتري للاجئين السوريين وهي خيمة شكسبير , تُصنع هناك إعادة إنتاج الضحكة لدى الطفل السوري، وإعادة إنتاج الفرح والطفولة وبالتالي الإنسان”.

يتسابق الأطفال في المخيم لمشاهدة التدريب على عرضٍ مسرحي لمسرحيتين شهيرتين لشكبير، ألا وهما “هاملت” و”الملك لير”، يديرها الفنان والمخرج السوري بلبل نوار، في تلك الأثناء تجد الخيمة وكأنها خلية نحل , بهدف تقديم المسرحيتان في يوم المسرح العالمي الذي يصادف  27 الشهرالجاري ,حيث من المقرر أن تلقى من المخيم كلمة يوم المسرح العالمي .

مشروع شكسبير في الزعتري يندرج ضمن الدعم النفسي للاطفال عن طريق الدراما الاجتماعية , ابطال العرض هم 80 طفل من اطفال المخيم, يرافق العرض لوحة امل وسلام ..بطول نصف كيلو متر بريشة الف طفل من أطفال المخيم هدية محبة وسلام من اطفال سوريا الى اطفال العالم , ضيوف الشرف فنانون سوريون ,كما تمت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون والممثلة العالمية انجلينا جولي , و لاعب كرة القدم زين الدين زيدان هذا بحسب ماجاء على صفحة تنسيقية مخيم الزعتري عبر الفيس بوك .

دفع حال الأطفال اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري,المخرج السوري نوار بلبل الى التفكير في كيفية توفير الدعم النفسي والعاطفي لهم وتوفير بدائل تعليمية وتحفيز المتسربين منهم في العودة الى المدرسة، وكانت مبادرة مسرحية «شسكسبير في الزعتري» أو «خيمة شكسبير»  في إطار مشروع بدأه قبل خمسة أشهر مع أكثر من مائة طفل سوري من سكان المخيم.

إن اجمل ما في المسرحية انها ستعرض في جو المخيم وبيئته بدون ادخال أي تعديلات او تحسينات لتجميل الواقع او اجراء أي ديكور اضافي او توفير الازياء الشكسبيرية للاطفال،  فكل شيئٍ صنع من من مخلفات المخيم التي جمعها الأطفال من أطراف المخيم كالأبواق التي تصنع من العلب البلاستيكية، وبساطات القش، والحبال ، وخلافها.. ويتميز العرض بمنهجية سلسة استطاعت تبسيط اللغة الشكسبيرية وتطويعها لإيصالها إلى الأطفال عبر نص تمت دراسته بعناية شديدة خاصة وان عدد كبير من الاطفال ترك الدراسة لمدة ثلاث سنوات.

أولياء امور الأطفال المشاركين في التدريب يؤكدون أن هذا العمل «الدرامي» ذو أثر كبير على الأولاد، فقد كان الأطفال مهذبون ومهتمون بالعمل ويحفظون أدوراهم بشكل رائع وبلغة عربية فصحة والقاء مسرحي جيد دربهم عليه نوار الذي كان حريصا على شرح كل فقرة من المسرحية وأبعادها ومعانيها وتأثيراتها النفسية لهم».

كما يؤكدوا ان الأولاد يقدّرون العمل المسرحي ويحترمون أصدقاءهم، وأنهم لا يكابرون عند الخطأ، بل يعترفون به ويعتذرون عنه، ويقيّم بعضهم بعضا، ويعنفون المخطئ فيهم».

ولفت «بلبل»  الى أن الاطفال السوريين في المخيم واجهوا بعض الصعوبات في البداية من خلال القراءة والتعامل مع اللغة الفصحى لكن سرعان ما تم التغلب على هذه الإشكالية واستطاع الأطفال فهم النص بشكل جيد,مؤكدا أن الأطفال الممثلون يتدربون على هذا العمل يوميا وكل يحاول النجاح أكثر في دوره وتقمص الشخصيات التي أصبحت مألوفة جدا لهم خلال أحاديثهم واستفساراتهم أثناء التدريب والاستراحة  مضيفاً أنه مع الوقت بدأ الأطفال ينسجمون مع المسرحية ويدركون جمال التمثيل، لدرجة أن أعدادهم تزايدت بشكل كبير، وأصبح بعضهم يتجمعون خارج الخيمة ولا يمكنهم الدخول بسبب ضيق المكان، لكن المفاجأة كانت أن الأطفال الممثلين حفظوا النص بسرعة وكذلك الأطفال الذين كانوا يستمعون خارج الخيمة.

وأضاف نوار بلبل :”في البداية كانت الفكرة جنونية أن تنفذ عرضا مسرحيا في مخيم الزعتري وتدرب الأطفال هناك، فمن ناحية لم تتجاوب المنظمات في المخيم مع الفكرة، وانتاب الأطفال الملل من حضور الضيوف إلى المخيم والتقاط الصور معهم والانصراف وكأنهم مادة للفرجة، من ناحية أخرى” , إلا أن الأطفال استقبلوه بفرح شديد بما له من رصيد تلفزيوني عبر مسلسل «باب الحارة»،بقوله: «كانوا مأخوذين بذلك، وبرغبة في أن يمثلوا باب الحارة، ومن هنا دخلنا إلى العمل».

يؤكد بلبل أن العمل معد ليكون بعيدا عن السياسة  فقد أراد للأطفال أن يخرجوا من لعبة الكبار، ليدخلوا في لعبة إنتاج الضحك والفرح والطفولة… هؤلاء الأطفال الذين رأوا كل شيء، السكود والميغ والدمار أرادهم ان يعيشوا طفولتهم الضائعة.. أراد اعادة إنتاج الضحك عند الأطفال».

الأهالي أبدوا تفاعلا جميلا مع التدريب على العرض وأصبحوا يتجمعون مساء عند “كرفاناتهم” ويطلبون من الأطفال تمثيل ما تعلموه ويبدون ملاحظاتهم حول كيفية أداء الشخصيات وحركاتها وكأنهم مخرجون، وهذا أمر يشعرهم بأن شكسبير أصبح يتجول فعلا في مخيم الزعتري”.

هدف هذا المشروع هو لفت الأنظار إلى مخيم الزعتري، فبرغم كل ظروف العيش الصعبة فإن الناس فيه قادرون على الإبداع والتمسك بالحياة، وهم يحتاجون ملامسة إنسانيتهم .

ويشير المخرج والفنان السوري أن الأصدقاء الذين زاروا المخيم وحضروا التدريبات أبدوا تعاطفا وإعجابا كبيرين بالأطفال، والكثيرون منهم قدموا دعما لهم وللمشروع، فخيمة التدريب تم شراؤها من التبرعات التي قدموها، وهناك من تبرع ببجامات وآخر بأحذية للأطفال، ومنهم من تبرع بوجبة غداء للأطفال أعدتها زوجته.

الفكرة الأساسيّة من حملة “شكسبير في الزعتري” كما قال أحد العاملين في هذه الحملة المسرحية هي لفت أنظار العالم تجاه مأساة اللاجئين السوريين في مخيّمات اللجوء، وحثّ الأمَم المتّحدة التي نسيت أو تناست مايحصُلُ للسوريين طيلَة فترة الأزمة السوريّة، وأيضاً تهدُف الفعالية إلى إيقاظ البعد الحضاري للشعب السوري، إذ أنَّ الأطفال السوريين قادرون على عَكَس ثقافات العالم، وليسَ كما يروِّجُ النظام السوري عنهُم بأنَّهم إرهابيّون وسلفيّون وتكفيريّون، وغيرُ ذلكَ من الصّفات التي أطلقَها الإعلامُ السوري عليهم، حينما خرجوا فقَط مطالبين بحريّتهم وكرامتهم.

وأشار بلبل إلى أن “خيمة شكسبير” تبعد عن المسجد في الزعتري 17 مترا فقط، ويطلب الأطفال خلال التدريب الذهاب للصلاة، وعندما يخرج المصلون من الجامع أيضا يلقون التحية ويرددون عبارات تشجع الأطفال، وقال “أذكر هذا ردا على من يتهم المخيم أنه بيئة تولد الإرهابيين، إنه شعب مدني، وخيمتنا موجودة في منتصف المخيم دون أي سياج أو حماية”.

وأشار بلبل الى أن مشروعه المقبل قد يكون العمل مع الجرحى المدنيين، النساء خصوصا، في مسرحية موليير «مريض الوهم». وقال : «قد أعود مع مشروع اخر بعنوان: موليير في الزعتري».

شارك في هذا المشروع الموسيقي عمر نويران الذي أسس لكورال من أطفال الزعتري، حيث يؤدون الموسيقى المرافقة للعرض المسرحي.

وتحدث نويران عن الطاقة الإبداعية التي يمتلكها الأطفال السوريون في المخيم، والحاجة لملء أوقات فراغهم الكبيرة، مؤكدا أن هناك أعدادا كبيرة جدا من الأطفال الذين يريدون أن يتعلموا الغناء في الكورال، لكن ليس هناك مكان يتسع لهم، وبقي لفترة طويلة يدربهم وجزء منهم خارج الخيمة.

ومن النشاطات المستقبلية القادمة التي من المفترض أن يتمّ إطلاقها في الخيمة، هو الاحتفال بيوم الموسيقى العالمي في 21 حزيران القادم، على أن يغنّي كل السوريين في المخيّم أغنيةً واحدِة في نفس التوقيت في كلّ أرجاء المخيّم، وذلك لإظهار الجذر الإنساني الحقيقي لثورة الشعب السوري، حيث السلام والحب والفرح. المفرق / مخيم الزعتري – تقرير الاعلاميان بسام العريان وشادية الزغيّر

 

http://www.alwatanvoice.com/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *