أنتجتها تعاونية الربيع لباتنة.. “عودة شكسبير”.. مهزلة الشكارة في المسرح الجزائري

 

أعادت المخرجة والمؤلفة مريم علاق، وليام شكسبير، إلى القرن الـ21، وزجت به في قضية راهن المسرح الجزائري، وعلى لسانه أطلقت جملة من الأحكام والخطاب المباشر، ما أبعدها عن سحر الفن الرابع الذي بكت على أطلاله طيلة ساعة العرض.

إختارت مريم علاق، لمسرحيتها المعروضة بعنابة الثلاثاء المنصرم، عنوان “عودة شكسبير”، منحته تذكرة السفر عبر الزمان، لتحط به في الجزائر دون غيرها من الدول الكثيرة التي مر عليها.

يستيقظ الكاتب الإنجليزي من دهشة عبور الزمن من القرن 16 إلى 21، ليجد نفسه في أحد المسارح الجزائرية رفقة كريستوفر (رفيق شيمة)، يقفان على قاعة بها أكياس مملوءة مبعثرة على الأرض، أو بالأحرى “شكارة” مكتوب عليها أرقام تشير إلى أعوام متتالية، لم يفهم المسافران مدلولهما، بعدها يلج رجلان آخران المكان، “جليل” (عصام خنوش) و”الهامل” (حسين موستري)، يجران بدورهما كيسا جديدا ثقيلا بمحتوياته، نعرف فيما بعد أنهما يشتغلان في هذا المؤسسة، ويمثلان الجيل الجديد من المسرحيين، ويثيران استغراب شكسبير (لزهر تيري) الذي بدأ يستفسر عن حال المسرح في الجزائر، عن الأعمال الرومانسية والدرامية والكوميديا، عن هوية المخرج والممثل والمؤلف، وبذلك ينطلق “جليل” و”الهامل” في قالب ساخر كوميدي في تعريف الزائر بالسبل الحديثة في التعامل مسرحيا في البلاد، وبلغة مباشرة قدما شروحات عن المحسوبية والإقصاء والطرق المشبوهة لبلوغ الهدف داخل مسرح من المسارح الجزائرية.

شكّل الحوار بين الزائران والممثلان الجزائريان، عقدة تواصل بينهما، إذ لم يتقن تيري وشيمة اللغة العربية الفصحى، بينما ظهر حنوش وموستري مرتحان في دارجتهما، بل كان أدائهما أفضل بكثير من سابقيهما، وتفاعل الجمهور مع مشاهدهما الساخرة كان سريعا وقويا.

رغم الطاقة الإيجابية لعناصر هذه المسرحية، إلا أنها وقعت بين أيدي مريم علاق التي لم تحسن إدارتهم كما يجب، فسقط الجميع في نص غارق في النقد المباشر والأحكام المعممة على المؤسسة المسرحية الجزائرية.

إذ كان يمكن للمؤلفة أن تعالج مسألة تراجع الفن الرابع في البلاد، بأسلوب فني بعيد عن الخطابية، ما أعطى الإنطباع أنها تتحامل على الجميع دون استثناء، بالرغم من احتمال الصدق في نصها الذي بدا جليا أنه يحمل هما ثقيلا ملقى على كاهل هذه الكاتبة.

نبيلة. س

خلال مناقشة مسرحيتها.. مريم علاق: عودة شكسبير أهم عندي من عودة مصطفى كاتب

لم تجد المخرجة وكاتب نص “عودة شكسبير” من رد على سؤال طرح عليها في النقاش الذي أعقب العرض: لماذا اخترتي شكسبير ليعود إلى الجزائر ليقف على راهن الفن الرابع الجزائري؟

فجاء ردها: “أنا اخترت شكسبير ولكل واحد منكم حرية اختيار الرمز الذي يراه مناسبا له، لكم أن تختاروا ما شئتم شخصيا لا أرى أهمية استقدام مصطفى كاتب أو علولة أو غيرهما”. وبكثير من السلبية، تعاملت المخرجة مع أسئلة الحضور وملاحظات أهل المهنة أمثال عمر فطموش و لطفي بن السبع، إذ قال الأول إن المسرحية كانت بحاجة إلى كتابة درامية أكثر رزانة لتربط بين الأحداث، بينما رأى بن السبع أن النص كأنه كتب لغير المسرح، وهو الأقرب إلى التعبير الحر الذي تدفقت فيه شحنة من الغضب ضد واقع معين معاش، ما أبعد البنية الدرامية للنص عن الهدف الفني المنشود في نهاية أي إنتاج مسرحي.

بن علاق، بررت ضعف ممثليها في الأداء خاصة “شكسبير” و«كريستوفر” بالقول: “نحن في ثاني عرض للمسرحية، كما أننا لم يكن لنا متسع من الوقت لنتدرب على الأداء اللغوي، ولا لأشرف على مخارج الحروف وإتقان اللغة العربية.. لم يكن بمقدوري أن أضغط على الممثلين”، مشيرة أن الممثل تيري لزهر، أوكل إليه الدور أسبوع قبل دخولها غمار المنافسة بعنابة، وأنه حفظ النص في وقت قياسي، إلا أنها لم تعترف أن تيري تعثر وتلعثم أكثر من مرة أمام الجمهور.

وتمسكت المخرجة، بحجج أخرى كقلة المكانات: “هذه مجموعة من الشباب المتحمس للمسرح وكلنا يعمل في تعاونية بصفر دعم”.

وعن خطابها المباشر وأحكامها المسبقة على جميع العاملين في مجال المسرح، أكدت قائلة: “مسرحيتي هي محاكمة إفتراضية لما يقع فعليا في يومياتنا كمسرحيين، أنا لم أقل سوى حقيقة ما يجري للمخرج والممثل وطريقه الطويل مع لجان القراءة وتلاعب لجان التحكيم”، لتردف: “لا أحب المجاملة على الخشبة.. كما أن نصي ليس نقدا بل رسالة حول الرداءة في المسرح الجزائري”.

 

http://www.djazairnews.info/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *