(حكاية النمرود) تفتتح مسرح الشباب

 

مسرحية «الدب»، التي قدمها المخرج رائد شقاح مفتتحاً لمهرجان مسرح الشباب الحادي عشر، بعنوان «حكاية النمرود»، وأعدها عن نصها الأصلي بكر قباني، على مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي لا تبتعد كثيراً عن مسرح تشيخوف الذي يمتاز بعدد من العناصر التي من أبرزها: الخلو من الحبكة، والذروة الدرامية، الاعتماد على المونولوجات الداخلية التي تعكس أحلامهم وأوهامهم ورؤاهم. وما يميزه اعتماد مسرح تشيخوف على المؤثرات الصوتية والرموز، فضلا عن انشغال مسرحياته أساسا بالحالة النفسية للشخوص. والسؤال أين تلك الرؤى، والتقنيات، من مسرحية شقاح.


اعتمدت الرؤية الإخراجية في طرح حكاية العرض، على فعاليات تصميم شخصيتي العرض لكل من الأرملة، وبائع الأعلاف، التي قدمهما ببراعة نهى سماره، وإياد شطناوي، فتحدثت مجرياتها، عن الأرملة التي كانت تنشد تجميع القيمة المالية لما تركه زوجها، لتواصل حياتها مع عشيقها إبن أحد الوزراء، ولكن يظهر فجأة، في أيام حدادها الأولى، رجل حازم يريد حقه من ديون له كانت على زوجها، وفي سياق الأحداث يعجب بقوة كلا منهما بالآخر.
السينغرافيا البصرية، تأطرت أساسا في تجسيد حيز الأداء، حلبة مصارعة واقعية، لكن جاء توظيفها رمزيا؛ وظهر المنحى الكوميدي الذي حكم علاقة الشخصيتين طيلة فترة العرض الذي شد الجمهور إليه، جاء على حساب حضور الشحن الدرامي الذي كان الغائب الأكبر بين العناصر المسرحية الأخرى، فلم يظهر إلا البناء السطحي للعرض دون ان يستطيع المتلقي التواصل مع البنى الفكرية العميقة للنص الأدبي لتشيخوف.
المخرج شقاح، الذي عرف ممثلاً ناجحاً، في الحراك المسرحي المحلي أظهر امتلاكا لمقدرة تصميم الشخوص، ودفعها إلى الأمام على المسرح، لكن غابت الرؤى التي تخرج البنى المضمرة من نص تشيخوف، صمم السينغرافيا والإضاءة محمد مراشدة، والموسيقى ستديو مراد ولؤي، وتنفيذ الديكور نبيل مرار.

 

عمان – جمال عياد-

http://www.alrai.com

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *