مساحات الركض العربي في المسرح غير كافية.. إنه أبو الفنون

 

كان من أبرز ضيوف مهرجان الفجيرة للمونودراما الأخير نجما سورية المخرجة والممثلة واحة الراهب والنجم سلوم حداد اللذان كانا محط اهتمام الكثير من نجوم الفن العربي المشاركين فيه ومن المتابعين ذوي الاهتمامات المسرحية على وجه الخصوص.

وواحة الراهب التي أصبحت ضرورة وجودها في المهرجانات الفنية العربية.. ضرورة الملح للطعام أصبحنا نشاهدها كثاني أهم ثنائي عربي يسجل الحضور الأكثر روعة في مهرجانات الفن العربي هنا وهناك مع زوجها وتوأم مشوارها الفني المخرج الكبير مأمون البني، ونقول ثاني بعد أن تواجد على نفس الوتيرة في حياة الفن العربي في المهرجانات المخرج الكبير محمد فاضل وزوجته النجمة فردوس عبدالحميد. في مهرجان الفجيرة لمسرح المونودراما التقينا بها وزوجها البني، وقبل ذلك في مهرجان البحر الميت في الأردن، كذلك في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون.

اليوم نلتقي بها وزميلها النجم سلوم حداد بعد انتهاء الندوة الخاصة بعرض جنوب أفريقيا الذي نال الكثير من الإعجاب لنتحدث بداية عن شؤون وشجون المسرح العربي بشكل عام، وعن هذا المهرجان تحديدا، فقالت: أعتقد أن من أهم العوامل التي ستكون مساندة لإنجاح الخطوات الجميلة والكبرى التي تبذل من أجل إعادة الروح والعالمية للمونودراما أن القائمين عليه كملتقى عالمي كتبوا روشتة نجاحه بإعطائه الصبغة العالمية غير باخلين على الصرف على برامجه المختلفة ودعوة كل نجوم العالم والمتخصصين في مسرح المونودراما، وهذا أمر يحفز ــ في رأيي ــ الكثير من دول المنطقة في أحياء ودعم هذا اللون من الفنون المسرحية واستثمار عامل كلفة الفرد الواحد على الخشبة. الذي أريد قوله إن هذه الخطوة من هنا تجاه العالم بخصوص هذا اللون من الفنون خطوات تستحق رفع القبعة احتراما. وأضافت: وهذا التوجه من المهرجان يفتح أبواب المسرح العربي نحو العالمية وصنع آفاقا واسعة وجديدة أكثر غنى وتجربة، ويعطينا فرصة لمشاهدة أعمال الآخرين في هذا النطاق من فنون خشبة المسرح. وعن ما إذا كانت قد خطت هذه الخطوة في حياتها الفنية، قالت واحة الراهب:

ــ نعم، والآن تحديدا لي عمل كان من المؤمل أن يسجل حضورا في هذه الدورة السادسة من المهرجان مع المخرج وليد قوتلي، إلا أننا لم نصل بعد إلا الانتهاء إنتاجيا منه.

ويقول النجم سلوم حداد في لقائنا معه في الفجيرة التي يقيم فيها حاليا: المسرح هو الرئة والمتنفس الأوسع للفنان متعدد الاهتمامات في دنيا الإبداع، وفي رأيي أن المهرجان يفتح للفنان المحب للحضور الموسوم «محاولة صناعة المسرح» كعمل إبداعي يتحمل هو بنفسه نتائج النجاح والفشل في الغوص فيه.

واستطرد قالا: عموما مساحات الركض في المسرح العربي اليوم غير كافيه، أنه أبو الفنون.

وعن علاقته بالمسرح تحديدا وهو الوجه الأكبر بروزا في التلفزيون من خلال «شباك المواعيد» بين نجوم الفن القادمين إلى الخريطة العربية ومشاهدي الشاشة الصغيرة في العالم قال: العمل الفني اكتمال كما اكتمال البدر في السماء، وإذا لم يكن للنجم قاعدة في حياته الفنية تنطلق من المسرح، فالأرضية ستصبح أوهن وليست منطلقا صلبا لتحقيق النجاحات المتوالية هنا وهناك، عملت في المسرح كثيرا وكثيرة هي الأعمال المسرحية عندي في المهرجانات وفي المسرح الجماهيري مثل «الترحال، حادثة النصف متر، الملف خضر، دروبنا». وكثيرة هي أعمالنا الفنية من خلال المسرح. إلا أن المسرح لنجم التلفزيون يحتاج الوقت الأكثر والأطول وطولة البال، ما يؤثر على خريطة الوقت لدى الاسم المطلوب تلفزيونيا.

• اسم سلوم حداد غدا أو أنه كان كذلك أكثر قربا من المشاهد في الأعمال التاريخية تلفزيونيا أكثر من تلك الأعمال الاجتماعية المعاصرة، ترى هل هذا معيار معقول منا، وأعني هنا حضور عظمة الممثل سلوم حداد الأكثر إبداعا في الزير سالم، الفوارس، الكواسر، العبابيد، خالد بن الوليد، القعقاع بن عمرو، المتنبي، أبو زيد الهلالي، طرائف أبو دلامة… وغيرها من الأعمال؟

•• أعتز بذلك ــ من الطبيعي أن اعتز بذلك ــ ولكنني قدمت في الجانب الآخر ما يشفع لي بأن أكون حاضرا في غير الأعمال التاريخية، إذ أنه لكل لون واجباته التي تقدم من أجل المشاهد الذي يعي التعامل مع هذا الإبداع، عندك ــ مثلا ــ شخصية الإسكافي أبو نجيب الشخصية الطيبة في «زمن البرغوث» مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد، كذلك شخصية مراد بيك الشريرة في ــ الأميمي ــ وأدوار كثيرة أخرى مثل ما قدمناه في رفة عين وما بتخلص حكاياتنا وغيرها، لا لا لا.. هناك أعمال كثيرة أفخر بها مثل: أحلام منتصف الليل، الأجنحة حصاد السنين، دكان الدنيا، أبو كامل، حمام القيشاني، خان الحرير، شجرة النارينج.

• أعني أن أعمالك التاريخية قائمة عظيمة وتأثيرها على المشاهد العربي أقوى من أن تدع لك أبوابا أخرى من النجومية في غيرها، ودليلنا إلى ذلك هذا الطفل السعودي أو اليافع الذي يحلق كل يوم بين أعضاء أسرته بإعجابه الكبير في أدوارك التاريخية، الأمر الذي كلف أسرته أن تأتي مكتملة من جدة بصحبته إلى الفجيرة للالتقاء بك، وأن يحقق حلمه بالتصوير إلى جانبك وهو يهذي كل يوم بدورك في الزير سالم ويشاهد المسلسل دائما وفي كل وقت ليباهي بشخصك وإبداعك فيه، لكن دعني اسألك عن السينما أين أنت منها؟

•• مثل هذه المشاهد هي رأس المال الأوحد للفنان، وأكاد أجزم أن أي فنان تصل سعادته إلى أقصاها في التعامل مع هكذا مشاهد، أما بالنسبة للسينما، فهي تخطو عندنا خطوات وئيدة تحكمها حركة دولاب الإنتاج، وأعتقد أنها مشكلة الكثير من الدول والفنانين العرب، على العموم عملت في السينما لدينا بما هو ممكن للتنفس من خلال الشاشة الكبيرة مثل أعمالي في «رسول من قرية نميرة، السفاح، صرخة نملة، موكب الآباء، قاتلون أم ماذا، نكون أو لا نكون… وغيرها».

• وفي عودة لنا للمخرجة والنجمة واحة الراهب، لنتحدث عنها كنجمة عربية سورية ولدت في القاهرة وشهدت بلدها سورية إبداعاتها، وحاصلة على الكثير من الجوائز والشهادات؛ مثل فوزها بالجائزة الفضية في قليبة بتونس عام 1987 بفيلمها القصير «منفى اختياري»، وجائزة برونزية من مهرجان بيونغ يانغ في كوريا بفيلمها «رؤى حالمة»، وأخرى من مهرجان الأفلام العالمية في اليابان، سألتها عن الحضور السينمائي العالمي في المهرجانات، وهل أثقلت الكتابة والإخراج خطى نجوميتك كممثلة؟

•• لا أبدأ أنا أتماهى حبا مع نشاطي الفني في مختلف المجالات، وأرى أنني قدمت ما يرضيني في كل مجال، وأرى بالعكس أن الحضور كمخرجة أو كاتبة يدعم خطوات النجاح في الحياة الفنية والجماهيرية، وإذا ما كنت صادقا فخشبات التتويج والتكريم هي التي تسعى إليك، ومن هذه المشاهد ما أسعد به كثيرا مثل ذلك التكريم القاهري في مهرجان القاهرة إلى جانب رندة الشهال، ليلى عساف، وجوسلين صعب، وفريدة بن يزيد في العام 2003. كذلك في مهرجان الإسكندرية السينمائي في 2012.

• هل تتذكرين عملا مشتركا جمعكما.. أنت وسلوم؟

•• كثيرة هي الأعمال التي جمعتنا؛ مثل مسلسل البركان في العام 1993، ومعنا غسان مسعود وصباح عبيد وغيرهما الكثير، كثيرا ما عملنا معا. عموما أعتز بكل عمل شاركت فيه مع أساتذتي الزملاء، كما أعتز بالكثير من المسلسلات التي حقق لي بعضها جوائز مستحقة، كما هو الحال مع السينما مثل «جدي» الذي حصلت من خلاله على عدة جوائز و«الخرزة الزرقاء» في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في القاهرة، أيضا الجائزة الفضية عن «حقيبة رأس السنة».

 

علي فقندش (جدة)

http://www.okaz.com.sa/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *