حسين عبد علي: على المسرحي أن يكون «سوبرمان»

فنان مسرحي متعدد المواهب، انطلق نحو المسرح، حيث أثارت ستائره الفضول لديه، وجذبته الخشبة برهبتها وصمودها، ما أثار إبداعه المتكامل تجاهها، فاندفع نحوها كتابة وتمثيلاً وإخراجاً، فأبدع مسرحية «عندما صمت عبدالله الحكواتي»، ورغم كونها تجربته الأولى

في عالم الإخراج المسرحي، إلا أنها أخذته إلى السماء، وأوصلت صوته إلى آفاق بعيدة، فخرج من حدود موطنه البحرين، حتى وصل إلى الشارقة، حيث مهرجان المسرح العربي، إذ تم اختيارها من بين 160 مسرحية للتنافس على جائزة «أفضل عرض مسرحي».

 

«البيان» التقت المخرج حسين عبد علي، الذي أكد على ضرورة أن يكون المسرحي “سوبرمان” في هذا الزمن، حتى يرتقي بالمسرح ويبدع.

وإلى نص الحوار.

كيف تقيم «عندما صمت عبدالله الحكواتي»؟

أعتبر مسرحيتي هذه التجربة الأولى التي من الممكن أن أستند عليها في مشواري الجديد في العملية الاخراجية، فلدي تجارب سابقة ولكنها عبارة عن عروض بسيطة في إطار المسرح الجامعي، ولذا فهي التجربة الحقيقية التي استحقت كل الوقت والجهد، والقلق منها جعلني أصر على لعب الدورين، التمثيل والإخراج، بالإضافة إلى التأليف، وبرأيي أن على المسرحي أن يكون «سوبرمان» حتى يرتقي بالمسرح ويبدع ويتميز في عمله.

بين التمثيل والإخراج، أين وجدت نفسك أكثر؟

ما زلت أجد نفسي في التمثيل وأميل إليه وخصوصاً في ظل وجود أساتذة في الإخراج المسرحي كعبدالله السعداوي، وإبراهيم خلفان، ومحمد الصفار، ووجودي تحت أيديهم فرصة للتعلم أكثر، ولذا أرغب بقضاء الوقت في التعلم من أصحاب الخبرة الواسعة الذين استطاعوا تغيير مجرى المسرح في البحرين، وأشعر أن حالة الكسب والاستفادة تكون أكبر لو كنت معهم ممثلاً، وفيما يخص الإخراج، فمن الممكن أن أنتقل إليه، ولكني أرغب في أن يكون ذلك بشكل سلس.

عمل جماعي

كنت المخرج الذي يعطي توجيهاته لأساتذته، كيف كان شعورك؟

كنت قلقاً جداً في البداية، ولكن ما سهل مهمتي هو وصول هؤلاء الأساتذة لدرجة كبيرة من الوعي والنضج الذي جعلهم يتعاملون ببساطة وعفوية، وأعطوني مكانتي كمخرج، فكان العمل جماعياً بروح متميزة، وبالنسبة لي، لم تكن هناك ثمة سلطة إخراجية بحتة بحيث تمحو رؤية الآخرين، فقد كنا نتبادل الآراء، ما زاد العمل قيمة ومتعة.

عادة ما تكون أضواء السينما والدراما جاذبة للمبدعين الشباب أكثر من غيرها. ولكنك اخترت المسرح، لماذا؟

الشهرة ليست هاجسي الأكبر كما هو الإبداع، وميلي إلى المسرح يعود إلى كونه الحياة، والمجال الوحيد الذي يعتمد على إنسانية البشر، ومنبر التلقي بشكل مباشر وبلا حواجز، أما في السينما والتلفزيون فأحتاج لأداة كي أصل من خلالها للمشاهد، على عكس المسرح الذي لا أحتاج فيه إلا إلى نفسي كممثل، وهذا لا أجده في أي مجال آخر.

ما الجديد الذي قدمته في «عندما صمت عبدالله الحكواتي»؟

لا أزعم أن هناك ثمة تقديم جديد أو مغاير بحت في مسرحيتي، بقدر ما كنت صادقاً أنا وفريق العمل في أدائنا لهذه اللعبة، وملامستنا لهذا الصدق في اللعب هو ما يستحق تسليط الضوء عليه في المقام الأول.

هل للمسرح جمهور؟

للمسرح جمهور في حالة وجود أعمال جادة وصادقة، ومن خلال أجواء عرض مسرحيتي في البحرين، وجدت أن الجمهور عانى الكثير من الظروف كضيق المساحة، ووجود مقاعد محددة، وعدم توفر مواقف السيارات، ولكنه أصر على حضور العرض المسرحي كاملاً، وهذا دليل واضح على أن للمسرح جمهوراً.

ما الصعوبات التي تواجه المسرح العربي اليوم؟

الدعم بأنواعه المادي والمعنوي، إلى جانب هاجس المبدعين في الاتجاه نحو الدراما التلفزيونية كونها تجلب الأرباح، ورغم ذلك أتخوف من مجرد التفكير بتحويل المسرح لدار أرباح، فمتى تحول الوضع إلى تجارة، فقد الإبداع نفسه.

حالة قلق

 

رغم سعادته بمشاركة مسرحيته «عندما صمت عبدالله الحكواتي» في مهرجان المسرح العربي، مؤخراً، إلا أن المخرج حسين عبد علي عبر عن قلقه الكبير مما سيقدم في المستقبل، فمشاركة مسرحيته في هذا المهرجان المسرحي المهم تضع على عاتقه مسؤولية مضاعفة الجهد لتقديم ما هو أقوى.

 

 

المصدر:

  • الشارقة ـ دارين شبير
  • http://www.albayan.ae/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *