داتا شو.. ليكون المسرح أقرب في العراق

اختتمت في بغداد الاثنين فعاليات الدورة الاولى لمهرجان “داتا شو” الذي اقامه ملتقى الشباب المسرحي العراقي تحت شعار “المسرح اقرب” ببغداد.

وداتا شو تعني شاشة العرض السينمائي.

ورغم اخبار المتفجرات التي تهز يومياً مناطق متفرقة من العاصمة العراقية حتى باتت الخبر اليومي للعراقيين الذين تعودوا مشاهد الدمار والعنف فان القائمين على المهرجان اصروا على تنظيمه وعولوا على نجاحه واستقطابه المتابعين والشغوفين بالفن الرابع.

واعتبر يوسف هاشم مدير المهرجان ان “داتا شو” المسرحي الذي يشرف عليه ويديره بكل حيثياته نخبة من شباب المسرح قدم عروضاً مسرحية لنصوص عالمية ومحلية بطريقة جديدة.

واضاف ان “هدف المشروع جعل المسرح اقرب للمتلقي لخلق حالة حراك مسرحي وللمساهمة في صناعة مشاهدة جديدة عن طريق شاشة “الداتاشو”، مبيناً ان “المهرجان يحاول تقريب الاعمال البعيدة، وذلك لصعوبة الوصول الى المهرجانات العالمية”.

وبين ان “المهرجان الاول هو للجميع حيث لافرق بين المتلقين ان كانوا من النخبة ام غيرها لان المسرح ينتمي الى الانسان وهو سجل نشاطه الثقافي والاجتماعي”.

واعتمدت التظاهرة الفنية على المادة الفلمية للعروض المسرحية بدلا من العروض الحية وبإشراف مجموعة من الشباب المسرحي الذين وجدوا ضالتهم بعيدا عن المؤسسات الرسمية وبعيدا هن روتينيتها وبيروقراطيتها حسب تعبيرهم.

وشاركت في الدورة الاولى خمس مسرحيات بين محلية وعربية وعالمية.

وتم اختيار خمسة عروض من بين مئة عرض كتجربة أولى وهي: ومسرحية “الذي ظل في هذيانه يقظاً” عن قصيدة للشاعر عدنان الصائغ إعداد أحسان التلال إخراج غانم حميد وعرض فرنسي “سمفونية الخنساء” إخراج دينس غيغا وعرض من بلجيكا بعنوان “سوترا” إخراج سيدي العربي الشرقاوي من المغرب والعرض التونسي “انفلات” إخراج وليد الداغسني و مسرحية “عطيل”عراقية، تأليف وإخراج علي طالب.

وكانت المسرحية التونسية “انفلات” سجلت حضورا بارزا وخطفت الانظار اليها لا سيما وانها توجت بالجائزة الذهبية في مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي بعمان في السابق.

وارتكزت فكرة المشروع على اقامة المهرجان مرتين في السنة وتقديم العروض المسرحية فيه بشكل غير تقليدي عن طريق عرض المسرحيات بـ(جهازالداتاشو)واغلب العروض المقدمة هي عروض لمسرحيين أكاديميين شباب من داخل وخارج العراق.

و اعتبر ثائر عبد علي عضو اللجنة العليا للمهرجان أن هناك عروضا من تونس والعراق فضلا عن عروض أجنبية، وافاد ان المسرحيات موجودة على أقراص ( دي في دي)، والهدف منها جمع الشباب المسرحي لتكوين قوة شبابية مؤثرة، واعادة مشاهدة العروض المهمة مع التثقيف حولها واعطاء فرصة للقاءات الشباب وشحنهم بالحوارات الثقافية المهمة.

وقال مدير تقنيات المهرجان علي السوداني ان “الهدف من المشروع هو بناء جيل مسرحي مهم ورصين بعيدا عن المحسوبية والانانية”.

وافاد السوداني انه مشروع الحب والتعاون لزيادة التجربة والخبرة من خلال المشاهدة وصناعة جيل شاب قادر على قيادة الثقافة العراقية في المستقبل.

ويعتبر متتبعون للوضع الفني في بغداد ان المسرح العراقي فقد بريقه واشعاعه بسبب تردي الظروف الامنية والاجتماعية والاقتصادية والمهرجانات التي تقام باسمه هي في نهاية المطاف موسمية ومحدودة.

ويهتف الكثير من المــســرحــيــين العــراقــيــين بصوت واحد “حـضـرت الـحـريـة وغـاب الأمـن”.

ويعتبر الفنان العراقي حيدر منعثر ان المسرح لا ينفصل عن الحياة بل يلتصق بها ويعبر عنها مباشرة مضيفاً “الحياة في العراق اليوم مفخخة والمسرح بدوره يرقد في غرفة الانعاش الا انه سيعود الى الحياة متى عاد الاستقرار الأمني والسياسي”.

 

http://www.middle-east-online.com/


شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *