الحسيني: الثورات العربية أخرجت المسرح من انغلاقه

بعد خمس عشرة مسرحية قدمتها مسارح مصر للكاتب إبراهيم الحسيني، انتقلت أعماله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتعرض مسرحيته “كوميديا الأحزان” في خمس عشرة ولاية أمريكية، برؤى إخراجية مختلفة، وقامت ببطولة أحد العروض نجلا ابنة المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد .

الحسيني فاز بعدد من الجوائز، وأصدر مسرحيات عدة منها: “الغواية”، و”شم العصافير”، و”أيام اخناتون”، ومتحف الأعضاء البشرية”، وحديقة الغرباء”، و”كوميديا الأحزان”، عن المسرح وهمومه يتحدث إبراهيم الحسيني .


* “كوميديا الأحزان” مسرحيتك التي عرضت سبع مرات بسبعة مخرجين في أمريكا، لماذا أمريكا تحديداً؟


– لم أختر أن تعرض مسرحيتي “كوميديا الأحزان” على مسارح أمريكا دون غيرها، فالمسرحية عرضت في مصر أولاً، وكان النص يدور عن التغييرات التي أحدثتها الثورة المصرية، وأثناء العرض شاهده وكتب عنه نقاد وصحافيون مصريون وأجانب، وهو ما جعل الجامعات الأمريكية تهتم به، لذا فقد تم تقديمه هناك في أكثر من 15 ولاية وبمجموعة متميزة من مخرجي الولايات المتحدة، كما قامت بعض الجامعات هناك بتدريسه .


كيف استقبل الأمريكيون العرض؟


– أمريكا لا تعرف المسرح السياسي كما نعرفه نحن، إنها تهتم بالمسرح الإنساني وبتحولاته المختلفة، لذا كان مدهشا لهم أن تكون السياسة خارجة من أطر إنسانية مملوءة بالحيوية والمشاعر، ففي العرض الكثير من المشاعر الإنسانية: كالحب، الخوف، الانتماء، المتعة، الامتلاك، وغير ذلك من أفكار تضمنها العرض ولاقت تفاعلاً كبيراً من الجمهور الأمريكي .


لك ما يقرب من عشرين عملاً مسرحياً، هل المجتمع لا يزال يتواصل مع المسرح الجاد؟


– المجتمع دوما يتدرب على مشاهدة الفنون التي يقدمها له صناع الأدب والفن، فإذا ما تماست معه وجدانياً وفكرياً فإنه يتفاعل معها، وإذا ما تعالت عليه فإنه ينصرف عنها، وما أقدمه من مسرح يغازل المتفرجين من دون أن يتدنى بأذواقهم، ومن دون أن يتعالى عليهم أيضاً، إنه يمنحهم قدراً كبيراً من الدفء الإنساني، ومن المعرفة، ما يساعدهم على إثارة الكثير من الأسئلة المسكوت عنها والبحث عن إجابات لها، وإثارة الأسئلة داخل ذهن المتفرجين هدف مهم .


هل أثرت الثورات العربية في المسرح؟


– الثورات العربية نقلت المسرح خطوة على مستوى الشكل والمضمون، فقد دعت لأهمية التفكير في الخروج بالمسرح من أبنيته المغلقة والطاردة للجمهور العادي، كما ستؤدي إلى تغيير بعض الأفكار التي كانت سائدة عن البطل الواحد والمخلّص الفرد، فالبطولة صارت بعد الثورات للجموع، وهو الأمر الذي سيزيد من ديمقراطية المسرح، وهو ما يعني نقل هذه الديمقراطية من داخل فضاءات المسرح من النص إلى الممثلين العاملين على تجسيده، ومن ثم من النص وفريق العمل إلى الجمهور المشاهد له، فتنتقل بذلك ديمقراطية المسرح إلى ديمقراطية حقيقية متحركة بين الناس في الشارع .

 

القاهرة – إبراهيم حمزة:

http://www.alkhaleej.ae

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *