«على الطريق» عمل مسرحي يعلن استمرار الحياة رغم الموت المجاني

يصمم طلبة وخريجو المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، على الاستمرار بصنع المسرح في ظل ما تعيشه البلاد من ظروف وتحديات فرضتها الحرب، كرغبة بالعيش أولاً، وبالفن ثانياً.

ويأتي العرض المسرحي «على الطريق» ـ قراءات مسرحية، للمخرج الشاب وسيم الشرقي، من آخر العروض التي اتخذت هذا السياق معلناً عن استمرارية الحياة، هناك على الأرض التي يموت عليها يومياً الكثير من أبنائها.

يأتي العرض الذي قدم يومي 15 و16 كانون الأول الجاري على خشبة المسرح الدائري «مسرح فواز الساجر» في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، كقراءات تمثيلية من نصي «خارج السيطرة» لوائل قدور، و«عتبة الألم لدى السيدة غادة» لعبد الله الكفري، وهو من أداء: كامل نجمة، مجد فضة، نغم ناعسة.

على الرغم من أن المواصلة بالمسرح بأيادٍ سوريّة، هو مبعث أكيد على الأمل والتفاؤل من أجل مستقبل الإنسان السوري، إلا أنه يثير لدينا العديد من التساؤلات التي كان لا بد وأن نوجهها لأسرة العمل. أهمها: لماذا يتم تقديم هذا العرض الآن وهنا في سورية اليوم؟

عنه يجيبنا المخرج وسيم الشرقي، فيقول: «أنا والمجموعة التي أعمل معها من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق ونحن مؤهلون للعمل في هذا النوع من العروض المسرحية، وبالتالي هي مهنتنا بالدرجة الأولى التي يجب أن نؤديها بسوية جيدة.. أما المستوى الثاني والأهم، هو أن العمل المسرحي اليوم، أو أي عمل مدني في دمشق أو أي مدينة سورية أخرى هو مسؤوليتنا الشخصية لأنه فعل يحافظ على تركيبة المجتمع المدني السوري قبل تفتته، وواجبنا الأساسي كفنانين وأكاديميين أن نحافظ على هذا المنجز الذي راكمه الكثيرون قبلنا حتى وصل إلينا».

كذلك يؤكّد الشرقي أن المسرح في سورية هذه الأيام، يكاد يكون بديلاً لحياة مفقودة في نسيج المجتمع، مشيراً إلى أن فعل التجمع هذه الفترة في دمشق بعيداً عن الأفران أو الكازيات هو فعل شبه نادر، فما بالك أن يكون هذا التجمع في خشبة المسرح ولتقديم نصوص مسرحية لكتاب سوريين شباب كتبوها في السنوات الخمس الأخيرة. وأن التحدي بالنسبة لهم هو على مستوى السوية التي يتمنى أن تكون جيدة ومقبولة بغض النظر عن الظروف المزرية إنسانياً.

يقوم المضمون الفني للعرض على قراءات سيؤديها الممثلون، وهي من نصي «خارج السيطرة» لوائل قدور المنشور عام 2010، و«عتبة الألم لدى السيدة غادة» المنشور عام 2012. وحسب الشرقي فإن النصين بشكل أساسي يركزان على العلاقات الاجتماعية ضمن مجتمع مدينة دمشق وبمقاربتين مختلفتين.

ويبيّن المخرج: «في العرض سنحاول تقديم توليفة من المشاهد من النصين حاولت مع المجموعة البحث عن تقاطعات فيما بينها جمالياً وعلى مستوى المضمون. وبالنسبة للشكل الإخراجي للعرض فلن نتجاوز كثيراً شرط القراءات المسرحية إذ أن الممثلين يجلسون على كراسيهم على الخشبة مع تبديلات بسيطة بين المشاهد. ومستوى بسيط من الأداء المسرحي. فهي في النهاية قراءات وليست عرضاً مسرحياً لا تحقق شرط الأداء الأساسي وهو التخلي عن النص على الخشبة».

يضيف: «بالعموم عملنا قام على فكرتين الأولى تقديم هذه النصوص الجديدة للجمهور وتعريفه بها، والثانية الحالة الجمالية والمدنية التي من الممكن أن يحققها تجمعنا في دمشق اليوم».

 

http://www.discover-syria.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *