«معزوفة الذاكرة » لفرقة «المسرح الكويتي».. مغامرة لم تكتمل!

في خامس عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي الرابع عشر قدمت فرقة المسرح الكويتي مساء امس الاول على خشبة مسرح الدسمة عرضها المسرحي «معزوفة الذاكرة» من تأليف فيصل العبيد وإخراج وبطولة فيصل العميري وشاركه في البطولة حنان المهدي وسليمان المرزوق ويوسف البغلي وآخرون.

المسرحية ـ التي تعتبر «مغامرة» جديدة للمخرج فيصل العميري على خشبات مسارحنا المحلية والخليجية وربما العربية ـ وضعتنا أمام شرائح مجتمعية متنوعة ومختلفة، مثل الشرطي الفاقد للذاكرة والذي قدمه فيصل العميري «رمزا للسلطة» وأيضا المجرم السجين «سليمان المرزوق» والمرأة الأم «حنان المهدي» التي تستعد لوضع جنينها وتبحث عن زوجها المفقود في رمزية للوطن أو الأمة والصحافي المتسلق «يوسف البغلي» الساعي لتحقيق طموحاته الإعلامية والشهرة والمال، فيما شكل «الشعب» في المشهد الاستهلالي كل من عبد المحسن القفاص ونواف القريشي وعيسى ذياب ومجرن المجرن وحصة النبهان والذين بدوا في حالة سكر وغياب عن الوعي ونرى عبر اطار درامي تراجيدي، يعتمد على عبثية الحياة الانسانية وفقدان التواصل والتفاهم بين البشر من خلال العودة الى مسألة القدر التي كانت التراجيديا القديمة تبنى عليها، سلوك الشخصيات مغايرا للسلوك الإنساني بمواصفاته الواقعية في الحركة والتعامل والتعبير الجسدي تحقيقا لمشهدية تجريدية مدروسة.

وجسدت الرؤية الإخراجية التي اعتمدها المخرج في صياغة خطابه المسرحي والاقتراب من الاداء التجريدي الذي ينطوي على محمولات دلالية متشعبة ومتشظية ليضع المتلقي أمام نوع غير مألوف من العروض المسرحية في الكويت والخليج وكان بمنزلة «مغامرة» محفوفة بالاخطار كاد يسقط فيها العميري، الا انه استطاع بطريقته ان يخرج بعرضه الى بر الأمان والهروب من الهنات الموجودة في العمل باشتغاله على عدة مستويات سينوغرافية شكلت الفضاء المسرحي مما أضفى على العرض ثراء في المشهد البصري، الا أن الحوارات الفلسفية والذهنية كانت تحتاج لحلول اخراجية لكسر الرتابة والملل الذي زرع في نفوس الحضور لبطء الايقاع في بعض الأحيان مما أثر على العرض سلبا وألا تكتمل مغامرة العميري الجريئة.

يحسب لهذا العرض عدم الوقوع في النظرة التشاؤمية وأن الامة يجب أن تستعيد ذاكرتها وأن العدالة يجب أن تسود ويتمتع بها كل فرد في المجتمع وألا تزور إرادة الشعوب فالآلام تنسى ويبقى لحن الأمل والحب الذي يجب أن نعزفه جميعا وكان هذا الأمل في ميلاد الطفل وهطول المطر في دلالة رمزية لبداية جديدة لتطهير الأرض والنفس.

لا شك أن العميرى ممثل موهوب وقادر على الدخول في الشخصية والتعايش معها وتقمصها وهو هنا قدم لنا الشرطي أو السلطة التي فقدت وعيها وذاكرتها بشكل جيد وعبر أداء متميز ومؤثر خاصة في المشهد الأخير كما قدم يوسف البغلي شخصية الصحافي المتسلق بطريقة مقبولة رغم ان الجميع توقع منه الكثير لأنه طاقة فنية مليئة بالابداع، وعلى الرغم من المساحة الضيقة التي تحركت فيها حنان المهدى وجلوسها طوال الوقت في القفص الذي اثر على حركتها وقدرتها على التعبير الجسدي إلا أنها لفتت الانظار إليها عبر تحكمها الجيد في انفعالاتها، بينما لم يكن السجين سليمان المرزوق في أفضل حالاته لتعثره في النطق اكثر من مرة علاوة على عدم وضوح مخارج حروفه مما أضاع بعض الجمل في مشاهد مؤثرة تجمعه مع فيصل العميري.

أخيرا.. كانت الاضاءة والموسيقى نجمي العرض وتوظيفهما من قبل المخرج لتعميق أحداث العرض كان ناجحا لأبعد الحدود في توصيل ما يرمون اليه.

لمى ناصر: دخلت الفن بالصدفة.. ولا أقبل الإغراء

استضاف المركز الاعلامي لمهرجان الكويت المسرحي الرابع عشر الفنانة اللبنانية لمى ناصر في مؤتمر صحافي اداره رئيس المركز الاعلامي الزميل مفرح الشمري.

وفي البداية شكرت لمى القائمين على المهرجان بدعوتها وان تكون ضمن الضيوف واصفة اياه بانه اكثر من رائع، وقالت: لقد تابعت العروض وتراوحت ما بين المتوسطة والجيدة واعتقد ان المسرح سيشهد تطورا كبيرا وظهور طاقات شبابية بارزة، وعن دخولها المجال الفني أجابت: كان بالصدفة عبر صديق في المجال الفني وعن طريق المخرج شربل نعيمي، حيث قال بانه يوجد دور يناسبني على الرغم من انني كنت ادرس الحقوق ولم استكمله، وشاركت بعدها في عدد من الاعمال الكوميدية والتاريخية وعدد من المسرحيات الاخرى وبعدها انطلقت للمشاركة في الاعمال التلفزيونية ومنها اعمال عرضت على القنوات اللبنانية، وكان لي عمل بعنوان «ما نتفق» مع المخرج اياد الخزوز وقد عرفني الجمهور الخليجي عبر شخصية «سمية» كما عرضت علي العديد من الادوار وانا ادرسها حاليا.

اما عن الدراما الخليجية فردت: كانت مصر هي بوابة الدخول الى الشهرة ومن خلال السنتين الاخيرتين اصبحت الدراما الخليجية بارزة اكثر من حيث الانتاج ويكسب الفنان فيها شهرة اكثر.

وبسؤالها عن الكوميديا في المسرح اللبناني أجابت: تنقسم الى عدة اقسام ومنها الموجهة والسوداء وانواع اخرى موجودة والبعض الآخر يعتمد على الكلام المبتذل وانا بعيدة عنه، وانتمي الى فرقة المخرج شربل نعيمي الذي تتلمذت على يديه، وايضا اعتبره الاب الروحي لي.

وعما يقدم من اعمال بالدراما اللبنانية قالت لمى: بعض الاعمال اللبنانية اصبح فيها اغراء واعتمادها كلي عليه وقد رفضت عددا من تلك الاعمال لانها لا تتلاءم معي وشخصيتي لا تقبل ذلك، وعن دعمها للمغني زكي شريف المشارك في «ستار اكاديمي» الاخير ذكرت انه يستحق هذا الدعم لانه من الاصوات الجميلة والقوية وكان خروجه صدمة لجميع محبيه.

أبو الحسن في الحلقة النقاشية: العرض تجريدي فانتازي والعميري يرد: قدمت للحضور قصة فقط

بعد نهاية العرض المسرحي اقيمت حلقة نقاشية ادارها الزميل عبدالستار ناجي وكان المعقب الرئيسي فيها د. هاني ابو الحسن بمشاركة مؤلف العرض فيصل العبيد والمخرج فيصل العميري.

وقال د. هاني في تعقيبه: عرض الليلة تجريدي فانتازي يقدم لقطة زمنية فاصلة في مكان يرمز إلى السجن، والسجن مكان استثنائي له مخارج للصرف الصحي، حبست فيه نماذج من البشر، هي شرائح توجد حولنا كالشرطي والمجرم والمرأة الحامل والصحافي والمرأة التي تبحث عن زوجها، وتحمل بين أحشائها طفلا هنا هي نموذج مصغر من المجتمع.

وأضاف إن شريحة الصحافي الانتهازي هنا، والذي تجرد من الإنسانية ويبحث فقط عن الخبر وهو شريحة أخرى، والعرض ينتقد دور الأمة الذي تمثله المرأة، ودور الإعلام، حيث ينطق الصحافي بلسانه بكل ما يخالف عمل الإعلام، ويدخل داخل القفص مكان المرأة. 

وأوضح أن فقدان البصر لدى المجرم يشير إلى انعدام الرؤية عند المجرمين، والعمل يتحدث عن شرائح محددة وليس التعميم، ثم يعرّج على نموذج الشرطي، وكيف يأخذنا إلى مدى تلاعبه بنتائج التصويت.

وفي الختام قال المخرج فيصل العميري وددت لو أن أحدا ينيرني أو يثبت من عزيمتي فيما خص منطقة المجارير في العرض التي كانت فيها حنان المهدي، ومهمتي في هذا المكان أن أزيد لأبناء جيلي الحراك والوعي المسرحي.

وأكد العميري أنه وزملاءه اشتغلوا على هذا العرض كثيرا معلنا عن ثقته المسبقة أنه لم يكن في استطاعته ملامسة الحضور فكريا الليلة وإنما أراد أن يقدم قصة.

 

مفرح الشمري – Mefrehs@

http://www.alanba.com.kw

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *